1153
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

8 / 9

أوَّلُ مَن زارَ قَبرَ الحُسَينِ عليه السلام مِنَ النّاسِ‏

۱۶۷۷.مصباح الزائر عن عطا : كُنتُ مَعَ جابِرِ بنِ عَبدِ اللَّهِ يَومَ العِشرينَ مِن صَفَرٍ ، فَلَمّا وَصَلنَا الغاضِرِيَّةَ۱ اغتَسَلَ في شَريعَتِها ، ولَبِسَ قَميصاً كانَ مَعَهُ طاهِراً .
ثُمَّ قالَ لي : أمَعَكَ شَي‏ءٌ مِنَ الطّيبِ يا عَطا ؟ قُلتُ : مَعي سُعدٌ۲ ، فَجَعَلَ مِنهُ عَلى‏ رَأسِهِ وسائِرِ جَسَدِهِ .
ثُمَّ مَشى‏ حافِياً حَتّى‏ وَقَفَ عِندَ رَأسِ الحُسَينِ عليه السلام ، وكَبَّرَ ثَلاثاً ثُمَّ خَرَّ مَغشِيّاً عَلَيهِ ، فَلَمّا أفاقَ سَمِعتُهُ يَقولُ :
السَّلامُ عَلَيكُم يا آلَ اللَّهِ... .۳

۱۶۷۸.بشارة المصطفى عن عطيّة العوفي‏۴:خَرَجتُ مَعَ جابِرِ بنِ عَبدِ اللَّهِ الأَنصارِيِّ زائِرَينِ قَبرَ الحُسَينِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام ، فَلَمّا وَرَدنا كَربَلاءَ دَنا جابِرٌ مِن شاطِئِ الفُراتِ فَاغتَسَلَ ، ثُمَّ اتَّزَرَ بِإِزارٍ وَارتَدى‏ بِآخَرَ ، ثُمَّ فَتَحَ صُرَّةً فيها سُعدٌ فَنَثَرَها عَلى‏ بَدَنِهِ ، ثُمَّ لَم يَخطُ خُطوَةً إلّا ذَكَرَ اللَّهَ تَعالى‏ .
حَتّى‏ إذا دَنا مِنَ القَبرِ قالَ : ألمِسنيهِ ، فَأَلمَستُهُ ، فَخَرَّ عَلَى القَبرِ مَغشِيّاً عَلَيهِ ، فَرَشَشتُ عَلَيهِ شَيئاً مِنَ الماءِ ، فَلَمّا أفاقَ قالَ : يا حُسَينُ ، ثَلاثاً ، ثُمَّ قالَ : حَبيبٌ لا يُجيبُ حَبيبَهُ . ثُمَّ قالَ :

1.راجع : الخريطة رقم ۴ في آخر الكتاب .

2.السُّعْدُ : من الطِيب (الصحاح : ج ۲ ص ۴۸۸ «سعد») .

3.مصباح الزائر : ص ۲۸۶ ، بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۳۲۹ الرقم ۱ وراجع : موسوعة الإمام الحسين عليه السلام : ج ۸ ص ۱۵۴ ح ۳۵۱۹ .

4.عطيّة بن سعد بن جنادة العوفي الجدلي القيسي الكوفي ، أبو الحسن . سمّاه أمير المومنين عليه السلام ، وقال فيه : «هذا عطيّة اللَّه» . كان من مشاهير التابعين، وذكره الطوسي في أصحاب عليّ والباقر عليهما السلام ، وعدّه البرقي في أصحاب الباقر والصادق عليهما السلام . كان ثقة ، كثير الحديث ، خرج مع ابن الأشعث على الحجّاج ، وضُرب بأمر الحجّاج ۴۰۰ سوطاً؛ لامتناعه عن سبّ عليّ عليه السلام ، وحلق رأسه ولحيته. ثمّ لجأ إلى فارس ، واستقرّ بخراسان بقيّة أيّام الحجّاج ، وعاد إلى الكوفة لمّا ولي العراق عمر بن هبيرة ، وتوفّي بها سنة ۱۱۱ على المشهور ، أو ۱۲۷ كما قيل ، وهو الظاهر بقرينة روايته عن الصادق عليه السلام وراجع: رجال الطوسي: ص ۷۶ وص ۱۴۰ ورجال البرقي: ص ۴۰ والطبقات الكبرى : ج ۶ ص ۳۰۴ وسير أعلام النبلاء: ج‏۵ ص ۳۲۵ وتهذيب الكمال: ج ۲۰ ص ۱۴۵ وتهذيب التهذيب: ج ۴ ص ۱۳۸ وتاريخ الطبري : ج ۱۱ (المنتخب من ذيل المذيل) ص ۶۴۰ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
1152

