1289
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

رَأسَهُ ، فَأَدمى‏ رَأسَهُ ، فَامتَلَأَ البُرنُسُ دَماً .
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ : لا أكَلتَ بِها ولا شَرِبتَ ، وحَشَرَكَ اللَّهُ مَعَ الظّالِمينَ .
قالَ : فَأَلقى‏ ذلِكَ البُرنُسَ ، ثُمَّ دَعَا بِقَلَنسُوَةٍ۱ ، فَلَبِسَها ، وَاعتَمَّ ، وقَد أعيا وبَلَّدَ۲ ، وجاءَ الكِندِيُّ حَتّى‏ أخَذَ البُرنُسَ ، وكانَ مِن خَزٍّ ، فَلَمّا قَدِمَ بِهِ بَعدَ ذلِكَ عَلَى امرَأَتِهِ - اُمِّ عَبدِ اللَّهِ ابنَةِ الحُرِّ اُختِ حُسَينِ بنِ الحُرِّ البَدِّيِّ - أقبَلَ يَغسِلُ البُرنُسَ مِنَالدَّمِ ، فَقالَت لَهُ امرَأَتُهُ : أسَلَبَ ابنِ بِنتِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله تُدخِلُ بَيتي ؟! أخرِجهُ عَنّي . فَذَكَرَ أصحابُهُ ، أنَّهُ لَم يَزَل فَقيراً بِشَرٍّ حَتّى‏ ماتَ .۳

۱۸۸۸.الفتوح : وأخَذَ دِرعَهُ مالِكُ بنُ بِشرٍ الكِندِيُّ ، فَلَبِسَهُ ، فَصارَ مَعتوهاً .۴

۱۸۸۹.أنساب الأشراف : أخَذَ الكِندِيُّ البُرنُسَ ، فَيُقالُ إنَّهُ لَم يَزَل فَقيراً وشَلَّت يَداهُ .۵

۱۸۹۰.تاريخ الطبري عن مالك بن أعين الجهني : قالَ المُختارُ لِلبَدِّيِّ [مالِكِ بنِ النُسَيرِ] : أنتَ صاحِبُ بُرنُسِهِ ؟ فَقالَ لَهُ عَبدُ اللَّهِ بنُ كامِلٍ : نَعَم ، هُوَ هُوَ .
فَقالَ المُختارُ : اِقطَعوا يَدَي هذا ورِجلَيهِ ، ودَعُوهُ ، فَليَضطَرِب حَتّى‏ يَموتَ . فَفُعِلَ ذلِكَ بِهِ وتُرِكَ ، فَلَم يَزَل يَنزِفُ الدَّمَ حَتّى‏ ماتَ .۶

1.القَلَنسُوَة : نوع من ملابس الرأس ، وهو على هيئات .

2.بَلَّدَ الرجل : إذا لم يتّجه لشي‏ء ، وبَلَّدَ : إذا نكّس في العمل وضعف حتّى في الجري (لسان العرب : ج ۳ ص ۹۶ «بلد») .

3.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۴۸ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۴۰۸ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۳۵ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۱۱۰ وفيهما «مالك بن نسر الكندي» ، شرح الأخبار : ج ۳ ص ۱۶۳ ح ۱۰۹۰ عن المدائني و ص ۱۶۵ ح ۱۰۹۴ عن أبي مخنف وفيهما «مالك بن بشير» ، المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۵۷ وفيه «مالك بن اليسر» وكلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۵۳ .

4.الفتوح : ج ۵ ص ۱۱۹ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۳۷ و ۳۸ وفيه «مالك بن نسر الكندي» ؛ بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۵۷ وفيه «مالك بن بشير الكندي» .

5.أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۴۰۸ ؛ مثير الأحزان : ص ۷۶ نحوه .

