عاجِلاً غَيرَ آجِلٍ .
قالَ : فَخَرَّ المُختارُ ساجِداً عَلى قَرَبوسِ سَرجِهِ ، وكادَ أن يَطيرَ مِنَ السَّرجِ فَرَحاً وسُروراً ، وقالَ : الحَمدُ للَّهِِ ، بَشَّرَكَ اللَّهُ - يا بِشرُ - بِخَيرٍ .
فَلَمَّا انصَرَفنا وصارَ إلى بابِ داري ، قُلتُ : إن رَأَى الأَميرُ أن يُكرِمَني بِنُزولِهِ عِندي ، ويُشَرِّفَني بِأَكلِهِ طَعامي ؟ فَقالَ : سُبحانَ اللَّهِ ، ولَهُ الحَمدُ ! تُحَدِّثُني بِما حَدَّثتَني بِهِ عَن عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام وتَسأَلُنِي الغَداءَ! لا وَاللَّهِ - يا بِشرُ - ، ما هذا يَومُ أكلٍ وشُربٍ ، هذا يَومُ صَومٍ وذِكرٍ .۱
6 / 14
حَكيمُ بنُ طُفَيلٍ
كان حكيم بن الطفيل من جملة الذين رشقوا الإمام الحسين عليه السلام بنبالهم ، إلّا أنّه واستناداً لدعواه فإنّ سهمه أصاب قميص الحسين عليه السلام وحسب ولم يضرّ الإمام شيئاً .۲ وبعد شهادة الإمام كان ضمن العشرة الذين داسوا بحوافر خيولهم الجثمان المطهّر للإمام عليه السلام .۳
وقد شارك أيضاً في استشهاد العبّاس بن عليّ عليه السلام۴وسلب ثيابه بعد شهادته۵، وعدّ في زيارة العبّاس عليه السلام أحد قاتليه؛ وهذا ما يتلائم مع التقاليد العربيّة في ملكيّة الثياب المسلوبة حيث يرونها ملكاً للقاتل . لذلك وخلال ثورة المختار وبعد القبض عليه هجم عليه الناس وعرّوه من ثيابه ورموه جميعاً حتّى مات .۶
۱۸۵۰.المزار الكبير- في زِيارَةِ النّاحِيَهِ -:السَّلامُ عَلَى العَبّاسِ بنِ أميرِ المُؤمِنينَ ، المُواسي أخاهُ بِنَفسِهِ ، الآخِذِ لِغَدِهِ مِن أمسِهِ ، الفادي لَهُ الواقي ، السّاعي إلَيهِ بِمِائِهِ ، المَقطوعَةِ يَداهُ ، لَعَنَ اللَّهُ قاتِلَيهِ: يَزيدَ بنَ الرُّقادِ ، وحَكيمَ بنَ الطُّفَيلِ الطّائِيَّ .۷
1.الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۸۸ .
2.تاريخ الطبري: ج ۶ ص ۶۲.
3.راجع : ص ۹۳۳ (القسم السادس / الفصل الأوّل / وطؤهم جسد الإمام عليه السلام بخيولهم) .
4.راجع : ص ۸۳۸ (القسم الخامس / الفصل الخامس / العبّاس بن علي عليهما السلام) .
5.راجع : ص ۱۲۷۰ ح ۱۸۵۱ .
6.نفس المصدر .
7.المزار الكبير : ص ۴۸۹ ، الإقبال : ج ۳ ص ۷۴ ، بحار الأنوار : ج ۵۴ ص ۶۶ .