1269
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

عاجِلاً غَيرَ آجِلٍ .
قالَ : فَخَرَّ المُختارُ ساجِداً عَلى‏ قَرَبوسِ سَرجِهِ ، وكادَ أن يَطيرَ مِنَ السَّرجِ فَرَحاً وسُروراً ، وقالَ : الحَمدُ للَّهِ‏ِ ، بَشَّرَكَ اللَّهُ - يا بِشرُ - بِخَيرٍ .
فَلَمَّا انصَرَفنا وصارَ إلى‏ بابِ داري ، قُلتُ : إن رَأَى الأَميرُ أن يُكرِمَني بِنُزولِهِ عِندي ، ويُشَرِّفَني بِأَكلِهِ طَعامي ؟ فَقالَ : سُبحانَ اللَّهِ ، ولَهُ الحَمدُ ! تُحَدِّثُني بِما حَدَّثتَني بِهِ عَن عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام وتَسأَلُنِي الغَداءَ! لا وَاللَّهِ - يا بِشرُ - ، ما هذا يَومُ أكلٍ وشُربٍ ، هذا يَومُ صَومٍ وذِكرٍ .۱

6 / 14

حَكيمُ بنُ طُفَيلٍ‏

كان حكيم بن الطفيل من جملة الذين رشقوا الإمام الحسين عليه السلام بنبالهم ، إلّا أنّه واستناداً لدعواه فإنّ سهمه أصاب قميص الحسين عليه السلام وحسب ولم يضرّ الإمام شيئاً .۲ وبعد شهادة الإمام كان ضمن العشرة الذين داسوا بحوافر خيولهم الجثمان المطهّر للإمام عليه السلام .۳
وقد شارك أيضاً في استشهاد العبّاس بن عليّ عليه السلام‏۴وسلب ثيابه بعد شهادته‏۵، وعدّ في زيارة العبّاس عليه السلام أحد قاتليه؛ وهذا ما يتلائم مع التقاليد العربيّة في ملكيّة الثياب المسلوبة حيث يرونها ملكاً للقاتل . لذلك وخلال ثورة المختار وبعد القبض عليه هجم عليه الناس وعرّوه من ثيابه ورموه جميعاً حتّى مات .۶

۱۸۵۰.المزار الكبير- في زِيارَةِ النّاحِيَهِ -:السَّلامُ عَلَى العَبّاسِ بنِ أميرِ المُؤمِنينَ ، المُواسي أخاهُ بِنَفسِهِ ، الآخِذِ لِغَدِهِ مِن أمسِهِ ، الفادي لَهُ الواقي ، السّاعي إلَيهِ بِمِائِهِ ، المَقطوعَةِ يَداهُ ، لَعَنَ اللَّهُ قاتِلَيهِ: يَزيدَ بنَ الرُّقادِ ، وحَكيمَ بنَ الطُّفَيلِ الطّائِيَّ .۷

1.الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۸۸ .

2.تاريخ الطبري: ج ۶ ص ۶۲.

3.راجع : ص ۹۳۳ (القسم السادس / الفصل الأوّل / وطؤهم جسد الإمام عليه السلام بخيولهم) .

4.راجع : ص ۸۳۸ (القسم الخامس / الفصل الخامس / العبّاس بن علي عليهما السلام) .

5.راجع : ص ۱۲۷۰ ح ۱۸۵۱ .

6.نفس المصدر .

7.المزار الكبير : ص ۴۸۹ ، الإقبال : ج ۳ ص ۷۴ ، بحار الأنوار : ج ۵۴ ص ۶۶ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
1268

ورَكِبتُ مَعَهُ وسِرنا ، فَحاذَيتُ داري ، فَقُلتُ : أيُّهَا الأَميرُ ! إن رَأَيتَ أن تُشَرِّفَني وتُكَرِّمَني وتَنزِلَ عِندي وتَحَرَّمَ بِطَعامي .
فَقالَ : يا مِنهالُ ! تُعلِمُني أنَّ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليه السلام دَعا بِأَربَعِ دَعَواتٍ ، فَأَجابَهُ اللَّهُ عَلى‏ يَدَيَّ ، ثُمَّ تَأمُرُني أن آكُلَ ! هذا يَومُ صَومٍ شُكراً للَّهِ‏ِ عزّ وجلّ عَلى‏ ما فَعَلتُهُ بِتَوفيقِهِ .
حَرمَلَةُ هُوَ الَّذي حَمَلَ رَأسَ الحُسَينِ عليه السلام .۱

