1159
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

والكفعمي‏۱ ذكروا أنّه في اليوم العشرين من صفر كان رجوع حرم أبي عبداللَّه عليه السلام من الشام إلى المدينة، وهو اليوم الّذي ورد فيه جابر بن عبداللَّه الأنصاري من المدينة إلى كربلاء لزيارة قبر أبي عبداللَّه عليه السلام ، فكان اوّل من زاره من الناس .۲
وبسط شيخنا العلّامة النوري طاب ثراه في كتاب اللؤلؤ والمرجان القول في الردّ على هذا النقل ، واعتذر عن نقل السيّد ابن طاووس له في كتابه ، والمقام لا يتّسع لبسط الكلام فيه .
واحتمل البعض أنّ أهل البيت عليهم السلام قدموا إلى كربلاء عند ذهابهم من الكوفة إلى الشام، إلّا أنّ هذا الاحتمال بعيد لجهاتٍ عديدة . كما احتمل أنّهم جاؤوا إلى كربلاء بعد الرجوع من الشام ، ولكن في غير يوم الأربعين؛ ذلك لأنّ السيّد والشيخ ابن نما رويا وصولهم إلى كربلاء ولم يقيّدوه بيوم الأربعين ،۳ وهذا الاحتمال ضعيف أيضاً ؛ ذلك لأنّ الآخرين - مثل صاحب روضة الشهداء ،۴ وحبيب السير۵وغيرهما۶ ممّن نقلوه - قيّدوه بيوم الأربعين ، كما يظهر من عبارة السيّد أنّهم دخلوا كربلاء مع جابر في يوم واحد ووقت واحد، حيث قال: «فوافوا في وقت واحد» ومن المسلّم أنّ وصول جابر إلى كربلاء كان في يوم الأربعين. بالإضافة إلى كلّ ما ذُكر، فإنّ تفصيل دخول جابر كربلاء جاء في كتاب مصباح الزائر للسيّد ابن طاووس وبشارة المصطفى ،۷ وكلاهما من الكتب المعتبرة ، ولم يرد ذكر دخول أهل البيت في ذلك الوقت أصلاً رغم اقتضاء المقام ذكره .۸

ب - عدم عودة أهل البيت إلى كربلاء في الأربعين الاُولى‏

استبعد السيّد ابن طاووس قدّس سره عودة أهل بيت سيّد الشهداء في الأربعين الاُولى إلى كربلاء، ولم ينكر أصل عودتهم ، وهذا هو نصّ كلامه :

1.راجع : ص ۱۱۵۵ ح ۱۶۷۹ .

2.راجع : ص ۱۱۵۵ ح ۱۶۸۰ .

3.راجع : ص ۱۱۵۲ ح ۱۶۷۳ و ۱۶۷۴ .

4.روضة الشهداء : ص ۳۹۱ .

5.تاريخ حبيب السير : ج ۲ ص ۶۰ .

6.توضيح المقاصد: ص ۶ وراجع: بحار الأنوار: ج ۱۰۱ ص ۳۳۴.

7.راجع : ص ۱۱۵۳ ح ۱۶۷۷ و ۱۶۷۸ .

8.منتهى الآمال (بالفارسية) : ص ۵۲۴.


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
1158

ولما نقلوا على لسان حجّة اللَّه البالغة الإمام السجّاد عليه السلام كلّ ذلك الكذب بشأن اللقاء المزعوم مع جابر... .۱
وكتب المحدّث القمّي أيضاً تبعاً لاُستاذه المحدّث النوري قائلاً :
اعلموا إنّ ثقاة المحدّثين والمؤرّخين متّفقون، بل إنّ السيّد الجليل عليّ بن طاووس نفسه روى أيضاً أنّ عمر بن سعد اللعين بعث بعد شهادة الإمام الحسين عليه السلام رؤوس الشهداء أوّلاً إلى الملعون ابن زياد ، ثمّ حمل بعد ذلك اليوم أهل البيت إلى الكوفة ، فحبسهم ابن زياد الخبيث بعد معرفته بأهل البيت عليهم السلام والشماتة بهم ، وبعث كتاباً إلى يزيد بن معاوية بشأن ما عليه أن يفعله بأهل البيت والرؤوس ، فأجابه يزيد بأنّ عليه أن يبعثهم إلى الشام.
ولا جرم أنّ ابن زياد الملعون أعدّ سفرهم وأرسلهم إلى الشام ، والذي يظهر من القضايا العديدة والحكايات المتفرّقة المنقولة بشأن تسييرهم إلى الشام والمرويّة في الكتب المعتبرة أنّه تمّ تسييرهم من الطريق السلطاني والقرى والمدن العامرة ، حيث يبلغ هذا الطريق حوالي أربعين منزلاً ، وإذا غضضنا النظر عن ذكر منازلهم وقلنا إنّ سيرهم كان من الصحراء في غرب الفرات ، فإنّه يستغرق عشرين يوماً أيضاً ، فقد ذكر أنّ المسافة بين الكوفة والشام إذا كانت بخطٍّ مستقيم هي مئة وخمسة وسبعين فرسخاً ، وأقاموا في الشام ما يقرب من شهر ، كما ذكر السيّد في الإقبال فقال : روي أنّ أهل البيت أقاموا في الشام شهراً في موضعٍ لا يقيهم من الحرّ والبرد. فإذا لوحظ ما تقدّم ذكره فإنّ من المستبعد جدّاً أن يعود أهل البيت من الشام إلى كربلاء بعد كلّ هذه القضايا ويدخلوا كربلاء في العشرين من شهر صفر ، يوم الأربعين ويوم وصول جابر إلى كربلاء . وقد استبعد السيّد الأجل نفسه في الإقبال ذلك ، فضلاً عن أنّه لم يشر إلى ذلك أحد من المحدّثين الأجلّاء أو أحد المعتمدين من أهل السير والتواريخ في المقاتل وغيرها ، رغم أنّ ذكره كان مناسباً من بعض الجهات، بل من سياق كلامه يتّضح إنكاره لذلك ، كما يستفاد ذلك أيضاً من عبارة الشيخ المفيد بشأن سفر أهل البيت نحو المدينة ، ويقرب منها عبارة ابن الأثير والطبري والقرماني وآخرين ، وليس في شي‏ء منها سفرهم إلى العراق، بل إنّ الشيخ المفيد۲ والشيخ الطوسي‏۳

1.اللؤلؤ والمرجان (بالفارسية) : ص ۱۶۱ - ۱۶۲.

2.راجع : ص ۱۱۵۵ ح ۱۶۷۹ .

3.مصباح المتهجّد : ص‏۷۸۷ ، العدد القويّة : ص‏۲۱۹ ح‏۱۱ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1976253
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به