قالَ : فَسَمِعَت دَورَ الحَديثِ هِندٌ بِنتُ عَبدِ اللَّهِ بنِ عامِرِ بنِ كُرَيزٍ - وكانَت تَحتَ يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ - فَتَقَنَّعَت بِثَوبها وخَرَجَت ، فَقالَت : يا أميرَ المُؤمِنينَ أرَأسُ الحُسَينِ بنِ فاطِمَةَ بِنتِ رَسولِ اللَّهِ ؟
قالَ : نَعَم ، فَأَعوِلي عَلَيه ، وحُدّي۱ عَلَى ابنِ بِنتِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وصَريحَةِ قُرَيشٍ ، عَجَّلَ عَلَيهِ ابنُ زِيادٍ فَقَتَلَهُ ، قَتَلَهُ اللَّهُ .۲
۱۶۴۰.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي عن أبي مخنف وغيره : إنَّ يَزيدَ أمَرَ أن يُصلَبَ الرَّأسُ الشَّريفُ عَلى بابِ دارِهِ ، وأمَرَ أنَ يُدخِلوا أهلَ بَيتِ الحُسَينِ عليه السلام دارَهُ ، فَلَمّا دَخَلَتِ النِّسوَةُ دارَ يَزيدَ ، لَم تَبقَ امرَأَةٌ مِن آلِ مُعاوِيَةَ إلَّا استَقبَلَتهُنَّ بِالبُكاءِ وَالصُّراخِ وَالنِّياحَةِ وَالصِّياحِ عَلَى الحُسَينِ عليه السلام ، وألقَينَ ما عَلَيهِنَّ مِنَ الحُلِيِّ وَالحُلَلِ۳ ، وأقَمنَ المَأتَمَ عَلَيهِ ثَلاثَةَ أيّامٍ .
وخَرَجَت هِندٌ بِنتُ عَبدِ اللَّهِ بنِ عامِرِ بنِ كُرَيزٍ امرَأَةُ يَزيدَ - وكانَت قَبلَ ذلِكَ تَحتَ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام - فَشَقَّتِ السِّترَ وهِيَ حاسِرَةٌ ، فَوَثَبَت عَلى يَزيدَ وقالَت :
أرَأسُ ابنِ فاطِمَةَ مَصلوبٌ عَلى بابِ داري ؟ فَغَطّاها يَزيدُ ، وقالَ : نَعَم ، فَأَعوِلي عَلَيهِ يا هِندُ وَابكي عَلَى ابنِ بِنتِ رَسولِ اللَّهِ وصَريحَةِ قُرَيشٍ، عَجَّلَ عَلَيهِ ابنُ زِيادٍ فَقَتَلَهُ ، قَتَلَهُ اللَّهُ !
ثُمَّ إنَّ يَزيدَ أنزَلَهُم بِدارِهِ الخاصَّةِ ، فَما كانَ يَتَغَدّى ويَتَعَشّى حَتّى يَحضُرَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام .۴
۱۶۴۱.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : بَكَت اُمُّ كُلثومٍ بِنتُ عَبدِ اللَّهِ بنِ عامِرِ بنِ كُرَيزٍ عَلى حُسَينٍ عليه السلام ، وهِيَ يَومَئِذٍ عِندَ يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ .
فَقالَ يَزيدُ : حُقَّ لَها أن تُعوِلَ عَلى كَبيرِ قُرَيشٍ وسَيِّدِها .۵
1.حَدَّت المرأة على زوجها : إذا حزنت عليه ولبست ثياب الحُزن (النهاية : ج ۱ ص ۳۵۲ «حدد») .
2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۶۵ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۷۶ وفيه «تحبّ» بدل «تحت» ، تاريخ دمشق : ج ۶۲ ص ۸۵ ، جواهر المطالب : ج ۲ ص ۲۹۳ .
3.الحُلَّةُ : واحدة الحُلَل وهي برود اليمن ، ولا تسمّى حُلّة إلّا أن تكون ثوبين من جنس واحد (النهاية : ج ۱ ص ۴۳۲ «حلل») .
4.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۷۳ ؛ بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۴۲ .
5.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۸۹ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۰۴ .