۱۸۴۹.الأمالي للشجري عن بشر بن غالب الأسدي :حَجَجتُ سَنَةً ، فَأَتَيتُ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليه السلام زائِراً ومُسَلِّماً ، فَقالَ لي : يا بِشرُ ، أيُّكُم حَرمَلَةُ بنُ كاهِلٍ ؟ قُلتُ : ذاكَ أحَدُ بَني موقِدٍ . قالَ : أوقَدَ اللَّهُ عَلَيهِ النّارَ ، وقَطَّعَ يَدَيهِ ورِجلَيهِ عاجِلاً غَيرَ آجِلٍ ، فَإِنَّهُ رَمى‏ صَبِيّاً مِن صِبيانِنا بِسَهمٍ فَذَبَحَهُ .
قالَ بِشرٌ : فَخَرَجَ المُختارُ بنُ أبي عُبَيدٍ وأنَا بِالكُوفَةِ ، وإنّي لَجالِسٌ عَلى‏ بابِ داري ، إذ أقبَلَ المُختارُ في جَماعَةٍ كَثيرَةٍ ، فَسَلَّمَ عَلَيَّ ، فَقُلتُ : أينَ يُريدُ الأَميرُ ؟ فَقالَ : هاهُنا قَريباً وأعودُ . فَقُلتُ لِغُلامي : أسرِج ، فَرَكِبتُ وأتبعَتُهُ ، فَإِذا هُوَ واقِفٌ فِي الكِناسِ - وهِيَ مَحَلَّةُ بَني أسَدٍ - وقَد ثَنى‏ رِجلَهُ عَلى‏ مَعرِفَةِ فَرَسِهِ ، فَما لَبِثَ أن أطلَعَ قَومٌ مَعَهُم حَرمَلَةُ بنُ كاهِلٍ الأَسَدِيُّ ، في عُنُقِهِ حَبلٌ ، وهُوَ مَكتوفُ اليَدَينِ إلى‏ وَرائِهِ .
فَقالَ المُختارُ : قَطِّعوا يَدَيهِ ورِجلَيهِ . فَوَاللَّهِ ، ما تَمَّ الأَمرُ حَتّى‏ قَطَّعوا يَدَيهِ ورِجلَيهِ وهُوَ واقِفٌ ، ثُمَّ أمَرَ بِنَفطٍ وقَصَبٍ ، فَصَبَّ عَلَيهِ النَّفطَ وألقى‏ عَلَيهِ القَصَبَ ، وطَرَحَ فيهَا النّارَ ، فَاُحرِقَ ، فَقُلتُ : لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، فَقالَ يا بِشرُ : أنكَرتَ فِعلي بِحَرمَلَةَ هذا ، أنسَيتَ فِعلَهُ بِآلِ عَلِيٍّ ومَوقِفَهُ فيهِم يَومَ الحُسَينِ عليه السلام وقَد رَمى‏ طِفلاً لِلحُسَينِ عليه السلام وهُوَ في حِجرِهِ بِسَهمٍ ؟!
فَقُلتُ : أيُّهَا الأَميرُ ! ما أنكَرتُ ذلِكَ ، وإنَّ هذا قَليلٌ في جَنبِ ما أعَدَّ اللَّهُ لَهُ مِن عَذابِ الآخِرَةِ الإِثمَ الدّائِمَ ، ولكِنّي اُحَدِّثُ الأَميرَ بِشَي‏ءٍ ذَكَرتُهُ ، يَسُرَّهُ ويُثَبِّتُ قَلبَهُ ويُقَوّي عَزمَهُ .
قالَ : وما هُوَ يا مُبارَكُ ؟
قُلتُ : حَجَجتُ سَنَةً ، فَأَتَيتُ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليه السلام زائِراً ومُسَلِّماً عَلَيهِ ، فَسَأَلَني عَن حَرمَلَةَ بنِ كاهِلٍ هذا ، فَقُلتُ : هُوَ أحَدُ بَني مَوقِدِ النّارِ . فَقالَ : قَطَّعَ اللَّهُ يَدَيهِ ورِجلَيهِ ، وأوقَدَ عَلَيهِ النّارَ

1.الأمالي للطوسي : ص ۲۳۸ ح ۴۲۳ ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۳۲۴ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۳۳۲ ح ۱ وراجع : المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۱۳۳ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1970609
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به