8 / 8

مُرورُ آلِ الرَّسولِ صلى اللَّه عليه وآله عَلى‏ كَربَلاءَ

۱۶۷۳.الملهوف : لَمّا رَجَعَ نِساءُ الحُسَينِ عليه السلام وعِيالُهُ مِنَ الشّامِ وبَلَغوا إلَى العِراقِ ، قالوا لِلدَّليلِ : مُرَّ بِنا عَلى‏ طريقِ كَربَلاءَ ، فَوَصَلوا إلى‏ مَوضِعِ المَصرَعِ ، فَوَجَدوا جابِرَ بنَ عَبدِ اللَّهِ الأَنصارِيَّ رَحِمَهُ اللَّهُ وجَماعَةً مِن بَني هاشِمٍ ورِجالاً مِن آلِ الرَّسولِ صلى اللَّه عليه وآله قَد وَرَدوا لِزِيارَةِ قَبرِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَوافَوا في وَقتٍ واحِدٍ ، وتَلاقَوا بِالبُكاءِ وَالحُزنِ وَاللَّطمِ ، وأقامُوا المَآتِمَ المُقرِحَةَ لِلأَكبادِ ، وَاجتَمَعَت إلَيهِم نِساءُ ذلِكَ السَّوادِ۱ ، وأقاموا عَلى‏ ذلِكَ أيّاماً .۲

۱۶۷۴.مثير الأحزان : لَمّا مَرَّ عِيالُ الحُسَينِ عليه السلام بِكَربَلاءَ ، وَجَدوا جابِرَ بنَ عَبدِ اللَّهِ الأَنصارِيَّ رَحمَةُ اللَّهِ عَلَيهِ وجَماعَةً مِن بَني هاشِمٍ قَدِموا لِزِيارَتِهِ في وَقتٍ واحِدٍ ، فَتَلاقَوا بِالحُزنِ وَالاِكتِئابِ وَالنَّوحِ عَلى‏ هذَا المُصابِ المُقرِحِ لِأَكبادِ الأَحبابِ .۳

۱۶۷۵.الآثار الباقية: في العِشرينَ رُدَّ رَأسُ الحُسَينِ عليه السلام إلى‏ مَجثَمِهِ حَتّى‏ دُفِنَ مَعَ جُثَّتِهِ ، وفيهِ زِيارَةُ الأَربَعينَ ، وهُم حَرَمُهُ بَعدَ انصِرافِهِم مِنَ الشّامِ .۴

۱۶۷۶.الأمالي للصدوق عن فاطمة بنت عليّ عليه السلام : إنَّ يَزيدَ أمَرَ بِنِساءِ الحُسَينِ عليه السلام فَحُبِسنَ مَعَ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليهما السلام في مَحبِسٍ ، لا يُكِنُّهُم مِن حَرٍّ ولا قَرٍّ حَتّى‏ تَقَشَّرَت وُجوهُهُم ، ولَم يُرفَع بِبَيتِ المَقدِسِ حَجَرٌ عَن وَجهِ‏الأَرضِ إلّا وُجِدَ تَحتَهُ دَمٌ عَبيطٌ۵ ، وأبصَرَ النّاسُ الشَّمسَ عَلَى‏الحيطانِ حَمراءَ كَأَنَّها المَلاحِفُ المُعَصفَرَةُ۶ ، إلى‏ أن خَرجَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليهما السلام بِالنِّسوَةِ ، ورَدَّ رَأسَ الحُسَينِ عليه السلام إلى‏ كَربَلاءَ .۷۸

1.السَّوادُ من الناس : عامّتهم ، وهم الجمهور الأعظم (تاج العروس : ج ۵ ص ۳۴ «سود») .

2.الملهوف : ص ۲۲۵ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۴۶ .

3.مثير الأحزان : ص ۱۰۷ .

4.الآثار الباقية : ص ۴۲۲ .

5.العَبيطُ من الدم : الخالص الطريّ (الصحاح : ج ۳ ص ۱۱۴۲ «عبط») .

6.العُصفُر : صِبغ (الصحاح : ج ۲ ص ۷۵۰ «عصفر») .

7.يستفاد من هذا النصّ - وكما نلاحظ - خصوص مجي‏ء الإمام السجّاد إلى كربلاء مع إبهام فيه (وذلك إنّ الفاعل في قوله «وردّ رأس الحسين عليه السلام» يحتمل أن يكون يزيداً ، لا الإمام زين العابدين عليه السلام) ، وأمّا فيما يتعلّق بسائر أهل البيت فلم يتعرّض له .

8.الأمالي للصدوق : ص ۲۳۱ ح ۲۴۳ ، روضة الواعظين : ص ۲۱۲ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۴۰ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1969962
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به