1267
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

حَرمَلَةَ بنَ كاهِلٍ الأَسَدِيِّ وذَويهِ‏۱ .

۱۸۴۸.الأمالي للطوسي عن المنهال بن عمرو : دَخَلتُ عَلى‏ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام مُنصَرَفي مِن مَكَّةَ ، فَقالَ لي : يا مِنهاُل ، ما صَنَعَ حَرمَلَةُ بنُ كاهِلَةَ الأَسَدِيُّ ؟ فَقُلتُ : تَرَكتُهُ حَيّاً بِالكوفَةِ .
قالَ : فَرَفَعَ يَدَيهِ جَميعاً ، فَقالَ : اللَّهُمَّ أذِقهُ حَرَّ الحَديدِ ، اللَّهُمَّ أذِقهُ حَرَّ الحَديدِ ، اللَّهُمَّ أذِقهُ حَرَّ النّارِ .
قالَ المِنهالُ : فَقَدِمتُ الكوفَةَ ، وقَد ظَهَرَ المُختارُ بنُ أبي عُبَيدٍ ، وكانَ لي صَديقاً ، قالَ : فَكُنتُ في مَنزِلي أيّاماً ، حَتَّى انقَطَعَ النّاسُ عَنّي ، ورَكِبتُ إلَيهِ ، فَلَقيتُهُ خارِجاً مِن دارِهِ .
فَقالَ : يا مِنهالُ ، لَم تَأتِنا في وِلايَتِنا هذِهِ ، ولَم تُهَنِّنا بِها ، ولَم تَشرَكنا فيها؟!
فَأَعلَمتُهُ أنّي كُنتُ بِمَكَّةَ ، وأنّي قَد جِئتُكَ الآنَ ، وسايَرتُهُ ونَحنُ نَتَحَدَّثُ ، حَتّى‏ أتَى الكِناسَ ، فَوَقَفَ وُقوفاً كَأَنَّهُ يَنتَظِرُ شَيئاً ، وقَد كانَ اُخبِرَ بِمَكانِ حَرمَلَةَ بنِ كاهِلَةَ ، فَوَجَّهَ في طَلَبِهِ ، فَلَم نَلبَث أن جاءَ قَومٌ يَركُضونَ وقَومٌ يَشتَدّونَ ، حَتّى‏ قالوا : أيُّهَا الأَميرُ ، البِشارَةَ ، قَد اُخِذَ حَرمَلَةُ بنُ كاهِلَةَ ، فَما لَبِثنا أن جي‏ءَ بِهِ ، فَلَمّا نَظَرَ إلَيهِ المُختارُ ، قالَ لِحَرمَلَةَ : الحَمدُ للَّهِ‏ِ الَّذي مَكَّنَني مِنكَ .
ثُمَّ قالَ : الجَزّارَ الجَزّارَ ! فَاُتِيَ بِجَزّارٍ ، فَقالَ لَهُ : اِقطَع يَدَيهِ ، فَقُطِعَتا . ثُمَّ قالَ لَهُ : اِقطَع رِجلَيهِ ، فَقُطِعَتا . ثُمَّ قالَ : النّارَ النّارَ ! فَاُتِيَ بِنارٍ وقَصَبٍ ، فَاُلقِيَ عَلَيهِ ، وَاشتَعَلَت فيهِ النّارُ .
فَقُلتُ : سُبحانَ اللَّهِ ! فَقالَ لي : يا مِنهالُ ! إنَّ التَّسبيحَ لَحَسَنٌ ، فَفيمَ سَبَّحتَ ؟
فَقُلتُ : أيُّهَا الأَميرُ ! دَخَلتُ في سَفرَتي هذِهِ مُنصَرَفي مِن مَكَّةَ عَلى‏ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَقالَ لي : يا مِنهالُ ، ما فَعَلَ حَرمَلَةُ بنُ كاهِلَةَ الأَسَدِيُّ ؟ فَقُلتُ : تَرَكتُهُ حَيّاً بِالكوفَةِ . فَرَفَعَ يَدَيهِ جَميعاً ، فَقالَ : اللَّهُمَّ أذِقهُ حَرَّ الحَديدِ ، اللَّهُمَّ أذِقهُ حَرَّ الحَديدِ ، اللَّهُمَّ أذِقهُ حَرَّ النّارِ .
فَقالَ لِيَ المُختارُ : أسَمِعتَ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليه السلام يَقولُ هذا ؟ فَقُلتُ : وَاللَّهِ ، لَقَد سَمِعتُهُ قالَ .
فَنَزَلَ عَن دابَّتِهِ وصَلّى‏ رَكعَتَينِ ، فَأَطالَ السُّجودَ ، ثُمَّ قامَ فَرَكِبَ ، وقَدِ احتَرَقَ حَرمَلَةُ ،

