121
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

طريق أهل البيت عليهم السلام الذين هم أبواب‏اللَّه يدعون الناس إلى «الحسين الإلهي» و«زينب الإلهية»، أو نراهم يعمدون أحياناً إلى الحطّ من قدر الأنبياء من أجل تكريم أهل البيت ، فهؤلاء يخدمون أهداف أعداء أهل البيت سواءً علموا بذلك أم جهلوا ، وسيّد الشهداء عليه السلام بري‏ء منهم .۱

5 . الكذب‏

يعدّ الكذب على اللَّه ورسوله وأهل البيت عليهم السلام من أقبح الكذب وأخطره ،۲ حيث يعتبر من الكبائر ويؤدّي إلى‏ بطلان الصوم .۳
إنّ قُرّاء المراثي الحسينيّة الذين ينسبون كلاماً مّا إلى اللَّه أو إلى أهل البيت عليهم السلام دون الاستناد إلى حجّة شرعية، لا يعدّون من خدام الإمام الحسين عليه السلام وذاكريه فحسب ، بل عليهم أن يعلموا بأنّ عملهم كبيرة من الكبائر.
ومن الصعب على الكثير من الناس أن يصدّقوا هذه الحقيقة ، وهي أنّ بعض قرّاء المراثي يسردون مصائب كاذبة! إلّا أنّه يجب الاعتراف - وبكلّ أسف - بهذه الحقيقة المرّة ، بل ينبغي البكاء على هذه المصيبة الكبرى التي ابتُلي بها تاريخ عاشوراء أكثر من مصيبة عاشوراء نفسها؛ ذلك لأنّ هذه المصيبة توجب تضييع النهضة الحسينية المقدّسة!

الكذب في قراءة المراثي في العصور السابقة

يمكن القول بأنّ آفة الكذب دخلت ساحة قراءة المراثي منذ تأليف كتاب روضة الشهداء ؛ أي حوالي سنة 900 للهجرة، واتّسعت رقعة هذه الآفة تدريجيّاً بحيث إنّ المحدّث النوري شعر بخطر انتشار هذه الآفة في أوائل القرن الرابع عشر، ممّا دعاه إلى تأليف كتابه اللؤلؤ والمرجان‏۴ باقتراح من أحد علماء الهند، حيث يبيّن في بدايته الدافع الذي دفعه لتأليف

1.لمزيد من الاطّلاع على خطر الغلوّ بشأن أهل البيت عليهم السلام راجع: كتاب أهل البيت عليهم السلام في الكتاب والسنّة : (القسم الثالث عشر : الغلوّ في أهل البيت عليهم السلام) و جامعه‏شناسي تحريفات عاشوراء (بالفارسيّة).

2.راجع : كتاب اللؤلؤ والمرجان «المقام الرابع» للتعرّف على أقسام الكذب.

3.راجع : الكافي : ج ۲ ص ۳۴۰ ح ۹ .

4.يقول الاُستاذ المطهّري حول هذا الكتاب: رغم أنّه كتاب صغير، إلّا أنّه ممتاز للغاية.. وأنا لا أتصوّر أنّ هناك كتاباً فصّل القول حول الكذب وأنواعه كما نرى في هذا الكتاب ، وربّما لا يوجد لهذا الكتاب نظير في العالم (حماسه حسيني «بالفارسيّة» : ج ۱ ص ۱۹).


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
120

الكتاب .
فعاودني الخوف، وشعرت بالاضطراب ، واُغلقت في وجهي جميع سبل الخلاص . كنت أتصفح الكتاب دون طائل بقلب سيطر عليه الخوف.
إلى أن ذكر بأنّه حينما استيقظ جمع طائفة من الخطباء ونقل ماكان رآه في النوم قائلاً :
أنا لا أرى نفسي مؤهّلاً بعد هذا لأداء حقّ الخطابة الحسينيّة ، ولذلك سأتركها، وينبغي على من يصدّقني أن يكفّ عنها هو أيضاً .
وهكذا فإنّه غضّ النظر عن قراءة المراثي وأقلع عنها ، على الرغم ممّا كانت تدرّ عليه من مبالغ كبيرة . ۱

4 . الغلوّ

كما أنّ نقل الروايات المشينة بأهل البيت عليهم السلام و التي تحُطّ من قدرهم، من آفات مجالس العزاء ، كذلك الغلوّ وهو رفع أهل البيت عليهم السلام إلى مكانة تفوق منزلتهم هو آفة لها أيضاً ، وللأسف الشديد فإنّنا نرى كلا الأمرين في بعض هذه المجالس .
نقل شيخ المحدّثين ابن بابويه رواية عن الإمام الرضا عليه السلام تدلّ على أنّ الغلوّ ماهو إلّا مؤامرة مدروسة أعدّها أعداء أهل البيت عليهم السلام بهدف تشويه صورتهم في أنظار الناس ، وعزل أهل بيت الرسالة عن الناس . وهذا هو نصّ كلام الإمام عليه السلام :
إنَّ مخالِفينا وَضَعوا أخباراً في فَضائِلِنا وجَعَلوها عَلى‏ ثَلاثَةِ أقسامٍ : أحَدُها الغُلُوُّ ، وثانيها التَّقصيرُ في أمرِنا ، وثالِثُها التَّصريحُ بِمَثالِبِ أعدائِنا ، فَإِذا سَمِعَ النّاسُ الغُلُوَّ فينا كَفَّروا شيعَتَنا ونَسَبوهُم إلى‏ القَولِ بِرُبوبِيَّتِنا ، وإذا سَمِعوا التَّقصيرَ اعتَقَدوهُ فينا ، وإذا سَمِعوا مَثالِبَ أعدائِنا بِأَسمائِهِم ثَلَبونا بِأَسمائِنا .۲
وبنبغي العلم أنّ الذين يُنزلون أهل البيت عليهم السلام منزلة لا تنبغي إلّا للَّه عزّوجلّ في مجالس العزاء، وبدلاً من اتّخاذ اللَّه تعالى‏ مِحوراً لمجلس الإمام الحسين عليه السلام وربط القلوب باللَّه‏عزّ وجلّ عن

1.لؤلؤ ومرجان: (بالفارسيّة) : ص ۲۷۰.

2.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۳۰۴ ح ۶۳ ، بشارة المصطفى : ص ۲۲۱ كلاهما عن إبراهيم بن أبي محمود ، بحار الأنوار : ج ۲۶ ص ۲۳۹ ح ۱ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1969978
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به