1281
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

شَجَرَةٍ حَتّى‏ ماتَ .
قالَ أبو مِخنَفٍ : وأمّا سُوَيدُ بنُ حَيَّةَ ، فَزَعَمَ لي أنَّ عَبدَ اللَّهِ بنَ حَوزَةَ حينَ وَقَعَ فَرَسُهُ ، بِقَيَت رِجلُهُ اليُسرى‏ فِي الرِّكابِ ، وَارتَفَعَتِ اليُمنى‏ فَطارَت ، وعَدا بِهِ فَرَسُهُ يَضرِبُ رَأسَهُ كُلَّ حَجَرٍ وأصلَ شَجَرَةٍ حَتّى‏ ماتَ .۱

۱۸۷۱.تاريخ الطبري عن مسروق بن وائل : كُنتُ في أوائِلِ الخَيلِ مِمَّن سارَ إلَى الحُسَينِ ، فَقُلتُ : أكونُ في أوائِلِها لِعَلّي اُصيبُ رَأسَ الحُسَينِ ، فَاُصيبُ بِهِ مَنزِلَةً عِندَ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ، قالَ : فَلَمَّا انتَهَينا إلى‏ حُسَينٍ ، تَقَدَّمَ رَجُلٌ مِنَ القَومِ يُقالُ لَهُ ابنُ حَوزَةَ ، فَقالَ : أفيكُم حُسَينٌ ؟ قالَ : فَسَكَتَ حُسَينٌ ، فَقالَها ثانِيَةً فَأَسكَتَ ، حَتّى‏ إذا كانَتِ الثّالِثَةُ ، قالَ : قولوا لَهُ : نَعَم ، هذا حُسَينٌ ، فَما حاجَتُكَ ؟ قالَ : يا حُسَينُ أبشِرِ بِالنّارِ .
قالَ : كَذَبتَ ، بَل أقدَمُ عَلى‏ رَبٍّ غَفورٍ ، وشَفيعٍ مُطاعٍ ، فَمَن أنتَ ؟ قالَ : ابنُ حَوزَةَ .
قالَ : فَرَفَعَ الحُسَينُ عليه السلام يَدَيهِ حَتّى‏ رَأَينا بَياضَ إبطَيهِ مِن فَوقِ الثِّيابِ ، ثُمَّ قالَ : اللَّهُمَّ حُزهُ إلَى النّارِ . قالَ : فَغَضِبَ ابنُ حَوزَةَ ، فَذَهَبَ لِيُقحِمَ إلَيهِ الفَرَسَ ، وبَينَهُ وبَينَهُ نَهرٌ ، قالَ : فَعَلِقَت قَدَمُهُ بِالرِّكابِ ، وجالَت بِهِ الفَرَسُ ، فَسَقَطَ عَنها ، قالَ : فَانقَطَعَت قَدَمُهُ وساقُهُ وفَخِذُهُ ، وبَقِيَ جانِبُهُ الآخَرُ مُتَعَلِّقاً بِالرِّكابِ .
قالَ : فَرَجَعَ مَسروقٌ وتَرَكَ الخَيلَ مِن وَرائِهِ .
قالَ : فَسَأَلتُهُ ، فَقالَ : لَقَد رَأَيتُ مِن أهلِ هذَا البَيتِ شَيئاً لا اُقاتِلُهُم أبَداً .۲

۱۸۷۲.الفتوح : أقبَلَ رَجُلٌ مِن مُعَسكَرِ عُمَرَ بنِ سَعدٍ - يُقالُ لَهُ : مالِكُ بنُ حَوزةً - عَلى‏ فَرَسٍ لَهُ حَتّى‏ وَقَفَ عِندَ الخَندَقِ ، وجَعَلَ يُنادي : أبشِر يا حُسَينُ ! فَقَد تَلفَحُكَ النّارُ فِي الدُّنيا قَبلَ الآخِرَةِ !
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : كَذَبتَ يا عَدُوَّ اللَّهِ ! إنّي قادِمٌ عَلى‏ رَبٍّ رَحيمٍ ، وشَفيعٍ مُطاعٍ ، وذلِكَ جَدّي رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله .

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۳۰ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۹۹ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۸۱ كلاهما نحوه وراجع : تاريخ الإسلام للذهبي : ج ۵ ص ۱۲ والمناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۵۶ .

