1305
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

كما يطالعنا في رواية ابن حجر:
إنّ جمعاً تذاكروا أنّه ما من أحد أعان على قتل الحسين، إلّا أصابه بلاء قبل أن يموت .۱
لم يبق ممّن قتله [الحسينَ عليه السلام‏] إلّا من عوقب في الدنيا ؛ إمّا بقتلٍ ، أو عمىً ، أو سوادِ الوجه، أو زوالِ الملك في مدّة يسيرة .۲
ويصرّح ابن كثير بأنّ أغلب الروايات التي تشير إلى المصير المشؤوم لمسبّبي فاجعة كربلاء صحيحة ، وهذا نصّ كلامه :
أمّا ما روي من الأحاديث والفتن التي أصابت من قتَله [الحسينَ عليه السلام‏] فأكثرُها صحيح، فإنّه قلّ من نجا من اُولئك الذين قتلوه من آفة وعاهة في الدنيا، فلم يخرج منها حتّى اُصيب بمرض، وأكثرهم أصابهم الجنون .۳

3 . مقتل الكثير منهم في ثورة المختار

لمّا ثار المختار اُلقي القبض على الكثير ممّن كان لهم دورٌ في فاجعة كربلاء وتمّ إعدامهم بعد ذلك، حيث يقول اليعقوبي في هذا الصدد:
تتبّع المختار قتلة الحسين ، فقتل منهم خلقاً عظيماً حتّى لم يبقَ منهم كثير أحد .۴
واستناداً إلى رواية وردت في بحار الأنوار، فإنّ المختار قتل طوال حكمه للكوفة - والذي استمرّ ثمانية عشر شهراً - ثمانية عشر ألفاً ممّن اشترك في قتل الإمام الحسين وأصحابه .۵ إلّا أنّ في هذه الرواية مبالغة كبيرة . كما أنّ الروايات التي جاءت في بعض المصادر التاريخيّة ، والتي وردت فيها كيفيّة عقوبة عدد من المجرمين على يديه بشكل غير جائز في الإسلام ؛ مثل : المُثلة ، وإلقاء الشخص في الزيت الساخن ، مبالغ فيها أيضاً . ومن المحتمل أنّها اختُلقت من قِبَل أعداء المختار من أجل تشويه سمعة ثورته ، أو اختُلقت من قِبَل مريديه من أجل إيجاد الخوف والرعب في قلوب الأعداء .

1.الصواعق المحرقة: ص ۱۹۵، تاريخ دمشق: ج ۱۴ ص ۲۳۲ نحوه.

2.الصواعق المحرقة: ص ۱۹۵، تذكرة الخواصّ: ص ۲۸۰ .

3.البداية والنهاية: ج ۸ ص ۲۰۱.

4.تاريخ اليعقوبي: ج ۲ ص ۲۵۹.

5.بحار الأنوار: ج ۴۵ ص ۳۸۶.


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
1304

ثلاثة أعوام عليها فقط ، وكان دور هذه الفاجعة في اُفول قدرة هذه الاُسرة واضحاً إلى درجة بحيث إنّ عبد الملك بن مروان رغم أنّه ورث الحكم منهم، اعترف بهذه الحقيقة رسميّاً بعد تسلّطه على زمام الاُمور ، وكتب إلى الحجّاج بن يوسف :
جنّبني دماء بني عبد المطّلب ، فليس فيها شِفاء من الحَرَب . وإنّي رأيتُ بني حرب سُلبوا ملكهم لمّا قتلوا الحسين بن عليّ .۱

2 . قصر العمر والإصابة بالأمراض الخطيرة

روى عبد اللَّه بن بدر الخطمي عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله :
مَن أحَبَّ أن يُبارَكَ في أجَلِهِ ، وأن يُمَتَّعَ بِما خَوَّلَهُ اللَّهُ تَعالى‏ ، فَليَخلُفني في أهلي خِلافَةً حَسَنَةً ، ومَن لَم يَخلُفني فيهِم بُتِكَ‏۲عُمُرُهُ ، ووَرَدَ عَلَيَّ يَومَ القِيامَةِ مُسوَدّاً وَجهُهُ .
قال : فكان كما قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله ، فإنّ يزيد بن معاوية لم يخلفه في أهله خلافة حسنة ، فبتك عمرهُ ، وما بقي بعد الحسين عليه السلام إلّا قليلاً، وكذلك عبيد اللَّه بن زياد لعنهما اللَّه .۳
هلك يزيد وهو في الثامنة والثلاثين من عمره ، وقُتل ابن زياد وهو في السابعة والثلاثين، واستناداً لروايات معتبرة فقد اُصيب الكثير من المجرمين والجناة في كربلاء بالأمراض الخطيرة، مثل: الجنون والجذام والبرص، حيث يقول عبد الرحمن الغنوي :
ما بقي أحد ممّن تابعه [يزيد] على قتله، أو كان في محاربته [الحسين عليه السلام‏] إلّا أصابه جنون، أو جذام، أو برص، وصار ذلك وراثة في نسلهم .۴
كما نقل القاضي النعمان استناداً للروايات العديدة :
ما نجا أحد ممّن قتل الحسين عليه السلام من القتل فمات ، حتّى رُمي بداءٍ في جسده .۵

1.العقد الفريد: ج ۳ ص ۳۸۲، المحاسن والمساوئ: ص ۵۵، جواهر المطالب: ج ۲ ص ۲۷۸.

2.البتك: القطع، بتكه: قطعه (الصحاح: ج ۴ ص ۱۵۷۴ «بتك» ).

3.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: ج‏۲ ص‏۸۵، كنز العمال: ج‏۱۲ ص‏۹۹ ح‏۳۴۱۷۱ نقلاً عن أبي‏الشيخ في تفسيره وأبي نعيم ؛ بحار الأنوار: ج ۲۳ ص ۱۱۶ ح ۳۱ نقلاً عن خطّ الشهيد وفيهما صدره إلى «وجهه» .

4.كامل الزيارات: ص ۱۳۲ ح ۱۴۹، بحار الأنوار: ج ۴۴ ص ۲۳۶ ح ۲۷ .

5.شرح الأخبار: ج ۳ ص ۱۶۹ ح ۱۱۱۴.

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1970591
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به