123
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

1 . إتيانُ أبي الفضل بالماء لسيّد الشهداء عليه السلام أيام طفولته‏

النموذج الأوّل للأكاذيب في قراءة المراثي، يتمثّل في القصّة التي ذكرها المحدّث النوري في كتابه باعتبارها نموذجاً آخر من اختلاق الأكاذيب، ويقول الشهيد المطهّري : إنّي سمعتها كراراً . وهذه القصّة المنتحلة هي :
كان أمير المؤمنين عليه السلام يخطب على المنبر، فطلب الحسينُ ماءً ، فأمر أميرُالمؤمنين قنبراً بأن يأتي له بالماء، وكان العبّاس طفلاً آنذاك، فلمّا سمع بعطش أخيه أسرع إلى اُمّه وجاء بالماء في قدحٍ وضعه على رأسه، وكان الماء يتصابّ من جوانبه، فدخل المسجد على هذه الهيئة ، فلمّا رآه أمير المؤمنين بكى وقال : اليوم هكذا وفي يوم عاشوراء كذا، ثمّ ذكر شيئاً من مصائبه... .۱
وبعد أن يشير المحدّث النوري إلى هذه القصّة المختلقة، يقول في الاستدلال على انتحالها :
كانت هذه القصّة في الكوفة طبعاً ، ولو كانت في المدينة لكانت في بداية خلافته عليه السلام ؛ ذلك لأنّه لم يكن له منبر أو مسجد قبل ذلك. وكان عمر أبي عبد اللَّه عليه السلام آنذاك يربو على الثلاثين، وإظهار الإنسان العطش في ذلك المجلس العامّ والتكلّم أثناء الخطبة مكروه أو حرام ، وهو لا يتناسب مع منصب الإمامة، بل مع الدرجة الاُولى من العدالة ، بل مع العادات والآداب الإنسانيّة المتعارف عليها .۲
ويضيف المحدّث النوري - من أجل بيان انتحال هذه القصّة - أنّه لمّا كان حبل الكذب قصيراً ، فإنّ منتحلَ هذه القصّة ذكر أنّ أبا الفضل طفلٌ صغير من جهة ، وقال من جهة اُخرى أنّه كان في معركة صفّين - التي حدثت بعد سنتين أو ثلاث سنوات من هذه الحادثة - يأخذ بالأعداء ويقذفهم نحو الأعلى ويشطر كلّ من يعود إلى الأرض إلى نصفين ، وقد قذف كذلك ثمانين شخصاً ، بحيث إنّه عندما قذف الشخص الثمانين لم يكن الشخص الأوّل قد عاد بعدُ!!

2 . أخذ زينب عليها السلام العهد من حبيب بن مظاهر

ومن النماذج الاُخرى للروايات الكاذبة قولهم :
كانت السيّدة زينب عليها السلام تسير بين الخيم ليلة عاشوراء بسبب همّها وغمّها وخوفها من

1.المصدر السابق : ص ۲۹۹.

2.المصدر السابق .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
122

الكتاب قائلاً :
إنّ سماحة العالم العامل الجليل الفاضل الكامل.. السيّد محمد مرتضى‏ الجونبوري الهندي أيّده اللَّه تعالى شكا لي كراراً - من الهند - القرّاء ومنشدي المراثي في تلك البلاد، حيث يجرؤون على الكذب ، ويصرّون على نشر الأكاذيب والأباطيل ، بل إنّهم كادوا أن يُجوّزوها ويعتبروها مباحة وخارجة عن دائرة العصيان والقبح لأنّها سببٌ لإبكاء المؤمنين!
وقد أمرني بكتابة شي‏ء في هذا المجال على سبيل الموعظة والجدال بالتي هي أحسن ، علّها تؤدّي إلى تنبيههم وكفّهم عن هذه القبائح. ويبدو أنّ سماحته يظنّ أنّ المدن المقدّسة في العراق وإيران آمنةٌ من هذه المصيبة وأنّها غير ملوّثة بالكذب والافتراء ، وأنّ هذا الفساد في الدين منحصر في تلك البلاد، غافلاً عن أنّ نشر الخراب تمتدّ جذوره في مركز العلم وحوزة أهل الشرع في العتبات المشرّفة ، فلو أنّ أهل العلم لم يتسامحوا في ذلك وميّزوا الصحيح من السقيم والصدق من الكذب في كلام هذه الطائفة ، ونهوا هؤلاء عن قول الأكاذيب ، لما بلغ الفساد هذا المبلغ!۱
ويقول المحدّث النوري في موضعٍ آخر من كتاب اللؤلؤ و المرجان :
إنّ سكوت المتمكّنين يؤدّي إلى تجرّؤ وعدم مبالاة هذه الطائفة العديمة الإنصاف، حتّى في المراقد الشريفة ، وخاصّة مشهد سيّد الشهداء أرواحنا وأرواح العالمين له الفداء .. ، فإنّهم يعمدون في غالب الأوقات - وخاصّة في الأسحار التي هي أوقات البكاء والاستغفار - إلى أنواع الأكاذيب العجيبة ، وأحياناً الألحان المطربة ، ليلقوا بأجواء قاتمة على ذلك الحرم النوراني .۲

نموذج من المراثي الكاذبة من وجهة نظر المحدّث النوري‏

والآن نلفت الانتباه إلى بعض النماذج من هذه الأكاذيب المختلقة في المراثي والتي ذكرها المحدّث النوري في كتاب اللؤلؤ والمرجان :

1.لؤلؤ ومرجان (بالفارسيّة) : ص ۴.

2.المصدر السابق : ص ۳۲۱ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1969885
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به