2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۳۱ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۶۴ ؛ عيون المعجزات : ص ۶۵ عن عطاء بن السائب عن أخيه وفيه «عبد اللَّه بن جويرة» وكلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج‏۴۴ ص‏۱۸۷.


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
1280

اللَّهُمَّ اقتُلهُ عَطَشاً ، ولا تَغفِر لَهُ أبَداً !
قالَ حُمَيدُ بنُ مُسلِمٍ : وَاللَّهِ ، لَعُدتُهُ بَعدَ ذلِكَ في مَرَضِهِ ، فَوَاللَّهِ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ ، لَقَد رَأَيتُهُ يَشرَبُ حَتّى‏ بَغِرَ۱ ، ثُمَّ يَقي‏ءُ ، ثُمَّ يَعودُ ، فَيَشرَبُ حَتّى‏ يَبغَرَ فَما يَروى‏ ، فَما زالَ ذلِكَ دَأبَهُ حَتّى‏ لَفَظَ عَصَبَهُ ؛ يَعني نَفسَهُ .۲

6 / 22

عَبدُ اللَّهِ بنُ حَوزَةَ

لا تتوفّر معلومات عن هويّته وحتّى عن اسمه الدقيق واسم أبيه ، وقد ذكرته المصادر الحديثيّة والتاريخيّة بأسماء مختلفة. لكن لمّا كانت كافّة هذه الأسماء ترتبط بقضيّة تاريخيّة واحدة يتّضح أنّ المقصود من جميعها واحد. والقضيّة هي أنّه حينما رأى النيران وصلت وراء خيام الإمام الحسين عليه السلام ، وأدرك أنّه لا يمكن الهجوم على الخيام من ورائها، جاء ووقف أمامَ الإمام عليه السلام ، وناداه بوقاحةٍ قائلاً : «أبشِر بالنار» ، فسأله الإمام عليه السلام عن اسمه ، فلمّا تبيّن أنّ اسمه «ابن حوزة» قال عليه السلام : «اللَّهُمَّ حُزهُ إلى النار» .
وفي هذه الأثناء عثر به فرسُه فسقط عنه اللعين ، ولكن بقيت رجلُه معلّقةً بالركاب ، فاضطرب الفرس هائجاً ورأس اللعين يُضرب بالأرض إلى أن هلك لعنه اللَّه .۳

۱۸۷۰.تاريخ الطبري عن أبي مخنف عن حسين أبي جعفر : ثُمَّ إنَّ رَجُلاً مِن بَني تَميمٍ - يُقالُ لَهُ عَبدُ اللَّهِ بنُ حَوْزَةَ - جاءَ حَتّى‏ وَقَفَ أمامَ الحُسَينِ عليه السلام ، فَقالَ : يا حُسَينُ يا حُسَينُ ! فَقالَ حُسَينٌ عليه السلام : ما تَشاءُ ؟ قالَ : أبِشر بِالنّارِ !! قالَ : كَلّا ، إنّي أقدَمُ عَلى‏ رَبٍّ رَحيمٍ ، وشَفيعٍ مُطاعٍ ، مَن هذا ؟ قالَ لَهُ أصحابُهُ : هذَا ابنُ حَوزَةَ .
قالَ : رَبِّ حُزْهُ إلَى النّارِ ، قالَ : فَاضطَرَبَ بِهِ فَرَسُهُ في جَدوَلٍ ، فَوَقَعَ فيهِ ، وتَعَلَّقَت رِجلُهُ بِالرِّكابِ ، ووَقَعَ رَأسُهُ فِي الأَرضِ ، ونَفَرَ الفَرَسُ ، فَأَخَذَ يمُرُّ بِهِ ، فَيَضرِبُ بِرَأسِهِ كُلَّ حَجَرٍ وكُلَّ

1.البَغَر والبَغْر : الشِّرب بلا رِيّ . بَغِرَ بَغراً : إذا أكثر من الماء فلم يروَ (لسان العرب : ج ۴ ص ۷۲ «بغر») .

2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۱۲ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۸۹ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۸۶ ، روضة الواعظين : ص ۲۰۱ كلاهما نحوه وراجع : تذكرة الخواصّ : ص ۲۴۷ وتاريخ اليعقوبي : ج ۲ ص ۲۴۳ .

3.راجع : ح ۱۸۷۰ و ص ۱۲۸۲ ح ۱۸۷۴ والإرشاد : ج ۲ ص ۱۰۲ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1970228
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به