1151
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

صالِحاً ، وَابعَث مَعَهُم خَيلاً وأعواناً .
ثُمَّ كَساهُم وحَباهُم وفَرَضَ لَهُمُ الأَرزاقَ وَالأَنزالَ . ثُمَّ دَعا بِعَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام فَقالَ لَهُ : لَعَنَ اللَّهُ ابنَ مَرجانَةَ ! أما وَاللَّهِ لَو كُنتُ صاحِبَهُ ما سَأَلَني خُطَّةً۱ إلّا أعطَيتُها إيّاهُ ، ولَدَفَعتُ عَنهُ الحَتفَ بِكُلِّ ما قَدَرتُ عَلَيهِ ، ولَو بِهَلاكِ بَعضِ وُلدي ، ولكِن قَضَى اللَّهُ ما رَأَيتَ . فَكاتِبني بِكُلِّ حاجَةٍ تَكونُ لَكَ ، ثُمَّ أوصى‏ بِهِمُ الرَّسولَ . فَخَرَجَ بِهِم الرَّسولُ يُسايِرُهُم ، فَيَكونُ أمامَهُم حَيثُ لا يَفوتونَ طَرفَهُ ، فَإِذا نَزَلوا تَنَحّى‏ عَنهُم وتَفَرَّقَ هُوَ وأصحابُهُ كَهَيئَةِ الحَرَسِ ، ثُمَّ يَنزِلُ بِهِم حَيثُ أرادَ أحَدُهُمُ الوُضوءَ ، ويَعرِضُ عَلَيهِم حَوائِجَهُم ، ويَلطِفُ بِهِم حَتّى‏ دَخَلُوا المَدينَةَ .۲

۱۶۷۱.أنساب الأشراف : أعطى‏ يَزيدُ كُلَّ امرَأَةٍ مِن نِساءِ الحُسَينِ ضِعفَ ما ذَهَبَ لَها ، وقالَ : عَجَّلَ ابنُ سُمَيَّةَ لَعنَةُ اللَّهِ عَلَيهِ .
وبَعَثَ يَزيدُ بِالنِّساءِ وَالصِّبيانِ إلَى المَدينَةِ مَعَ رَسولٍ ، وأوصاهُ بِهِم ، فَلَم يَزَل يَرفُقُ بِهِم حَتّى‏ وَرَدُوا المَدينَةَ .
وقالَ لِعَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام : إن أحبَبتَ أن تُقيمَ عِندَنا بَرَرناكَ ووَصَلناكَ . فَاختارَ إتيانَ المَدينَةِ ، فَوَصَلَهُ وأشخَصَهُ إلَيها .۳

۱۶۷۲.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : بَعَثَ [يَزيدُ] بِثَقَلِ الحُسَينِ عليه السلام ومَن بَقِيَ مِن نِسائِهِ وأهلِهِ ووُلدِهِ مَعَهُم ، وجَهَّزَهُم بِكُلِّ شَي‏ءٍ ، لَم يَدَع لَهُم حاجَةً بِالمَدينَةِ إلّا أمَرَ لَهُم بِها ، وقالَ لِعَلِيِّ بنِ حُسَينٍ عليه السلام : إن أحبَبتَ أن تُقيمَ عِندَنا فَنَصِلَ رَحِمَكَ ونَعرِفَ لَكَ حَقَّكَ فَعَلتَ ، وإن أحبَبتَ أن أرُدَّكَ إلى‏ بِلادِكَ أصِلُكَ .
قالَ : بَل تَرُدُّني إلى‏ بِلادي .
فَرَدَّهُ إلَى المَدينَةِ ووَصَلَهُ ، وأمَرَ الرُّسُلَ الَّذينَ وَجَّهَهُم مَعَهُم أن يَنزِلوا بِهِم حَيثُ شاؤوا ومَتى‏ شاؤوا . وبَعَثَ بِهِم مَعَ مُحرِزِ بنِ حُرَيثٍ الكَلبِيِّ ورَجُلٍ مِن بَهراءَ ، وكانا مِن أفاضِلِ أهلِ الشّامِ .۴

1.كذا في المصدر ، وفي بحار الأنوار : «خلّة» ، وهو الأنسب .

2.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۷۴ ؛ بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۴۵ .

3.أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۴۱۷ .

