1303
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

كلام في عاقبة من قاتل الإمام أو خذله‏

من المسائل المهمّة جدّاً والقابلة للتأمّل في واقعة عاشوراء ، والتي تعتبر عامل اعتبار للجميع وخاصّة للظالمين والمجرمين على طول التاريخ، هي مصير وعاقبة من قاتل الإمام الحسين عليه السلام أو خذله أمام العدوّ ولم ينصره ، فإنّهم لا يعاقبون على قدر جرمهم في الآخرة وحسب ، بل سيلقون بعض جزائهم في هذا العالم أيضاً .

دعاء النبيّ صلى اللَّه عليه وآله عليهم‏

كان النبيّ صلى اللَّه عليه وآله يتنبّأ بهذه الحادثة الأليمة قبل وقوعها بسنين ، واستناداً إلى رواية ، فإنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله دعا على من حارب الإمام الحسين عليه السلام أو لم ينصره، بقوله :
اللَّهُمَّ اخذُل مَن خَذَلَهُ ، وَاقتُل مَن قَتَلَهُ ، وَاذبَح مَن ذَبَحَهُ ، ولا تُمَتِّعهُ بِما طَلَبَ .۱
وروي عنه في حديث آخر :
يُقتَلُ ابنِيَ الحُسَينُ بِظَهرِ الكوفَةِ ، الوَيلُ لِقاتِلِهِ ، وخاذِلِهِ ، وتارِكِ نُصرَتِهِ .۲

مصير مسبّبي فاجعة كربلاء

لقد استجيب دعاء رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله على من كان له دور في فاجعة كربلاء الدمويّة ، سواء من حارب الإمام الحسين عليه السلام وجهاً لوجه، أو شارك في هذه الحادثة الأليمة بشكل غير مباشر عبر الامتناع عن نصرته عليه السلام ، ونالوا جزاءهم .

1 . زوال حكم آل أبي سفيان‏

لقد تسبّبت الموجة الاُولى لحادثة عاشوراء إلى زوال حكم آل أبي سفيان ، وذلك بعد مرور

1.كامل الزيارات : ص ۱۳۱ ح ۱۴۹ وراجع : هذا الكتاب : ص ۱۹۳ ح ۳۵ .

2.راجع : ص ۲۱۳ ح ۹۱ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
1302

مَملوءاً قَطِراناً ، فَشَرِبتُ مِنهُ قَطِراناً ، ولَم أزَل أبولُ القَطِرانَ أيّاماً ، ثُمَّ انقَطَعَ ذلِكَ البَولُ عَنّي ، وبَقِيَتِ الرّائِحَةُ في جِسمي .۱

6 / 39

قاتِلُ حَبيبِ بنِ مُظاهِرٍ

۱۹۱۷.تاريخ الطبري عن حميد بن مسلم: قاتَلَ [حَبيبٌ ]قِتالاً شَديداً، فَحَمَلَ عَلَيهِ رَجُلٌ مِن بَني تَميمٍ ، فَضَرَبَهُ [حَبيبٌ ]بِالسَّيفِ عَلى‏ رَأسِهِ ، فَقَتَلَهُ... وحَمَلَ عَلَيهِ آخَرُ مِن بَني تَميمٍ ، فَطَعَنَهُ فَوَقَعَ، فَذَهَبَ لِيَقومَ ، فَضَرَبَهُ الحُصَينُ بنُ تَميمٍ عَلى‏ رَأسِهِ بِالسَّيفِ فَوَقَعَ، ونَزَلَ إلَيهِ التَّميمِيُّ ، فَاحتَزَّ رَأسَهُ، فَقالَ لَهُ الحُصَينُ: إنّي لَشَريكُكَ في قَتلِهِ، فَقالَ الآخَرُ: وَاللَّهِ ، ما قَتَلَهُ غَيري... فَلَمّا رَجَعوا إلَى الكوفَةِ أخَذَ الآخَرُ رَأسَ حَبيبٍ ، فَعَلَّقَهُ في لَبانِ فَرَسِهِ ، ثُمَّ أقبَلَ بِهِ إلَى ابنِ زِيادٍ فِي القَصرِ ، فَبَصُرَ بِهِ ابنُهُ القاسِمُ بنُ حَبيبٍ ، وهُوَ يَومَئِذٍ قَد راهَقَ ، فَأَقبَلَ مَعَ الفارِسِ لا يُفارِقُهُ ، كُلَّما دَخَلَ القَصرَ دَخَلَ مَعَهُ ، وإذا خَرَجَ خَرَجَ مَعَهُ ، فَارتابَ بِهِ ، فَقالَ : ما لَكَ يا بُنَيَّ تَتبَعُني ؟ قالَ : لا شَي‏ءَ ، قالَ : بَلى‏ ، يا بُنَيَّ! أخبِرني .
قالَ لَهُ : إنَّ هذَا الرَّأسَ الَّذي مَعَكَ رَأسُ أبي ، أفَتُعطينيهِ حَتّى‏ أدفِنَهُ ؟
قالَ : يا بُنَيَّ ! لا يَرضَى الأَميرُ أن يُدفَنَ ، وأنَا اُريدُ أن يُثيبَنِي الأَميرُ عَلى‏ قَتلِهِ ثَواباً حَسَناً .
قالَ لَهُ الغُلامُ : لكِنَّ اللَّهَ لا يُثيبُكَ عَلى‏ ذلِكَ إلّا أسوَأَ الثَّوابِ ، أما وَاللَّهِ ، لقَدَ قَتَلتَ خَيراً مِنكَ ، وبَكى‏ .
فَمَكَثَ الغُلامُ حَتّى‏ إذا أدرَكَ، لَم يَكُن لَهُ هِمَّةٌ إلَّا اتِّباعُ أثَرِ قاتِلِ أبيهِ ، لِيَجِدَ مِنهُ غِرَّةً۲ ، فَيَقتُلَهُ بِأَبيهِ .
فَلَمّا كانَ زَمانُ مُصعَبِ بنِ الزُّبَيرِ ، وغَزا مُصعَبٌ باجُمَيرى‏۳ ، دَخَلَ عَسكَرَ مُصعَبٍ ، فَإِذا قاتِلُ أبيهِ في فُسطاطِهِ ، فَأَقبَلَ يَختَلِفُ في طَلَبِهِ وَالتِماسِ غِرَّتِهِ ، فَدَخَلَ عَلَيهِ وهُوَ قائِلٌ نِصفَ النَّهارِ ، فَضَرَبَهُ بِسَيفِهِ حَتّى‏ بَرَدَ .۴

1.تاريخ دمشق : ج‏۱۴ ص‏۲۵۸ وراجع : المناقب‏لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۵۹ والثاقب في المناقب : ص ۳۳۵ ح‏۲۷۸.

2.الغرَّةُ : الغفلةُ (المصباح المنير : ص ۴۴۴ «غرر») .

3.باجُمَيرى : موضع دون تكريت (معجم البلدان : ج ۱ ص ۳۱۴) .

4.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۳۹ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۶۷ نحوه . وراجع : هذا الكتاب : ص ۷۱۵ (الفصل الثالث / حبيب بن مظاهر) .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1970103
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به