طريق أهل البيت عليهم السلام الذين هم أبواباللَّه يدعون الناس إلى «الحسين الإلهي» و«زينب الإلهية»، أو نراهم يعمدون أحياناً إلى الحطّ من قدر الأنبياء من أجل تكريم أهل البيت ، فهؤلاء يخدمون أهداف أعداء أهل البيت سواءً علموا بذلك أم جهلوا ، وسيّد الشهداء عليه السلام بريء منهم .۱
5 . الكذب
يعدّ الكذب على اللَّه ورسوله وأهل البيت عليهم السلام من أقبح الكذب وأخطره ،۲ حيث يعتبر من الكبائر ويؤدّي إلى بطلان الصوم .۳
إنّ قُرّاء المراثي الحسينيّة الذين ينسبون كلاماً مّا إلى اللَّه أو إلى أهل البيت عليهم السلام دون الاستناد إلى حجّة شرعية، لا يعدّون من خدام الإمام الحسين عليه السلام وذاكريه فحسب ، بل عليهم أن يعلموا بأنّ عملهم كبيرة من الكبائر.
ومن الصعب على الكثير من الناس أن يصدّقوا هذه الحقيقة ، وهي أنّ بعض قرّاء المراثي يسردون مصائب كاذبة! إلّا أنّه يجب الاعتراف - وبكلّ أسف - بهذه الحقيقة المرّة ، بل ينبغي البكاء على هذه المصيبة الكبرى التي ابتُلي بها تاريخ عاشوراء أكثر من مصيبة عاشوراء نفسها؛ ذلك لأنّ هذه المصيبة توجب تضييع النهضة الحسينية المقدّسة!
الكذب في قراءة المراثي في العصور السابقة
يمكن القول بأنّ آفة الكذب دخلت ساحة قراءة المراثي منذ تأليف كتاب روضة الشهداء ؛ أي حوالي سنة 900 للهجرة، واتّسعت رقعة هذه الآفة تدريجيّاً بحيث إنّ المحدّث النوري شعر بخطر انتشار هذه الآفة في أوائل القرن الرابع عشر، ممّا دعاه إلى تأليف كتابه اللؤلؤ والمرجان۴ باقتراح من أحد علماء الهند، حيث يبيّن في بدايته الدافع الذي دفعه لتأليف
1.لمزيد من الاطّلاع على خطر الغلوّ بشأن أهل البيت عليهم السلام راجع: كتاب أهل البيت عليهم السلام في الكتاب والسنّة : (القسم الثالث عشر : الغلوّ في أهل البيت عليهم السلام) و جامعهشناسي تحريفات عاشوراء (بالفارسيّة).
2.راجع : كتاب اللؤلؤ والمرجان «المقام الرابع» للتعرّف على أقسام الكذب.
3.راجع : الكافي : ج ۲ ص ۳۴۰ ح ۹ .
4.يقول الاُستاذ المطهّري حول هذا الكتاب: رغم أنّه كتاب صغير، إلّا أنّه ممتاز للغاية.. وأنا لا أتصوّر أنّ هناك كتاباً فصّل القول حول الكذب وأنواعه كما نرى في هذا الكتاب ، وربّما لا يوجد لهذا الكتاب نظير في العالم (حماسه حسيني «بالفارسيّة» : ج ۱ ص ۱۹).