4.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۹۰ وراجع : تاريخ دمشق : ج ۵۷ ص ۷۹ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
1150

بِهؤُلاءِ النِّسوانِ إلَى المَدينَةِ .
ولَمّا أرادَ أن يُجَهِّزَهُم دَعا عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليه السلام فَاستَخلاهُ ، ثُمَّ قالَ لَهُ: لَعَنَ اللَّهُ ابنَ مَرجانَةَ ، أم وَاللَّهِ لَو أنّي صاحِبُ أبيكَ ما سَأَلَني خَصلَةً أبَداً إلّا أعطَيتُهُ إيّاها ، ولَدَفَعتُ الحَتفَ عَنهُ بِكُلِّ مَا استَطَعتُ ، ولكِنَّ اللَّهَ قَضى‏ ما رَأَيتَ ، كاتِبني مِنَ المَدينَةِ وأنهِ كُلَّ حاجَةٍ تَكونُ لَكَ .
وتَقَدَّمَ بِكِسوَتِهِ وكِسوَةِ أهلِهِ . وأنفَذَ مَعَهُم في جُملَةِ النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ رَسولاً تَقَدَّمَ إلَيهِ أن يَسيرَ بِهِم فِي اللَّيلِ ، ويَكونوا أمامَهُ حَيثُ لا يَفوتونَ طَرفَهُ ، فَإِذا نَزَلوا تَنَحّى‏ عَنهُم وتَفَرَّقُ هُوَ وأصحابُهُ حَولَهُم كَهَيئَةِ الحَرَسِ لَهُم ، ويَنزِلُ مِنهُم حَيثُ إذا أرادَ إنسانٌ مِن جَماعَتِهِم وُضوءاً وقَضاءَ حاجَةٍ لَم يَحتَشِم .
فَسارَ مَعَهُم في جُملَةِ النُّعمانِ ، ولَم يَزَل يُنازِلُهُم فِي الطَّريقِ ويَرفُقُ بِهِم كَما وَصّاهُ يَزيدُ ويَرعَونَهُم ، حَتّى‏ دَخَلُوا المَدينَةَ .۱

۱۶۶۹.تاريخ الطبري عن أبي مخنف عن الحارث بن كعب : لَمّا أرادوا أن يَخرُجوا ، دَعا يَزيدُ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليه السلام ، ثُمَّ قالَ : لَعَنَ اللَّهُ ابنَ مَرجانَةَ ، أما وَاللَّهِ لَو أنّي صاحِبُهُ ما سَأَلَني خَصلَةً أبَداً إلّا أعطَيتُها إيّاهُ ، ولَدَفَعتُ الحَتفَ عَنهُ بِكُلِّ ما استَطَعتُ ولَو بِهَلاكِ بَعضِ وُلدي ، ولكِنَّ اللَّهَ قَضى‏ ما رَأَيتَ . كاتِبني وأنهِ كُلَّ حاجَةٍ تَكونُ لَكَ .
قالَ : وكَساهُم وأوصى‏ بِهِم ذلِكَ الرَّسولَ . قالَ : فَخَرَجَ بِهِمُ [الرَّسولُ‏] ، وكانَ يُسايِرُهُم بِاللَّيلِ فَيَكونونَ أمامَهُ حَيثُ لا يَفوتونَ طَرفَهُ ، فَإِذا نَزَلوا تَنَحّى‏ عَنهُم وتَفَرَّقَ هُوَ وأصحابُهُ حَولَهُم كَهَيئَةِ الحَرَسِ لَهُم ، ويَنزِلُ مِنهُم بِحَيثُ إذا أرادَ إنسانٌ مِنهُم وُضوءاً أو قَضاءَ حاجَةٍ لَم يَحتَشِم .
فَلَم يَزَل يُنازِلُهُم فِي الطَّريقِ هكَذا ويَسأَلُهُم عَن حَوائِجِهِم ويُلَطِّفُهُم ، حَتّى‏ دَخَلُوا المَدينَةَ .۲

۱۶۷۰.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : رُوِيَ أنَّ يَزيدَ عَرَضَ عَلَيهِم [أي عَلى‏ سَبايا أهلِ البَيتِ‏] المُقامَ بِدِمَشقَ فَأَبَوا ذلِكَ ، وقالوا : رُدَّنا إلَى المَدينَةِ لِأَنَّها مُهاجَرَةُ جَدِّنا .
فَقالَ لِلنُّعمانِ بنِ بَشيرٍ : جَهِّز هؤُلاءِ بِما يُصلِحُهُم وَابعَث مَعَهُم رَجُلاً مِن أهلِ الشّامِ أميناً

1.الإرشاد : ج ۲ ص ۱۲۲ ، روضة الواعظين : ص ۲۱۲ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۷۵ .

2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۶۲ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۷۸ ، الفصول المهمّة : ص ۱۹۳ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۹۵ وكلاهما نحوه .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1970750
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به