1273
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

6 / 17

زُرعَةُ

هو من قبيلة بني أبان بن دارم . وقد ذكرت كتب التاريخ رجلاً من بني أبان بن دارم قاتل محمّد بن عليّ عليه السلام، وأنّه شارك أيضاً في قتل عثمان بن عليّ عليه السلام،۱ويحتمل أن يكون هو زرعة هذا . وكان زرعة من الذين حرّضوا الآخرين على الحيلولة بين الماء وبين الإمام الحسين عليه السلام ، وانبرى بنفسه لمنع الحسين من شرب الماء . واستناداً إلى رواية ، فإنّ الإمام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء طلب الماء ، إلّا أنّه قبل أن يشربه رشقه زرعة بسهم فأصاب به نحره عليه السلام ، فلم يستطع بعد ذلك أن يشرب الماء ، ودعا عليه الإمام هكذا : «اللَّهُمَّ ظَمِّئهُ» . وإثر دعاء الإمام عليه اُصيب زرعة بالعطش والحرارة في داخله ، بحيث كان يصرخ من حرقة كبده مع وجود الماء والثلج .۲

۱۸۵۵.مجابو الدعوة عن محمّد الكوفيّ : كانَ رَجُلٌ مِن بَني أبانِ بنِ دارِمٍ يُقالُ لَهُ : زُرعَةُ ، شَهِدَ قَتلَ الحُسَينِ عليه السلام ، فَرَمَى الحُسَينَ عليه السلام بِسَهمٍ ، فَأَصابَ حَنَكَهُ ، فَجَعَلَ يَتَلَقَّى الدَّمَ ، ثُمَّ يَقولُ هكَذا إلَى السَّماءِ ، فَيَرمي بِهِ ، وذلِكَ أنَّ الحُسَينَ عليه السلام دَعا بِماءٍ لِيَشرَبَ ، فَلَمّا رَماهُ حالَ بَينَهُ وبَينَ الماءِ ، فَقالَ : اللَّهُمَّ ظَمِّئهُ، اللَّهُمَّ ظَمِّئهُ.
قالَ : فَحَدَّثَني مَن شَهِدَهُ وهُوَ يَموتُ ، وهُوَ يَصيحُ مِنَ الحَرِّ في بَطنِهِ وَالبَردِ في ظَهرِهِ ، وبَينَ يَدَيهِ المَراوِحُ وَالثَّلجُ ، وخَلفَهُ الكانونُ‏۳ ، وهُوَ يَقولُ : اِسقوني أهلَكَنِيَ العَطَشُ ! فَيُؤتى‏ بِعُسً‏ّ۴عَظيمٍ فيهِ السَّويقُ أو الماءُ وَ اللَّبَنُ ، لَو شَرِبَهُ خَمسَةٌ لَكَفاهُم، قالَ : فَيَشرَبُهُ ، ثُمَّ يَعودُ فَيَقولُ : اِسقوني أهلَكَنِيَ العَطَشُ ! قالَ : فَانقَدَّ بَطنُهُ كَانقِدادِ البَعيرِ .۵

1.راجع : ص ۸۳۳ (القسم الخامس / الفصل الخامس / عبداللَّه بن عليّ) و ص ۸۳۵ (عثمان بن عليّ) و ص ۸۵۲ (محمّد بن عليّ) .

2.راجع : ص ۸۹۸ (القسم الخامس / الفصل التاسع / سهم في الفم) و ص ۹۰۳ (ما جرى على الإمام عليه السلام في آخر لحظة من حياته) .

3.الكانون : موقدُ النار (لسان العرب : ج ۱۳ ص ۳۷۱ «كون») .

4.العُسُّ : القدح الضخم (لسان العرب : ج ۶ ص ۱۴۰ «عسس») .

