يا صَيحَةً تُحمَدُ مِن صَوائِحِما أهوَنَ المَوتَ عَلَى النَّوائِحِ
إذا قَضَى اللَّهُ أمراً كانَ مَفعولاً ، قَد كُنّا نَرضى مِن طاعَةِ هؤُلاءِ بِدونِ هذا .۱
۱۶۵۹.الفصول المهمّة : اُدخِلَ نِساءُ الحُسَينِ عليه السلام وَالرَّأسُ بَينَ يَدَيهِ ، فَجَعَلَت فاطِمَةُ وسُكَينَةُ تَتَطاوَلانِ لِتَنظُرا إلَى الرَّأسِ ، وجَعَلَ يَزيدُ يَستُرُهُ عَنهُما ، فَلَمّا رَأَينَهُ صَرَخنَ وأعلَنَّ بِالبُكاءِ ، فَبَكَت لِبُكائِهِنَّ نِساءُ يَزيدَ وبَناتُ مُعاوِيَةَ ، فَوَلوَلنَ وأعوَلنَ .۲
فَقالَت فاطِمَةُ - وكانَت أكبَرَ مِن سُكَينَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما - : بَناتُ رَسولِ اللَّهِ سَبايا يا يَزيدُ ! يَسُرُّكَ هذا ؟ فَقالَ : وَاللَّهِ ما سَرَّني ، وإنّي لِهذا لَكارِهٌ ، وما أنَا عَلَيكُنَ۳أعظَمُ مِمّا اُخِذَ مِنكُنَّ . قالَ : أدخِلوهُنَّ إلَى الحَريمِ .
فَلَمّا دَخَلنَ عَلى حَرَمِهِ ، لَم تَبقَ امرَأَةٌ مِن آلِ يَزيدَ إلّا أتَتهُنَّ ، وأظهَرنَ التَّوَجُّعَ وَالحُزنَ عَلى ما أصابَهُنَّ ، وعَلى ما نَزَلَ بِهِنَّ ، وأضعَفنَ لَهُنَّ جَميعَ ما اُخِذَ مِنهُنَّ مِنَ الحُلِيِّ وَالثِّيابِ بِزِيادَةٍ كَثيرَةٍ .
فَكانَت سُكَينَةُ تَقولُ : ما رَأَيتُ كافِراً بِاللَّهِ خَيراً مِن يَزيدَ .۴
راجع : ص 1218 (القسم السابع / الفصل الثالث : صدى قتل الإمام عليه السلام في ذوي قاتليه) .
8 / 4
ما طَلَبَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام مِن يَزيدَ
۱۶۶۰.الملهوف : قالَ [يَزيدُ] لِعَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام : اُذكُر حاجاتِكَ الثَّلاثَ الَّتي وَعَدتُكَ بِقَضائِهِنَّ .
فَقالَ لَهُ : الاُولى : أن تُرِيَني وَجهَ سَيِّدي ومَولايَ الحُسَينِ عليه السلام ، فَأَتَزَوَّدَ مِنهُ وأنظُرَ إلَيهِ واُوَدِّعَهُ .
وَالثّانِيَةُ : أن تَرُدَّ عَلَينا ما اُخِذَ مِنّا .
وَالثّالِثَةُ : إن كُنتَ عَزَمتَ عَلى قَتلي ، أن تُوَجِّهَ مَعَ هؤُلاءِ النِّسوَةِ مَن يَرُدُّهُنَّ إلى حَرَمِ جَدِّهِنَّ صلى اللَّه عليه وآله .
فَقالَ : أمّا وَجهُ أبيكَ فَلَن تَراهُ أبَداً ، وأمّا قَتلُكَ فَقَد عَفَوتُ عَنكَ ، وأمَّا النِّساءُ فَما يَرُدُّهُنَّ إلَى
1.أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۴۱۹ .
2.في المصدر : «وأعلن» ، والصواب ما أثبتناه كما في نور الأبصار .
3.كذا في المصدر، وفي نور الأبصار: «وما أتى عليكُنّ».
4.الفصول المهمّة : ص ۱۹۲ ، نور الأبصار : ص ۱۴۵ .