كما يطالعنا في رواية ابن حجر:
إنّ جمعاً تذاكروا أنّه ما من أحد أعان على قتل الحسين، إلّا أصابه بلاء قبل أن يموت .۱
لم يبق ممّن قتله [الحسينَ عليه السلام] إلّا من عوقب في الدنيا ؛ إمّا بقتلٍ ، أو عمىً ، أو سوادِ الوجه، أو زوالِ الملك في مدّة يسيرة .۲
ويصرّح ابن كثير بأنّ أغلب الروايات التي تشير إلى المصير المشؤوم لمسبّبي فاجعة كربلاء صحيحة ، وهذا نصّ كلامه :
أمّا ما روي من الأحاديث والفتن التي أصابت من قتَله [الحسينَ عليه السلام] فأكثرُها صحيح، فإنّه قلّ من نجا من اُولئك الذين قتلوه من آفة وعاهة في الدنيا، فلم يخرج منها حتّى اُصيب بمرض، وأكثرهم أصابهم الجنون .۳
3 . مقتل الكثير منهم في ثورة المختار
لمّا ثار المختار اُلقي القبض على الكثير ممّن كان لهم دورٌ في فاجعة كربلاء وتمّ إعدامهم بعد ذلك، حيث يقول اليعقوبي في هذا الصدد:
تتبّع المختار قتلة الحسين ، فقتل منهم خلقاً عظيماً حتّى لم يبقَ منهم كثير أحد .۴
واستناداً إلى رواية وردت في بحار الأنوار، فإنّ المختار قتل طوال حكمه للكوفة - والذي استمرّ ثمانية عشر شهراً - ثمانية عشر ألفاً ممّن اشترك في قتل الإمام الحسين وأصحابه .۵ إلّا أنّ في هذه الرواية مبالغة كبيرة . كما أنّ الروايات التي جاءت في بعض المصادر التاريخيّة ، والتي وردت فيها كيفيّة عقوبة عدد من المجرمين على يديه بشكل غير جائز في الإسلام ؛ مثل : المُثلة ، وإلقاء الشخص في الزيت الساخن ، مبالغ فيها أيضاً . ومن المحتمل أنّها اختُلقت من قِبَل أعداء المختار من أجل تشويه سمعة ثورته ، أو اختُلقت من قِبَل مريديه من أجل إيجاد الخوف والرعب في قلوب الأعداء .
1.الصواعق المحرقة: ص ۱۹۵، تاريخ دمشق: ج ۱۴ ص ۲۳۲ نحوه.
2.الصواعق المحرقة: ص ۱۹۵، تذكرة الخواصّ: ص ۲۸۰ .
3.البداية والنهاية: ج ۸ ص ۲۰۱.
4.تاريخ اليعقوبي: ج ۲ ص ۲۵۹.
5.بحار الأنوار: ج ۴۵ ص ۳۸۶.