اللَّهُمَّ اقتُلهُ عَطَشاً ، ولا تَغفِر لَهُ أبَداً !
قالَ حُمَيدُ بنُ مُسلِمٍ : وَاللَّهِ ، لَعُدتُهُ بَعدَ ذلِكَ في مَرَضِهِ ، فَوَاللَّهِ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ ، لَقَد رَأَيتُهُ يَشرَبُ حَتّى بَغِرَ۱ ، ثُمَّ يَقيءُ ، ثُمَّ يَعودُ ، فَيَشرَبُ حَتّى يَبغَرَ فَما يَروى ، فَما زالَ ذلِكَ دَأبَهُ حَتّى لَفَظَ عَصَبَهُ ؛ يَعني نَفسَهُ .۲
6 / 22
عَبدُ اللَّهِ بنُ حَوزَةَ
لا تتوفّر معلومات عن هويّته وحتّى عن اسمه الدقيق واسم أبيه ، وقد ذكرته المصادر الحديثيّة والتاريخيّة بأسماء مختلفة. لكن لمّا كانت كافّة هذه الأسماء ترتبط بقضيّة تاريخيّة واحدة يتّضح أنّ المقصود من جميعها واحد. والقضيّة هي أنّه حينما رأى النيران وصلت وراء خيام الإمام الحسين عليه السلام ، وأدرك أنّه لا يمكن الهجوم على الخيام من ورائها، جاء ووقف أمامَ الإمام عليه السلام ، وناداه بوقاحةٍ قائلاً : «أبشِر بالنار» ، فسأله الإمام عليه السلام عن اسمه ، فلمّا تبيّن أنّ اسمه «ابن حوزة» قال عليه السلام : «اللَّهُمَّ حُزهُ إلى النار» .
وفي هذه الأثناء عثر به فرسُه فسقط عنه اللعين ، ولكن بقيت رجلُه معلّقةً بالركاب ، فاضطرب الفرس هائجاً ورأس اللعين يُضرب بالأرض إلى أن هلك لعنه اللَّه .۳
۱۸۷۰.تاريخ الطبري عن أبي مخنف عن حسين أبي جعفر : ثُمَّ إنَّ رَجُلاً مِن بَني تَميمٍ - يُقالُ لَهُ عَبدُ اللَّهِ بنُ حَوْزَةَ - جاءَ حَتّى وَقَفَ أمامَ الحُسَينِ عليه السلام ، فَقالَ : يا حُسَينُ يا حُسَينُ ! فَقالَ حُسَينٌ عليه السلام : ما تَشاءُ ؟ قالَ : أبِشر بِالنّارِ !! قالَ : كَلّا ، إنّي أقدَمُ عَلى رَبٍّ رَحيمٍ ، وشَفيعٍ مُطاعٍ ، مَن هذا ؟ قالَ لَهُ أصحابُهُ : هذَا ابنُ حَوزَةَ .
قالَ : رَبِّ حُزْهُ إلَى النّارِ ، قالَ : فَاضطَرَبَ بِهِ فَرَسُهُ في جَدوَلٍ ، فَوَقَعَ فيهِ ، وتَعَلَّقَت رِجلُهُ بِالرِّكابِ ، ووَقَعَ رَأسُهُ فِي الأَرضِ ، ونَفَرَ الفَرَسُ ، فَأَخَذَ يمُرُّ بِهِ ، فَيَضرِبُ بِرَأسِهِ كُلَّ حَجَرٍ وكُلَّ
1.البَغَر والبَغْر : الشِّرب بلا رِيّ . بَغِرَ بَغراً : إذا أكثر من الماء فلم يروَ (لسان العرب : ج ۴ ص ۷۲ «بغر») .
2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۱۲ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۸۹ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۸۶ ، روضة الواعظين : ص ۲۰۱ كلاهما نحوه وراجع : تذكرة الخواصّ : ص ۲۴۷ وتاريخ اليعقوبي : ج ۲ ص ۲۴۳ .
3.راجع : ح ۱۸۷۰ و ص ۱۲۸۲ ح ۱۸۷۴ والإرشاد : ج ۲ ص ۱۰۲ .