1319
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

وقيلَ : إنَّها أقامَت عَلى‏ قَبرِهِ سَنَةً ، وعادَت إلَى المَدينَةِ ، فَماتَت أسَفاً عَلَيهِ.۱

۱۹۳۶.الكافي عن مصقلة الطحّان : سَمِعتُ أبا عَبدِ اللَّهِ عليه السلام يَقولُ : لَمّا قُتِلَ الحُسَينُ‏7 أقامَتِ امرَأَتُهُ الكَلبِيَّةُ۲ عَلَيهِ مَأتَماً ، وبَكَت وبَكَينَ النِّساءُ وَالخَدَمُ حَتّى‏ جَفَّت دُموعُهُنَّ وذَهَبَت ، فَبَينا هِيَ كذلِكَ إذا رَأَت جارِيَةٌ مِن جَواريها تَبكي ودُموعُها تَسيلُ ، فَدَعَتها ، فَقالَت لَها : ما لَكِ أنتِ مِن بَينِنا تَسيلُ دُموعُكِ؟
قالَت : إنّي لَمّا أصابَنِي الجَهدُ شَرِبتُ شَربَةَ سَويقٍ .
قالَ : فَأَمَرَت بِالطَّعامِ وَالأَسوِقَةِ ، فَأَكَلَت وشَرِبَت ، وأطعَمَت وسَقَت ، وقالَت : إنَّما نُريدُ بِذلِكَ أن نَتَقَوّى‏ عَلَى البُكاءِ عَلَى الحُسَينِ عليه السلام.
قالَ : واُهدِيَ إلَى الكَلبِيَّةِ جُؤَناً۳ لِتَستَعينَ بِها عَلى‏ مَأتَمِ الحُسَينِ عليه السلام.
فَلَمّا رَأَتِ الجُؤَنَ قالَت : ما هذِهِ ؟ قالوا : هَدِيَّةٌ أهداها فُلانٌ لِتَستَعيني عَلى‏ مَأتَمِ الحُسَينِ عليه السلام . فَقالَت : لَسنا في عُرسٍ فَما نَصنَعُ بِها؟ ثُمَّ أمَرَت بِهِنَّ ، فَاُخرِجنَ مِنَ الدّارِ ، فَلَمّا اُخرِجنَ مِنَ الدّارِ لَم يُحَسَّ لَها حِسٌّ ، كَأَنَّما طِرنَ بَينَ السَّماءِ وَالأَرضِ ، ولَم يُرَ لَهُنَّ بِها بَعدُ خُروجِهِنَّ مِنَ الدّارِ أثَرٌ .۴

راجع : ص 164 (القسم الثاني / الفصل الخامس / الرباب) .

1 / 4 - 2

إقامَةُ المَأتَمِ فِي الكوفَةِ

أ - بُكاءُ النّاسِ حينَ دُخولِ أهلِ البَيتِ إلَى الكوفَةِ

۱۹۳۷.الأمالي للمفيد عن حَذلم بن سُتَير : قَدِمتُ الكوفَةَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ إحدى‏ وسِتّينَ ، عِندَ مُنصَرَفِ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليهما السلام بِالنِّسوَةِ مِن كَربَلاءَ ومَعَهُمُ الأَجنادُ مُحيطونَ بِهِم ، وقَد خَرَجَ النّاسُ لِلنَّظَرِ إلَيهِم ، فَلَمّا اُقبِلَ بِهِم عَلَى الجِمالِ بِغَيرِ وِطاءٍ ، جَعَلَ نِساءُ الكوفَةِ يَبكينَ ويَنتَدِبنَ.۵

1.الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۷۹ ، جواهر المطالب : ج ۲ ص ۲۹۵ وليس فيه ذيله من «وعادت» .

2.وهي الرباب بنت امرىً القيس بن عدي ، كلبيّة معديّة .

3.الجُؤَن - كَصُرَد - : جمع الجُؤنَة بالضمّ ، وهي ظرفٌ للطِّيب (راجع : الوافي : ج ۳ ص ۷۶۱ ومرآة العقول : ج ۵ ص ۳۷۳) .

4.الكافي : ج ۱ ص ۴۶۶ ح ۹ ، الثاقب في المناقب : ص ۳۳۴ ح ۲۷۵ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۷۰ ح ۱۸ .

