1155
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

۱۶۷۹.مَسارُّ الشيعة : فِي اليَومِ العِشرينَ مِنهُ [أي مِن شَهرِ صَفَرٍ] كانَ رَجوعُ حَرَمِ سَيِّدِنا ومَولانا أبي عَبدِ اللَّهِ عليه السلام مِنَ الشّامِ إلى‏ مَدينَةِ الرَّسولِ صلى اللَّه عليه وآله ، وهُوَ اليَومُ الَّذي وَرَدَ فيهِ جابِرُ بنُ عَبدِ اللَّهِ بنِ حِزامٍ الأَنصارِيُّ - صاحِبُ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وآلِهِ ورَضِيَ اللَّهُ تَعالى‏ عَنهُ - مِنَ المَدينَةِ إلى‏ كَربَلاءَ لِزِيارَةِ قَبرِ أبي عَبدِ اللَّهِ عليه السلام .
فَكانَ أوَّلَ مَن زارَهُ مِنَ النّاسِ .۱

۱۶۸۰.المصباح للكفعمي : سُمِّيَت بِزِيارَةِ الأَربَعينَ لِأَنَّ وَقتَها يَومُ العِشرينَ مِن شَهرِ صَفَرٍ ، وذلِكَ لِأَربَعينَ يَوماً مِن مَقتَلِ الحُسَينِ عليه السلام ، وهُوَ اليَومُ الَّذي وَرَدَ فيهِ جابِرُ بنُ عَبدِ اللَّهِ الأَنصارِيُّ صاحِبُ النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله مِنَ المَدينَةِ إلى‏ كَربَلاءَ لِزِيارَةِ قَبرِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَكانَ أوَّلَ مَن زارَهُ مِنَ النّاسِ ... وفي هذَا اليَومِ كانَ رُجوعُ حَرَمِ الحُسَينِ عليه السلام مِنَ الشّامِ إلَى المَدينَةِ .۲

1.مسارّ الشيعة : ص ۴۶ ، مصباح المتهجّد : ص ۷۸۷ ، العُدد القويّة : ص ۲۱۹ ح ۱۱ بزيادة «سنة إحدى وستّين ، أو اثنتين وستّين ، على اختلاف الرواية به في قتل مولانا الحسين عليه السلام» بعد «صفر» ، بحار الأنوار : ج ۹۸ ص ۱۹۵ .

2.المصباح للكفعمي : ص ۶۴۸ «الهامش» .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
1154

وأنّى‏ لَكَ بِالجَوابِ وقَد شُحِطَت أوداجُكَ‏۱ عَلى‏ أثباجِكَ‏۲ ، وفُرِّقَ بَينَ بَدَنِكَ ورَأسِكَ ، فَأَشهَدُ أنَّكَ ابنُ خاتَمِ النَّبِيّينَ ، وَابنُ سَيِّدِ المُؤمِنينَ ، وَابنُ حَليفِ التَّقوى‏ وسَليلِ الهُدى‏ وخامِسُ أصحابِ الكِساءِ ، وَابنُ سَيِّدِ النُّقَباءِ ، وَابنُ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ النِّساءِ ، وما لَكَ لا تَكونُ هكَذا وقَد غَذَّتكَ كَفُّ سَيِّدِ المُرسَلينَ ، ورُبّيتَ في حِجرِ المُتَّقينَ ، ورُضِعتَ مِن ثَديِ الإِيمانِ وفُطِمتَ بِالإِسلامِ ، فَطِبتَ حَيّاً وطِبتَ مَيِّتاً ، غَيرَ أنَّ قُلوبَ المُؤمِنينَ غَيرُ طَيِّبَةٍ لِفِراقِكَ ، ولا شاكَّةٍ فِي الخِيَرَةِ لَكَ ، فَعَلَيكَ سَلامُ اللَّهِ ورِضوانُهُ ، وأشهَدُ أنَّكَ مَضَيتَ عَلى‏ ما مَضى‏ عَلَيهِ أخوكَ يَحيَى بنُ زَكَرِيّا .
ثُمَّ جالَ بِبَصَرِهِ حَولَ القَبرِ وقالَ : السَّلامُ عَلَيكُم أيَّتُهَا الأَرواحُ الَّتي حَلَّت بِفِناءِ الحُسَينِ وأناخَت بِرَحلِهِ ، وأشهَدُ أنَّكُم أقَمتُمُ الصَّلاةَ وآتَيتُمُ الزَّكاةَ ، وأمَرتُم بِالمَعروفِ ونَهَيتُم عَنِ المُنكَرِ ، وجاهَدتُمُ المُلحِدينَ ، وعَبَدتُمُ اللَّهَ حَتّى‏ أتاكُمُ اليَقينُ . وَالَّذي بَعَثَ مُحَمَّداً بِالحَقِّ نَبِيّاً لَقَد شارَكنا كُم فيما دَخَلتُم فيهِ .
قالَ عَطِيَّةُ : فَقُلتُ لَهُ : يا جابِرُ ! كَيفَ ولَم نَهبِط وادِياً ولَم نَعلُ جَبَلاً ولَم نَضرِب بِسَيفٍ ، وَالقَومُ قَد فُرِّقَ بَينَ رُؤوسِهِم وأبدانِهِم ، واُوتِمَت أولادُهُم ، وأرمَلَت أزواجُهُم ؟!
فَقالَ : يا عَطِيَّةُ ! سَمِعتُ حَبيبي رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله يَقولُ : مَن أحَبَّ قَوماً حُشِرَ مَعَهُم ، ومَن أحَبَّ عَمَلَ قَومٍ اُشرِكَ في عَمَلِهِم ، وَالَّذي بَعَثَ مُحَمَّداً بِالحَقِّ نَبِيّاً ، إنَّ نِيَّتي ونِيَّةَ أصحابي عَلى‏ ما مَضى‏ عَلَيهِ الحُسَينُ عليه السلام وأصحابُهُ ، خُذوا بي نَحوَ أبياتِ كوفانَ .۳
فَلَمّا صِرنا في بَعضِ الطَّريقِ قالَ : يا عَطِيَّةُ ! هَل اُوصيكَ وما أظُنُّ أنَّني بَعدَ هذِهِ السَّفَرَةِ مُلاقيكَ ؟ أحبِب مُحِبَّ آلِ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله ما أحَبَّهُم ، وأبغِض مُبغِضَ آلِ مُحَمَّدٍ ما أبغَضَهُم وإن كانَ صَوّاماً قَوّاماً ، وَارفُق بِمُحِبِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، فَإِنَّهُ إن تَزِلَّ لَهُ قَدَمٌ بِكَثرَةِ ذُنوبِهِ ثَبَتَت لَهُ اُخرى‏ بِمَحَبَّتِهِم ، فَإِنَّ مُحِبَّهُم يَعودُ إلَى الجَنَّةِ ، ومُبغِضَهُم يَعودُ إلَى النّارِ .۴

1.الأوداجُ : هي ما أحاط بالعنق من العروق (النهاية : ج ۵ ص ۱۶۵ «ودج») .

2.الثَّبَجُ : ما بين الكاهل إلى الظهر (الصحاح : ج ۱ ص ۳۰۱ «ثبج») .

3.في المصدر : «خذني نحو إلى أبيات كوفان» ، والتصويب من بحار الأنوار .

4.بشارة المصطفى : ص ۷۴ ، الحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۲۹ ، تيسير المطالب : ص ۹۳ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۶۸ ص ۱۳۰ ح ۶۲ ؛ مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۱۶۷ نحوه .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1970928
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به