5.مجابو الدعوة لابن أبي الدنيا : ص ۹۲ ح ۵۸ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۲۳ ، كفاية الطالب : ص ۴۳۴ وفيه «المرج» بدل «المراوح» ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۱۱ عن هشام بن الكلبي عن أبيه ، ذخائر العقبى : ص ۲۴۶ ؛ مثير الأحزان : ص ۷۱ ، المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۵۶ نقلاً عن فضائل العشرة عن أبي السعادات بالإسناد والأربعة الأخيرة نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۳۱۱ ح ۱۲ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
1272

وكانَ المُختارُ يَسيرُ بِالكوفَةِ ، ثُمَّ إنَّهُ أقبَلَ في أثَرِ أصحابِهِ وقَد بَعَثَ أبو عَمرَةَ إلَيهِ رَسولاً ، فَاستَقبَلَ المُختارُ الرَّسولَ عِندَ دارِ أبي بِلالٍ ومَعَهُ ابنُ كامِلٍ ، فَأَخبَرَهُ الخَبَرَ ، فَأَقبَلَ المُختارُ نَحوَهُم ، فَاستُقبِلَ بِهِ ، فَرَدَّدَهُ‏۱ حَتّى‏ قَتَلَهُ إلى‏ جانِبِ أهلِهِ ، ثُمَّ دَعا بِنارٍ ، فَحَرَّقَهُ بِها ، ثُمَّ لَم يَبرَح حَتّى‏ عادَ رَماداً ، ثُمَّ انصَرَفَ عَنهُ .
وكانَتِ امرَأَتُهُ مِن حَضرَمَوتَ يُقالُ لَها : العُيوفُ بِنتُ مالِكِ بنِ نَهارِ بنِ عَقرَبَ ، وكانَت نَصَبَت لَهُ العَداوَةَ حينَ جاءَ بِرَأسِ الحُسَينِ عليه السلام .۲

6 / 16

رُشَيدٌ مَولى‏ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ

كان رشيد مولى ابن زياد وقاتل هانئ بن عروة ، وقد قاتل مع ابن زياد خلال ثورة المختار، فحارب جيش إبراهيم بن مالك الأشتر وقاتلهم إلى جانب نهر خازر ، وفي هذه الحرب رآه عبدالرحمن بن الحصين المرادي الذي كان في جيش إبراهيم بن الأشتر ، وقال الناس هذا قاتل هانئ ، فهجم عليه برمحه وأرداه قتيلاً .

۱۸۵۴.تاريخ الطبري عن عون بن أبي جحيفة : فَضَرَبَهُ [أي ضَرَبَ هانِئَ بنَ عُروَةَ] مَولىً لِعُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ - تُركِيٌّ ، يُقالُ لَهُ: رُشَيدٌ - بِالسَّيفِ ، فَلَم يَصنَع سَيفُهُ شَيئاً ، فَقالَ هانِئٌ: إلَى اللَّهِ المَعادُ ، اللَّهُمَّ إلى‏ رَحمَتِكَ ورِضوانِكَ ، ثُمَّ ضَرَبَهُ اُخرى‏ فَقَتَلَهُ .
قالَ : فَبَصُرَ بِهِ عَبدُ الرَّحمنِ بنُ الحُصَينِ المُرادِيُّ بِخازِرَ۳ ، وهُوَ مَعَ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ، فَقالَ النّاسُ : هذا قاتِلُ هانِئِ بنِ عُروَةَ .
فَقالَ ابنُ الحُصَينِ : قَتَلَنِي اللَّهُ إن لَم أقتُلهُ أو اُقتَل دونَهُ ، فَحَمَلَ عَلَيهِ بِالرُّمحِ ، فَطَعَنَهُ فَقَتَلَهُ .۴

راجع : ص 423 (القسم الرابع / الفصل الرابع / شهادة هاني بن عروة) .

1.وفي نسخة : «فردُّوه» بدل «فردّده» .

2.تاريخ الطبري : ج ۶ ص ۵۹ ، الفتوح : ج ۶ ص ۲۴۴ نحوه وراجع : البداية والنهاية : ج ۸ ص ۳۰۰ والأمالي للطوسي : ص ۲۴۴ الرقم ۴۲۴ .

3.خازِر : هو نهر بين إربل والموصل ، وهو موضع كانت عنده وقعة بين عبيد اللَّه بن زياد وإبراهيم بن مالك الأشتر في أيّام المختار، ويومئذٍ قُتل ابن زياد، وذلك سنة ۶۶ ه(معجم‏البلدان: ج‏۲ ص‏۳۳۷) وراجع: الخريطة رقم ۵ في آخر الكتاب.

4.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۷۹ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۶۴ وليس فيه ذيله من «قال : فبصر» .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1970160
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به