5.الأمالي للمفيد: ص ۳۲۱ الرقم ۸، الأمالي للطوسي : ص ۹۱ الرقم ۱۴۲ ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۱۰۹ الرقم ۱۷۰ عن حذيم بن شريك الأسدي وفيه «نساء أهل الكوفة ينتدبن مشقّقات الجيوب والرجال معهنّ يبكون» بدل «جعل...» ؛ بلاغات النساء : ص ۳۹ عن حذام الأسدي وفيه «نساء أهل الكوفة يومئذٍ قياماً يلتدمن مهتكات الجيوب» بدل «جعل...» وكلاهما نحوه .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
1318

فَوَصَلوا إلى‏ مَوضِعِ المَصرَعِ ، فَوَجَدوا جابِرَ بنَ عَبدِ اللَّهِ الأَنصارِيَّ رحمه اللَّه عليه وجَماعَةً مِن بَني هاشِمٍ ورِجالاً مِن آلِ الرَّسولِ صلى اللَّه عليه وآله قَد وَرَدوا لِزِيارَةِ قَبرِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَوافَوا في وَقتٍ واحِدٍ ، وتَلاقَوا بِالبُكاءِ وَالحُزنِ وَاللَّطمِ ، وأقامُوا المَآتِمَ المُقرِحَةَ لِلأَكبادِ ، وَاجتَمَعَت إلَيهِم نِساءُ ذلِكَ السَّوادِ ، وأقاموا عَلى‏ ذلِكَ أيّاماً.۱

ه - رِثاءُ الرَّبابِ‏

۱۹۳۳.الأغاني عن عوانة : رَثَتِ الرَّبابُ بِنتُ امرِئِ القَيسِ اُمُّ سُكَينَةَ بِنتِ الحُسَينِ عليه السلام ، زَوجَهَا الحُسَينَ عليه السلام حينَ قُتِلَ ، فَقالَت :




إنَّ الَّذي كانَ نوراً يُستَضاءُ بِهِ‏بِكَربَلاءَ قَتيلٌ غَيرُ مَدفونِ‏
سِبطَ النَّبِيِّ جَزاكَ اللَّهُ صالِحَةًعَنّا وجُنِّبتَ خُسرانَ المَوازينِ‏
قَد كُنتَ لي جَبَلاً صَعباً ألوذُ بِهِ‏وكُنتَ تَصحَبُنا بِالرُّحمِ وَالدّينِ‏
مَن لِليَتامى‏ ومَن لِلسّائِلينَ ومَن‏يُغني ويَأوي إلَيهِ كُلُّ مِسكينِ‏
وَاللَّهِ لا أبتَغي صِهراً بِصِهرِكُمُ‏حَتّى‏ اُغَيَّبَ بَينَ الرَّملِ وَالطّينِ‏۲

۱۹۳۴.تاريخ دمشق : رَبابُ بِنتُ امرِئِ القَيسِ . . . الكَلبِيَّةُ ، وهِيَ الَّتي أقامَت عَلى‏ قَبرِ الحُسَينِ عليه السلام حَولاً ، ثُمَّ قالَت :




إلَى الحَولِ ثُمَّ اسمُ السَّلامِ عَلَيكُماومَن يَبكِ حَولاً كامِلاً فَقَدِ اعتَذَرَ
... ولَمّا تُوُفِّيَ الحُسَينُ عليه السلام خُطِبَتِ الرَّبابُ واُلِحَّ عَلَيها ، فَقالَت : ما كُنتُ لِأَتَّخِذَ حَمواً بَعدَ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، فَلَم تَزَوَّج ، وعاشَت بَعدَهُ سَنَةً لَم يُظِلَّها سَقفُ بَيتٍ ، حَتّى‏ بُلِيَت وماتَت كَمَداً.۳

۱۹۳۵.الكامل في التاريخ : كانَ مَعَ الحُسَينِ عليه السلام امرَأَتُهُ الرَّبابُ بِنتُ امرِئِ القَيسِ ، وهِيَ اُمُّ ابنَتِهِ سُكَينَةَ ، وحُمِلَت إلَى الشّامِ فيمَن حُمِلَ مِن أهلِهِ ، ثُمَّ عادَت إلَى المَدينَةِ ، فَخَطَبَهَا الأَشرافُ مِن قُرَيشٍ .
فَقالَت : ما كُنتُ لِأَتَّخِذَ حَمواً بَعدَ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وبَقِيَت بَعدَهُ سَنَةً لَم يُظِلَّها سَقفُ بَيتٍ، حَتّى‏ بُلِيَت وماتَت كَمَداً .

1.الملهوف : ص ۲۲۵ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۴۶ .

2.الأغاني : ج ۱۶ ص ۱۴۹ ، الجوهرة : ص ۴۷ وليس فيه البيت الأخير .

3.تاريخ دمشق : ج ۶۹ ص ۱۲۰ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۲۱۰ ، تذكرة الخواصّ : ص ۲۶۵ كلاهما نحوه .

تعداد بازدید : 1976900
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به