وبَلَغَ المُختارَ : أنَّ شَبَثَ بنَ رِبِعيٍّ ، وعَمرَو بنَ الحَجّاجِ ، ومُحَمَّدَ بنَ الأَشعَثِ مَعَ عُمَرَ بنِ سَعدٍ قَد أخَذوا طَريقَ البَصرَةِ في اُناسٍ مَعَهُم مِن أشرافِ أهلِ الكوفَةِ ، فَأَرسَلَ في طَلَبِهِم رَجُلاً مِن خاصَّتِهِ يُسَمّى أبا القَلوصِ الشِّبامِيَّ في جَريدَةِ خَيلٍ ، فَلَحِقَهُم بِناحِيَةِ المَذارِ۱ ، فَواقَعوهُ ، وقاتَلوهُ ساعَةً ، ثُمَّ انهَزَموا ، ووَقَعَ في يَدِهِ عُمَرُ بنُ سَعدٍ ، ونَجا الباقونَ ، فَأَتى بِهِ المُختارُ .
فَقالَ : الحَمدُ للَّهِِ الَّذي أمكَنَ مِنكَ ، وَاللَّهِ ، لَأَشِفيَنَّ قُلوبَ آلِ مُحَمَّدٍ بِسَفكِ دَمِكَ ، يا كَيسانُ ، اضرِب عُنُقَهُ . فَضَرَبَ عُنُقَهُ ، وأخَذَ رَأسَهُ ، فَبَعَثَ بِهِ إلَى المَدينَةِ ، إلى مُحَمَّدِ بنِ الحَنَفِيَّةِ .۲
۱۸۱۲.تاريخ دمشق عن عبد اللَّه بن شريك : أدرَكتُ أصحابَ الأَردِيَةِ المُعَلَّمَةِ وأصحابَ البَرانِسِ۳ مِن أصحابِ السَّواري ، إذا مَرَّ بِهِم عُمَرُ بنُ سَعدٍ قالوا : هذا قاتِلُ الحُسَينِ عليه السلام ، وذلِكَ قَبلَ أن يَقتُلَهُ .۴
۱۸۱۳.رجال الكشّي عن عمر بن عليّ بن الحسين عليه السلام : إنَّ عَلِيَّ بنَ الحَُسينِ عليه السلام لَمّا اُتِيَ بِرَأسِ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ورَأسِ عُمَرَ بنِ سَعدٍ ، قالَ : فَخَرَّ ساجِداً ، وقالَ : الحَمدُ للَّهِِ الَّذي أدرَكَ لي ثاري مِن أعدائي ، وجَزَى اللَّهُ المُختارَ خَيراً .۵
۱۸۱۴.الدعوات : لَمّا بَعَثَ المُختارُ بِرَأسِ عُمَرَ بنِ سَعدٍ عَلَيهِ اللَّعنَةُ إلَيهِ ، وقالَ : لا تُعلِم أحَداً ما مَعَكَ حَتّى يَضَعَ الغَداءَ .
فَدَخَلَ وقَد وُضِعَتِ المائِدَةُ ، فَخَرَّ زَينُ العابِدينَ عليه السلام ساجِداً ، وبَكى وأطالَ البُكاءَ ، ثُمَّ جَلَسَ ، فَقالَ : الحَمدُ للَّهِِ الَّذي أدرَكَ لي بِثَأري قَبلَ وَفاتي .۶
راجع : ص 594 (القسم الخامس / الفصل الأوّل / قصّة خروج عمر بن سعد لقتال الإمام عليه السلام).
1.المَذار : هي قصبة مَيْسان بين واسط والبصرة ، بينها وبين البصرة مقدار أربعة أيّام (معجم البلدان : ج ۵ ص ۸۸) وراجع : الخريطة رقم ۵ في آخر الكتاب .
2.الأخبار الطوال : ص ۳۰۰ وراجع : تاريخ دمشق : ج ۴۵ ص ۵۸ .
3.أصحاب البرانس : أي الذين كانوا معروفين بالزهد والعبادة (فتح الباري : ج ۱۲ ص ۲۶۳) .
4.تاريخ دمشق : ج ۴۵ ص ۴۸ ، تهذيب الكمال : ج ۲۱ ص ۳۵۹ .
5.رجال الكشّي : ج ۱ ص ۳۴۱ ح ۲۰۳ ، رجال ابن داوود : ص ۲۷۷ ، ذوب النضّار : ص ۱۴۴ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۳۴۴ ح ۱۳ وراجع : شرح الأخبار : ج ۳ ص ۲۷۰ والمناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۱۴۴ .
6.الدعوات : ص ۱۶۲ ح ۴۴۹ وراجع : العلل لابن حنبل : ج ۱ ص ۱۳۳ ح ۱۱ .