اللَّهُ مُلكَهُ فَأَعطاكُموهُ .1
وكما وردت الإشارة في هذه الرواية، فقد زالت حكومة بني اُميّة التي كانت تمثّل أكبر خطر على الإسلام ، تماماً سنة 132 ه ؛ أي بعد 71 سنة من واقعة عاشوراء، وأمسك بنو العبّاس عمّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله بزمام حكم العالم الإسلامي .
ولم تمضِ مدّةٌ طويلة حتّى انتهج حكّام بني العبّاس سياسات حكّام بني اُميّة نفسها. وتعاملوا بقسوة مع الأمواج السياسيّة الاجتماعيّة المطالبة بالإصلاح ، والتي كانت تمتدّ جذورها إلى وقعة عاشوراء، كما واجهوا آل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله الذين كانوا يمثّلون الدعامة الأساسيّة لهذه الحركات .
والملاحظة التي تستحقّ التأمّل أنّ هذه الحركات الشعبيّة المستلهمة من واقعة عاشوراء، رغم أنّها لم تؤدّ أبداً إلى حكم الإسلام الأصيل بقيادة أهل البيت عليهم السلام ، إلّا أنّها أدّت دوماً دوراً مؤثّراً في الحؤول دون تقوّض أساس الإسلام .
تأثير وقعة كربلاء على ثوراتٍ أربع
من البديهيّ أنّ دراسة وتبيين دور واقعة عاشوراء في الحركات الشعبيّة والدفاع عن كيان الإسلام الأصيل ، منذ ذلك الحين وحتّى انتصار الثورة الإسلامية ، ليس فقط أنّه لا يمكن استيعابها في هذا المقال، بل إنّها خارج نطاق هذا الكتاب أيضاً ، ولذلك فإنّنا سنكتفي بإشارة عابرة إلى أربع حركات انطلقت في العقد الأوّل بعد نهضة سيّد الشهداء، تحت التأثير المباشر أو غير المباشر لأمواج واقعة عاشوراء السياسيّة والاجتماعيّة :
1 . ثورة أهل المدينة (واقعة الحرّة)
في السنة الثانية من حكم يزيد، وبعد سنتين من واقعة عاشوراء تقريباً، و في أواخر ذي الحجّة سنة 63 ه ،۲ثار أهل المدينة بقيادة عبد اللَّه بن حنظلة غسيل الملائكة۳ ضدّ حكومة يزيد،