6.تاريخ الطبري : ج ۶ ص ۵۸ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۲۷۲ ؛ الأمالي للطوسي : ص ۲۴۴ الرقم ۴۲۴ وفيه «مالك بن الهيثم البدائي» وكلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۳۳۷ الرقم ۲ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
1288

فَسَكَتَ عَنهُ المُختارُ مَلِيّاً ، وشَغَلَهُ بِالحَديثِ ، ثُمَّ قالَ : أرِني خاتَمَكَ ، فَناوَلَهُ إيّاهُ ، فَجَعَلَهُ في إصبَعِهِ طَويلاً .
ثُمَّ دَعا أبا عَمرَةَ ، فَدَفَعَ إلَيهِ الخاتَمَ ، وقالَ لَهُ سِرّاً : اِنطَلِق إلَى امرَأَةِ عَبدِ اللَّهِ بنِ كامِلٍ ، فَقُل لَها : هذا خاتَمُ بَعلِكِ عَلامَةً ، لِتُدخِليني إلى‏ قَيسِ بنِ الأَشعَثِ ، فَإِنّي اُريدُ مُناظَرَتَهُ في بَعضِ الاُمورِ الَّتي فيها خَلاصُهُ مِنَ المُختارِ ، فَأَدخَلَتهُ إلَيهِ .
فَانتَضى‏۱ سَيفَهُ ، فَضَرَبَ عُنُقَهُ ، وأخَذَ رَأسَهُ ، فَأَتى‏ بِهِ المُختارَ ، فَأَلقاهُ بَينَ يَدَيهِ . فَقالَ المُختارُ : هذا بِقَطيفَةِ الحُسَينِ عليه السلام . وذلِكَ أنَّ قَيسَ بنَ الأَشعَثِ أخَذَ قَطيفَةً كانَت لِلحُسَينِ عليه السلام حينَ قُتِلَ ، فَكانَ يُسَمّى‏ قَيسَ قَطيفَةٍ .۲
فَاستَرجَعَ عَبدُ اللَّهِ بنِ كامِلٍ ، وقالَ لِلمُختارِ : قَتَلتَ جاري وضَيفي وصَديقي فِي الدَّهرِ .
قالَ لَهُ المُختارُ : للَّهِ‏ِ أبوكَ ، اُسكُت ، أتَستَحِلُّ أن تُجيرَ قَتَلَةَ ابنِ بِنتِ نَبِيِّكَ؟ ! .۳

6 / 28

مالِكُ بنُ النُّسَيرِ

كان مالك بن النسير البدي الكندي ممّن هجموا على الإمام الحسين عليه السلام بسيوفهم ، وقد ضرب بسيفه رأس الإمام، فدعا عليه الإمام عليه السلام ، فابتلي بالفقر الشديد على أثر دعاء الإمام عليه .۴ واستناداً إلى بعض الروايات التاريخيّة فقد اُصيبت يداه بالفالج وضعف عقله .۵ وفي ثورة المختار قُبض عليه واُمر به فقُطعت يداه ورجلاه وتُرك حتّى هلك .۶

۱۸۸۷.تاريخ الطبري عن حميد بن مسلم : إنَّ رَجُلاً مِن كِندَةَ يُقالُ لَهُ مالِكُ بنُ النُّسَيرِ مِن بَني بَدّاءَ ، أتاهُ [أيِ الحُسَينَ عليه السلام‏] فَضَرَبَهُ عَلى‏ رَأسِهِ بِالسَّيفِ ، وعَلَيهِ بُرنُسٌ لَهُ ، فَقَطَعَ البُرنُسَ ، وأصابَ السَّيفُ

1.نَضَا السيفَ وانتضاهُ : إذا أخرجه (النهاية: ج ۵ ص ۷۳ «نضا») .

2.القَطيفة : كساء له خَمْل (النهاية : ج ۴ ص ۸۴ «قطف»).

3.الأخبار الطوال : ص ۳۰۲ وراجع : تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۵۳ وشرح الأخبار : ج ۳ ص ۱۶۵ الرقم ۱۰۹۴ .

4.راجع : ص ۹۰۳ (القسم الخامس / الفصل التاسع / ماجرى على الإمام عليه السلام في آخر لحظة من حياته) .

5.راجع : ص ۱۲۸۹ ح ۱۸۸۸ و ۱۸۸۹ .

6.راجع : ص ۱۲۸۹ ح ۱۸۹۰ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1969889
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به