1247
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

فَقالَ المُختارُ لِحَفصٍ : أتَعرِفُ هذا ؟ فَقالَ : «إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّآ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ»۱ ، نَعَم . قالَ : يا أبا عَمرَةَ ، ألحِقهُ بِهِ ، فَقَتَلَهُ . فَقالَ المُختارُ رَحِمَهُ اللَّهُ : عُمَرُ بِالحُسَينِ عليه السلام ، وحَفصٌ بِعَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام ، ولا سَواءَ .۲

۱۸۱۰.تاريخ الطبري عن موسى بن عامر أبي الأشعر : إنَّ المُختارَ قالَ ذاتَ يَومٍ وهُوَ يُحَدِّثُ جُلَساءَهُ : لَأَقتُلَنَّ غَداً رَجُلاً عَظيمَ القَدَمَينِ ، غائِرَ العَينَينِ ، مُشرِفَ الحاجِبَينِ ، يَسُرُّ مَقتَلُهُ المُؤمِنينَ وَالمَلائِكَةَ المُقَرَّبينَ .
قالَ : وكانَ الهَيثَمُ بنُ الأَسوَدِ النَّخَعِيُّ عِندَ المُختارِ حينَ سَمِعَ هذِهِ المَقالَةَ ، فَوَقَعَ في نَفسِهِ أنَّ الَّذي يُريدُ عُمَرَ بنَ سَعدِ بنِ أبي وَقّاصٍ ، فَلَمّا رَجَعَ إلى‏ مَنزِلِهِ دَعَا ابنَهُ العُريانَ ، فَقالَ : اِلقَ ابنَ سَعدٍ اللَّيلَةَ ، فَخَبِّرهُ بِكَذا وكَذا ، وقُل لَهُ : خُذ حِذرَكَ ، فَإِنَّهُ لا يُريدُ غَيرَكَ .
قالَ : فَأَتاهُ فَاستَخلاهُ ، ثُمَّ حَدَّثَهُ الحَديثَ ، فَقالَ لَهُ عُمَرُ بنُ سَعدٍ : جَزَى اللَّهُ أباكَ وَالإِخاءَ خَيراً ، كَيفَ يُريدُ هذا بي بَعدَ الَّذي أعطاني مِنَ العُهودِ وَالمَواثيقِ ؟
وكانَ المُختارُ أوَّلَ ما ظَهَرَ أحسَنَ شَي‏ءٍ سيرَةً وتَأَلُّفاً لِلنّاسِ ، وكانَ عَبدُ اللَّهِ بنُ جَعدَةَ بنِ هُبَيرَةَ أكرَمَ خَلقِ اللَّهِ عَلَى المُختارِ لِقَرابَتِهِ بِعَلِيٍّ ، فَكَلَّمَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ عَبدَ اللَّهِ بنَ جَعدَةَ ، وقالَ لَهُ : إنّي لا آمَنُ هذَا الرَّجُلَ - يَعنِي المُختارَ - فَخُذ لي مِنهُ أماناً ، فَفَعَلَ ، قالَ : فَأَنَا رَأَيتُ أمانَهُ وقَرَأتُهُ ، وهُوَ :
«بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، هذا أمانٌ مِنَ المُختارِ بنِ أبي عُبَيدٍ لِعُمَرَ بنِ سَعدِ بنِ أبي وَقّاصٍ ، إنَّكَ آمِنٌ بِأَمانِ اللَّهِ عَلى‏ نَفسِكَ ومالِكَ وأهلِكَ وأهلِ بَيتِكَ ووُلدِكَ ، لا تُؤاخَذُ بِحَدَثٍ كانَ مِنكَ قَديماً ، ما سَمِعتَ وأطَعتَ ولَزِمتَ رَحلَكَ وأهلَكَ ومِصرَكَ ، فَمَن لَقِيَ عُمَرَ بنَ سَعدٍ مِن شُرطَةِ اللَّهِ وشيعَةِ آلِ مُحَمَّدٍ ومِن غَيرِهِم مِنَ النّاسِ ، فَلا يَعرِض لَهُ إلّا بِخَيرٍ» .
شَهِدَ السّائِبُ بنُ مالِكٍ ، وأحمَرُ بنُ شُمَيطٍ ، وعَبدُ اللَّهِ بنُ شَدّادٍ ، وعَبدُ اللَّهِ بنُ كامِلٍ ، وجَعَلَ المُختارُ عَلى‏ نَفسِهِ عَهدَ اللَّهِ وميثاقَهُ لَيَفِيَنَّ لِعُمَرَ بنِ سَعدٍ بِما أعطاهُ مِنَ الأَمانِ ، إلّا أن يُحدِثَ

1.البقرة : ۱۵۶ .

