1315
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

فَأَقولُ : إنَّ أوَّلَ العَشرِ كانَ الحُزنُ خَوفاً مِمّا جَرَتِ الحالُ عَلَيهِ ، فَلَمّا قُتِلَ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيهِ وآلِهِ دَخَلَ تَحتَ قَولِ اللَّهِ تَعالى‏ : «وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتَا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا ءَاتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ»۱ ، فَلَمّا صاروا فَرِحينَ بِسَعادَةِ الشَّهادَةِ وَجَبَ المُشارَكَةُ لَهُم فِي السُّرورِ بَعدَ القَتلِ لِنَظفَرَ مَعَهُم‏۲بِالسَّعادَةِ.۳

1 / 3

عامُ الحُزنِ‏

۱۹۲۵.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : إنَّ السَّنَةَ الَّتي قُتِلَ فيهَا الحُسَينُ عليه السلام ، وهِيَ سَنَةُ إحدى‏ وسِتّينَ ، سُمِّيَت عامَ الحُزنِ.۴

۱۹۲۶.التذكرة للقرطبي : اِتَّفَقوا عَلى‏ أنَّهُ قُتِلَ يَومَ عاشوراءَ ، العاشِرَ مِنَ المُحَرَّمِ ، سَنَةَ إحدى‏ وسِتّينَ ؛ ويُسَمّى‏ عامَ الحُزنِ.۵

1 / 4

أوَّلُ مَن أقامَ المَأتَمَ‏

1 / 4 - 1

إقامَةُ المَأتَمِ في كَربَلاءَ

أ نُدبَةُ زَينَبَ عليها السلام عَلى‏ نَعشِ أخيها

۱۹۲۷.الملهوف : أخرَجُوا النِّساءَ مِنَ الخَيمَةِ ، وأشعَلوا فيهَا النّارَ ، فَخَرَجنَ حَواسِرَ ، مُسَلَّباتٍ حافياتٍ باكِياتٍ ، يَمشينَ سَبايا في أسرِ الذِّلَّةِ ، وقُلنَ : بِحَقِّ اللَّهِ إلّا ما مَرَرتُم بِنا عَلى‏ مَصرَعِ الحُسَينِ عليه السلام ،

1.آل عمران : ۱۶۹ و ۱۷۰ .

2.في المصدر: «لِتظفرهم»، والتصويب من بحارالأنوار.

3.الإقبال : ج ۳ ص ۹۰ ، بحار الأنوار : ج ۹۸ ص ۳۴۴ الرقم ۶ .

4.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۴۰ .

5.التذكرة للقرطبي : ج ۲ ص ۲۴۲ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
1314

ثُمَّ قالَ : يَابنَ شَبيبٍ ! إنَّ المُحَرَّمَ هُوَ الشَّهرُ الَّذي كانَ أهلُ الجاهِلِيَّةِ يُحَرِّمونَ فيهِ الظُّلمَ وَالقِتالَ لِحُرمَتِهِ ، فَما عَرَفَت هذِهِ الاُمَّةُ حُرمَةَ شَهرِها ، ولا حُرمَةَ نَبِيِّها ، لَقَد قَتَلوا في هذَا الشَّهرِ ذُرِّيَّتَهُ ، وسَبَوا نِساءَهُ ، وَانتَهَبوا ثَقَلَهُ ، فَلا غَفَرَ اللَّهُ لَهُم ذلِكَ أبَداً .
يَابنَ شَبيبٍ ! إن كُنتَ باكِياً لِشَي‏ءٍ فَابكِ لِلحُسَينِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام، فَإِنَّهُ ذُبِحَ كَما يُذبَحُ الكَبشُ ، وقُتِلَ مَعَهُ مِن أهلِ بَيتِهِ ثَمانِيَةَ عَشَرَ رَجُلاً ، ما لَهُم فِي الأَرضِ شَبيهونَ ، ولَقَد بَكَتِ السَّماواتُ السَّبعُ وَالأَرَضونَ لِقَتلِهِ ، ولَقَد نَزَلَ إلَى الأَرضِ مِنَ المَلائِكَةِ أربَعَةُ آلافٍ لِنَصرِهِ ، فَلَم يُؤذَن لَهُم ، فَهُم عِندَ قَبرِهِ شُعثٌ غُبرٌ إلى‏ أن يَقومَ القائِمُ عليه السلام، فَيَكونونَ مِن أنصارِهِ و شِعارُهُم : يا لَثاراتِ الحُسَينِ عليه السلام.
يَابنَ شَبيبٍ ! لَقَد حَدَّثَني أبي عَن أبيهِ عَن جَدِّهِ عليهم السلام، أنَّهُ لَمّا قُتِلَ جَدِّيَ الحُسَينُ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيهِ أمطَرَتِ السَّماءُ دَماً و تُراباً أحمَرَ .
يَابنَ شَبيبٍ ! إن بَكَيتَ عَلَى الحُسَينِ عليه السلام حَتّى‏ تَصيرَ دُموعُكَ عَلى‏ خَدَّيكَ ، غَفَرَ اللَّهُ لَكَ كُلَّ ذَنبٍ أذنَبتَهُ ، صَغيراً كانَ أو كَبيراً ، وقَليلاً كانَ أو كَثيراً.
يَابنَ شَبيبٍ ! إن سَرَّكَ أن تَلقَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ولا ذَنبَ عَلَيكَ فَزُرِ الحُسَينَ عليه السلام .
يَابنَ شَبيبٍ ! إن سَرَّكَ أن تَسكُنَ الغُرَفَ المَبنِيَّةَ فِي الجَنَّةِ مَعَ النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله فَالعَن قَتَلَةَ الحُسَينِ عليه السلام .
يَابنَ شَبيبٍ ! إن سَرَّكَ أن يَكونَ لَكَ مِنَ الثَّوابِ مِثلُ ما لِمَنِ استُشهِدَ مَعَ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام فَقُل مَتى‏ ذَكَرتَهُ : يا لَيتَني كُنتُ مَعَهُم فَأَفوزَ فَوزاً عَظيماً .
يَابنَ شَبيبٍ ! إن سَرَّكَ أن تَكونَ مَعَنا فِي الدَّرَجاتِ العُلى‏ مِنَ الجِنانِ فَاحزَن لِحُزنِنا ، وَافرَح لِفَرَحِنا ، وعَلَيكَ بِوِلايَتِنا ، فَلَو أنَّ رَجُلاً أحَبَّ حَجَراً لَحَشَرَهُ اللَّهُ عزّ وجلّ مَعَهُ يَومَ القِيامَةِ .۱

۱۹۲۴.الإقبال : أقولُ : ولَعَلَّ قائِلاً يَقولُ : هَلّا كانَ الحُزنُ الَّذي يُعمِلونَهُ مِن أوَّلِ عَشرِ المُحَرَّمِ قَبلَ وُقوعِ القَتلِ ، يُعمِلونَهُ بَعدَ يَومِ عاشوراءَ لِأَجلِ تَجَدُّدِ القَتلِ .

1.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۲۹۹ ح ۵۸ ، الأمالي للصدوق : ص ۱۹۲ ح ۲۰۲ ، الإقبال : ج ۳ ص ۲۹ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۲۸۵ ح ۲۳ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1970776
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به