1.المزار الكبير : ص ۴۸۸ ، الإقبال : ج ۳ ص ۷۴ ، مصباح الزائر : ص ۲۷۹ ، المزار للشهيد الأوّل : ص ۲۷۹ وليس فيه من «المرميّ» إلى «حجر أبيه» ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۶۶ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
1266

حُسَينُ! ويا أصحابَ حُسَينٍ ! أما تَرَونَ إلى‏ ماءِ الفُراتِ يَلوحُ كَأَنَّهُ بُطونُ الحَيّاتِ ؟ وَاللَّهِ ، لا ذُقتُم مِنهُ قَطرَةً حَتّى‏ تَذوقُوا المَوتَ جُرَعاً !
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : مَنِ الرَّجُلُ ؟ فَقيلَ : تَميمُ بنُ حُصَينٍ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : هذا وأبوهُ مِن أهلِ النّارِ ، اللَّهُمَّ اقتُل هذا عَطَشاً في هذَا اليَومِ .
قالَ : فَخَنَقَهُ العَطَشُ حَتّى‏ سَقَطَ عَن فَرَسِهِ ، فَوَطِئَتهُ الخَيلُ بِسَنابِكِها۱ ، فَماتَ .۲

راجع : ص 1255 (حصين بن نمير) .

6 / 13

حَرمَلَةُ بنُ كاهِلٍ‏

كان حرملة من قبيلة بني أسد ، ومن رماة عسكر عمر بن سعد . وهو الذّي قتل الطفلَ الرضيع للإمام الحسين عليه السلام وهو في حجر أبيه بسهم رماه نحوه .۳ وكذلك نُسب إليه قتلُ عبد اللَّه بن الحسن‏۴ . وكان له دور أيضاً في استشهاد العبّاس بن عليّ عليهما السلام‏۵ ، وحمل رأسه الشريف إلى الكوفة .۶
وبسبب جرائمه الشنيعة فقد نال جزاءه الدنيويّ ، حيث قبض عليه خلال ثورة المختار ، وأمر المختارُ أن تُقطع يداه ورجلاه، ثمّ أحرقوه .۷

۱۸۴۷.المزار الكبير- في زِيارَةِ النّاحِيَةِ -:السَّلامُ عَلى‏ عَبدِ اللَّهِ بنِ الحُسَينِ عليه السلام ، الطِّفلِ الرَّضيعِ، وَالمَرمِيِّ الصَّريعِ ، المُتَشَحِّطِ دَماً ، المُصَعَّدِ دَمُهُ فِي السَّماءِ ، المَذبوحِ بِالسَّهمِ في حِجرِ أبيهِ ، لَعَنَ اللَّهُ رامِيَهُ

1.السُّنبُك - كقنفذ - : طرفُ الحافر (القاموس المحيط : ج ۳ ص ۳۰۷ «سنبك») .

2.الأمالي للصدوق : ص ۲۲۱ ح ۲۳۹ ، روضة الواعظين : ص ۲۰۴ من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام ، الثاقب في المناقب : ص ۳۴۰ ح ۲۸۶ عن الإمام الصادق عليه السلام ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۱۷ .

3.راجع : ص ۸۱۹ (القسم الخامس / الفصل الرابع / الطفل الصغير) .

4.راجع : ص ۸۶۳ (القسم الخامس / الفصل السادس / عبد اللَّه بن الحسن) .

5.أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۴۰۶ وراجع : هذا الكتاب : ص ۸۳۸ (القسم الخامس / الفصل الخامس / العبّاس بن علي) .

6.راجع : ص ۸۴۹ ح ۱۰۵۵ .

7.ذوب النّضار : ص ۱۲۱ وراجع : هذا الكتاب : ص ۱۲۶۷ ح ۱۸۴۸ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1970653
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به