2.الأمالي للطوسي : ص ۲۴۳ ح ۴۲۴ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۳۳۶ الرقم ۲ ؛ تاريخ دمشق : ج ۴۵ ص ۵۵ عن عمران بن ميثم نحوه .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
1246

۱۸۰۶.تهذيب الكمال عن يحيى بن معين- في مَولِدِ عُمَرَ بنِ سَعدٍ -: وُلِدَ عامَ ماتَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ .
وقالَ غَيرُهُ : وُلِدَ في عَصرِ النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله .۱

۱۸۰۷.الإرشاد عن عبد اللَّه بن شريك العامري : كُنتُ أسمَعُ أصحابَ عَلِيٍّ عليه السلام إذا دَخَلَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ مِن بابِ المَسجِدِ - يَقولونَ : هذا قاتِلُ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام ، وذلِكَ قَبلَ قَتلِهِ بِزَمانٍ .۲

۱۸۰۸.الإرشاد عن سالم بن أبي حفصة : قالَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ لِلحُسَينِ عليه السلام : يا أبا عَبدِ اللَّهِ ، إنَّ قِبَلَنا ناساً سُفَهاءَ يَزعُمونَ أنّي أقتُلُكَ .
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : إنَّهُم لَيسوا بِسُفَهاءَ ، ولكِنَّهُم حُلَماءُ ، أما إنَّهُ يَقَرُّ عَيني ألّا تَأكُلَ بُرَّ العِراقِ بَعدي إلّا قَليلاً .۳

۱۸۰۹.الأمالي للطوسي عن المدائني عن رجاله : كانَ المُختارُ رَحِمَهُ اللَّهُ قَد سُئِلَ في أمانِ عُمَرَ بنِ سَعدِ بنِ أبي وَقّاصٍ ، فَآمَنَهُ عَلى‏ أن لا يَخرُجَ مِنَ الكوفَةِ ، فَإِن خَرَجَ مِنها فَدَمُهُ هَدَرٌ . قالَ : فَأَتى‏ عُمَرَ بنَ سَعدٍ رَجُلٌ ، فَقالَ : إنّي سَمِعتُ المُختارَ يَحلِفُ لَيَقتُلَنَّ رَجُلاً ، وَاللَّهِ ، ما أحسَبُهُ غَيرَكَ . قالَ :
فَخَرَجَ عُمَرُ حَتّى‏ أتَى الحَمّامَ‏۴ ، فَقيلَ لَهُ : أتَرى‏ هذا يَخفى‏ عَلَى المُختارِ ؟ فَرَجَعَ لَيلاً ، فَدَخَلَ دارَهُ .
فَلَمّا كانَ الغَدُ غَدَوتُ ، فَدَخَلتُ عَلَى المُختارِ ، وجاءَ الهَيثَمُ بنُ الأَسوَدِ فَقَعَدَ ، فَجاءَ حَفصُ بنُ عُمَرَ بنِ سَعدٍ ، فَقالَ لِلمُختارِ: يَقولُ لَكَ أبو حَفصٍ : أنزِلنا بِالَّذي كانَ بَينَنا وبَينَكَ . قالَ : اِجلِس ، فَدَعَا المُختارُ أبا عَمرَةَ ، فَجاءَ رَجُلٌ قَصيرٌ يَتَخَشخَشُ فِي الحَديدِ فَسارهُ ، ودَعا بِرَجُلَينِ ، فَقالَ : اِذهَبا مَعَهُ ، فَذَهَبَ فَوَاللَّهِ ما أحسَبُهُ بَلَغَ دارَ عُمَرَ بنِ سَعدٍ حَتّى‏ جاءَ بِرَأسِهِ .

1.تهذيب الكمال : ج ۲۱ ص ۳۶۰ ، تاريخ دمشق : ج ۴۵ ص ۴۳ وليس فيه ذيله من «وقال» .

2.الإرشاد : ج ۲ ص ۱۳۱ ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۲۱ وفيه «أصحاب محمّد» بدل «أصحاب عليّ» وزاد في ذيله «طويل» ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۲۶۳ الرقم ۱۹ .

3.الإرشاد : ج ۲ ص ۱۳۲ ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۲۱ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۲۶۲ ح ۲۰ ؛ تاريخ دمشق : ج ۴۵ ص ۴۸ ، تهذيب الكمال : ج ۲۱ ص ۳۵۸ .

4.المراد به «حمّام سعد» في طريق الحاجّ بالكوفة ، أو «حمّام أعين» في الكوفة .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1986306
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به