125
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

بذلك إثارة المشاعر بها ، وهي تستحقّ البكاء حقّاً ولكن لا على‏ هذه المصيبة العديمة الأصل، بل على افتراء مثل هذا الكذب الواضح على الإمام عليه السلام فوق المنابر، وعدم نهي اُولئك المتمكّنين من النهي بسبب جهلهم ، أو لحاظهم النقص في بعض الشؤون ! ۱

5 . قصّة زفاف القاسم‏

يذكرُ المحدّث النوري أنّ أوّل من كتب هذه القصّة هو الملّا حسين الكاشفي في كتاب روضة الشهداء ،۲ وكما قال الاُستاذ المطهّري فإنّ أصل القصّة منتحَلٌ قطعاً ،۳ إذ كيف ننسب إلى الإمام أنّه قال عند قتال الأعداء وعندما لم يكونوا يفسحون له المجال للصلاة : أتمنّى أن أرى زفاف ابنتي واُزوّجها هنا من ابن أخي واُقيم حفل الزفاف؟!

6 . لم يتعرّض أهل البيت للسبي قبل عاشوراء !

يقول المحدّث النوري أيضاً في كتابه المذكور :
وهنا خبر لطيف يستند إلى مقدّمات تزيل احتمال الكذب من أذهان السامعين ويرفعون سنده إلى أبي حمزة الثماليّ المسكين!! ويفيد هذا الخبر بأنّه جاء ذات يوم إلى بيت الإمام زين العابدين عليه السلام وطرق الباب ، فخرجت جارية ، وعندما عرفت أنّه أبو حمزة حمدت اللَّه على وصوله كي يواسي الإمام؛ لأنّه غاب عن وعيه في ذلك اليوم مرّتين، فدخل وواساه بأنّ الشهادة لهم عادة ، فقد استُشهد جدّه وعمّه وأبوه وعمّ أبيه، فأيّده في الجواب وقال: لكن لم يقع أحدٌ منّا في الأسر ! ثمّ تحدّث بعض الشي‏ء عمّا جرى على عمّاته وأخواته عند السبي .۴

الكذب في قراءة المراثي في العصر الحاضر

لا يُعلم مدى تأثير جهود المحدّث النوري في محاربته ظاهرة الكذب في إنشاد المراثي، إلّا أنّ وضع قراءة المراثي في عصرنا الحالي إذا لم يكن مؤسفاً أكثر ممّا وصفه المحدّث النوري، فإنّه ليس بأفضل منه .

1.المصدر السابق : ص ۲۶۷ وراجع : روضة الشهداء : ص ۳۲۱ - ۳۲۹ .

2.المصدر السابق: ص ۲۸۸.

3.حماسه حسيني (بالفارسيّة) : ج ۱ ص ۲۸.

4.المصدر السابق .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
124

الأعداء؛ من أجل تقصّي أحوال الأقارب والأنصار، فرأت حبيب بن مظاهر وقد جمع الأصحاب في خيمته، وأخذ عليهم العهد أن لا يدعوا أحداً من بني هاشم يخرج للقتال قبلهم، وبعد تفصيل طويل عادت تلك المخدّرة مسرورةً، فلمّا قربت من خيمة أبي الفضل رأته قد جمع بني هاشم خلف خيمته وهو يأخذ العهد منهم أيضاً بأن لا يدعوا أحداً من الأنصار يخرج إلى ساحة المعركة قبلهم ، فدخلت المخدّرة مسرورةً على أبي عبد اللَّه عليه السلام وتبسّمت ، فتعجّب من تبسّمها وسألها عن السبب ، فأخبرته عمّا رأته ... إلى آخر الخبر . وكان منتحل هذا الخبر ذا مهارةٍ فائقة في هذا الفنّ .۱

3 . تفقّد الإمام الحسين عليه السلام لأحوال زين‏العابدين عليه السلام يوم عاشوراء

يقول المحدّث النوري :
نقلوا بحرقة وتألّم أنّ الإمام الحسين عليه السلام عاد الإمام زين العابدين عليه السلام وهو في فراشه ، وذلك في يوم عاشوراء بعد استشهاد جميع أهل البيت والأصحاب ، فسأل زينُ العابدين أباه عمّا انتهى إليه الأمر مع الأعداء ، فأخبره بأنّه انتهى‏ إلى الحرب ، فسأله عن عددٍ من الأصحاب ذاكراً أسماءهم ، فأجابه بأنّهم قُتلوا الواحد تلو الآخر ، حتّى‏ بلغ بني هاشم وسأل عن عليٍّ الأكبر وأبي الفضل، فأجاب بنفس القول السابق ، وقال: اِعلم أنّه لم يبق في الخيام من الرجال أحدٌ غيري وغيرك .
وهذه هي خلاصة القصّة ، علماً أنّ لها الكثير من الحواشي، وهي تصرّح بأنّه عليه السلام لم يكن يعلم أيَّ شي‏ء عن حال الأقرباء والأنصار وساحة الحرب منذ نشوب المعركة حتّى بقاء الإمام وحيداً !۲

4 . قصّة فرس الإمام الحسين عليه السلام‏

يقول المحدّث النوري أيضاً :
وهناك خبرٌ عجيب يتضمّن طلب الإمام عليه السلام - عند خروجه إلى ساحة القتال - مَن يُقدّم له الجواد ليركبه، ولم يكن أحدٌ يأتي به ، فجاءته زينب به وأركبته ، وجرت بينهما حوارات كثيرة ذكرها الخطباء ووردت مضامينها في الأشعار العربية والفارسية أيضاً، ويحاولوا

1.المصدر السابق : ص ۲۶۴ وراجع : معالي السبطين : ج‏۱ ص‏۲۰۹.

2.المصدر السابق : ص ۲۶۴ وراجع : الدمعة الساكبة : ج‏۴ ص‏۳۵۱ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1926928
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به