وكلمتنا الأخيرة في هذا المجال هي أنّ ثقافة عاشوراء إن قُدّمت للعالم كما هي ودون تحريف، فإنّها تتمتّع بقدرة إعجازيّة من شأنها أن تُنهي نظام الهيمنة والاستكبار في العالم، وبذلك فإنّ الاُمّة الإسلاميّة سوف لا تكون هي المتحرّر الوحيد من ظلم الطغاة ومصّاصي الدماء في العالم ، بل سيتحرّر جميع المستضعفين، كما قال قائد الثورة الإسلامية آية اللَّه الخامنئي :
إنّ الحسين بن عليّ عليه السلام بإمكانه اليوم أن يُنقذ العالم بشرط أن لا تُشوّه صورته بواسطة التحريف .۱
وأنا لا أنسى أبداً تلك الليلة التي دعا فيها قائد الثورة الإسلاميّة خلال عهد رئاسته للجمهورية، أوّلَ قائد لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي إلى منزله، وكان يحضر هذا الاجتماع عددٌ من العلماء والمسؤولين في البلاد، فسأل أحد الحاضرين الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي: إلى أيّ مدى أنت واثق من نجاحك في طريقك؟
ورغم أنّه كان من أتباع المذهب السنّي، إلّا أنّه قدّم جواباً حيّر الجميع وأدهشهم ، فقد قال :
نحن لا نُفكّر في هذا الموضوع أساساً! ولكنّنا نرى نجاحنا وانتصارنا في اختيار طريق الحسين بن عليّ عليه السلام ، وهدفنا هو أداء الواجب الإلهي!
وعلى أيّ حال ، فإنّ جميع الأتباع الحقيقيّين لأهل البيت والمحبّين الواعين لسيّد الشهداء مسؤولون عن الحفاظ على ثقافة عاشوراء الأصيلة أمام مؤامرات الأعداء العامدين وتحريف الأصدقاء غير العامدين ، ولكن لا شكّ في أنّ مسؤولية مراجع التقليد، والمثقّفين، وعلماء الدين الواعين، والخطباء، والكتّاب ، والخطباء الملتزمين، أكبر وأعظم : «ثُمَّ لَتُسَْلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ»۲ .