رَأسَهُ ، فَأَدمى رَأسَهُ ، فَامتَلَأَ البُرنُسُ دَماً .
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ : لا أكَلتَ بِها ولا شَرِبتَ ، وحَشَرَكَ اللَّهُ مَعَ الظّالِمينَ .
قالَ : فَأَلقى ذلِكَ البُرنُسَ ، ثُمَّ دَعَا بِقَلَنسُوَةٍ۱ ، فَلَبِسَها ، وَاعتَمَّ ، وقَد أعيا وبَلَّدَ۲ ، وجاءَ الكِندِيُّ حَتّى أخَذَ البُرنُسَ ، وكانَ مِن خَزٍّ ، فَلَمّا قَدِمَ بِهِ بَعدَ ذلِكَ عَلَى امرَأَتِهِ - اُمِّ عَبدِ اللَّهِ ابنَةِ الحُرِّ اُختِ حُسَينِ بنِ الحُرِّ البَدِّيِّ - أقبَلَ يَغسِلُ البُرنُسَ مِنَالدَّمِ ، فَقالَت لَهُ امرَأَتُهُ : أسَلَبَ ابنِ بِنتِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله تُدخِلُ بَيتي ؟! أخرِجهُ عَنّي . فَذَكَرَ أصحابُهُ ، أنَّهُ لَم يَزَل فَقيراً بِشَرٍّ حَتّى ماتَ .۳
۱۸۸۸.الفتوح : وأخَذَ دِرعَهُ مالِكُ بنُ بِشرٍ الكِندِيُّ ، فَلَبِسَهُ ، فَصارَ مَعتوهاً .۴
۱۸۸۹.أنساب الأشراف : أخَذَ الكِندِيُّ البُرنُسَ ، فَيُقالُ إنَّهُ لَم يَزَل فَقيراً وشَلَّت يَداهُ .۵
۱۸۹۰.تاريخ الطبري عن مالك بن أعين الجهني : قالَ المُختارُ لِلبَدِّيِّ [مالِكِ بنِ النُسَيرِ] : أنتَ صاحِبُ بُرنُسِهِ ؟ فَقالَ لَهُ عَبدُ اللَّهِ بنُ كامِلٍ : نَعَم ، هُوَ هُوَ .
فَقالَ المُختارُ : اِقطَعوا يَدَي هذا ورِجلَيهِ ، ودَعُوهُ ، فَليَضطَرِب حَتّى يَموتَ . فَفُعِلَ ذلِكَ بِهِ وتُرِكَ ، فَلَم يَزَل يَنزِفُ الدَّمَ حَتّى ماتَ .۶
1.القَلَنسُوَة : نوع من ملابس الرأس ، وهو على هيئات .
2.بَلَّدَ الرجل : إذا لم يتّجه لشيء ، وبَلَّدَ : إذا نكّس في العمل وضعف حتّى في الجري (لسان العرب : ج ۳ ص ۹۶ «بلد») .
3.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۴۸ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۴۰۸ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۳۵ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۱۱۰ وفيهما «مالك بن نسر الكندي» ، شرح الأخبار : ج ۳ ص ۱۶۳ ح ۱۰۹۰ عن المدائني و ص ۱۶۵ ح ۱۰۹۴ عن أبي مخنف وفيهما «مالك بن بشير» ، المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۵۷ وفيه «مالك بن اليسر» وكلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۵۳ .
4.الفتوح : ج ۵ ص ۱۱۹ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۳۷ و ۳۸ وفيه «مالك بن نسر الكندي» ؛ بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۵۷ وفيه «مالك بن بشير الكندي» .
5.أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۴۰۸ ؛ مثير الأحزان : ص ۷۶ نحوه .
6.تاريخ الطبري : ج ۶ ص ۵۸ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۲۷۲ ؛ الأمالي للطوسي : ص ۲۴۴ الرقم ۴۲۴ وفيه «مالك بن الهيثم البدائي» وكلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۳۳۷ الرقم ۲ .