1341
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

عاشوراءَ ، فَأَلفَيتُهُ كاسِفَ اللَّونِ ظاهِرَ الحُزنِ ، ودُموعُهُ تَنحَدِرُ مِن عَينَيهِ كَاللُّؤلُؤِ المُتَساقِطِ . فَقُلتُ : يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ! مِمَّ بُكاؤُكَ لا أبكَى اللَّهُ عَينَيكَ ؟
فَقالَ لي : أوَ في غَفلَةٍ أنتَ؟ أما عَلِمتَ أنَّ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ اُصيبَ في مِثلِ هذَا اليَومِ؟ فَقُلتُ‏۱ : يا سَيِّدي ، فَما قَولُكَ في صَومِهِ؟
فَقالَ لي : صُمهُ مِن غَيرِ تَبييتٍ ، وأفطِرهُ مِن غَيرِ تَشميتٍ ، ولا تَجعَلهُ يَومَ صَومٍ كَمَلاً ، وَليَكُن إفطارُكَ بَعدَ صَلاةِ العَصرِ بِساعَةٍ عَلى‏ شَربَةٍ مِن ماءٍ ؛ فَإِنَّهُ في مِثلِ ذلِكَ الوَقتِ مِن ذلِكَ اليَومِ تَجَلَّتِ الهَيجاءُ عَن آلِ رَسولِ اللَّهِ وَانكَشَفَتِ المَلحَمَةُ۲ عَنهُم ، وفِي الأَرضِ مِنهُم ثَلاثونَ صَريعاً في مَواليهِم ، يَعِزُّ عَلى‏ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله مَصرَعُهُم ، ولَو كانَ في الدُّنيا يَومَئِذٍ حَيّاً لَكانَ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيهِ هُوَ المُعَزّى‏ بِهِم .
قالَ : وبَكى‏ أبو عَبدِ اللَّهِ عليه السلام حَتَّى اخضَلَّت لِحيَتُهُ بِدُموعِهِ ، ثُمَّ قالَ : إنَّ اللَّهَ جَلَّ ذِكرُهُ لَمّا خَلَقَ النّورَ خَلَقَهُ يَومَ الجُمُعَةِ في تَقديرِهِ في أوَّلِ يَومٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ ، وخَلَقَ الظُّلمَةَ في يَومِ الأَربِعاءِ، يَومُ عاشوراءَ في مِثلِ ذلِكَ ، يَعني يَومَ العاشِرِ مِن شَهرِ المُحَرَّمِ في تَقديرِهِ ، وجَعَلَ لِكُلٍّ مِنهُما شِرعَةً ومِنهاجاً .
يا عَبدَ اللَّهِ بنَ سِنانٍ ، إنَّ أفضَلَ ما تَأتي بِهِ في هذَا اليَومِ أن تَعمِدَ إلى‏ ثِيابٍ طاهِرَةٍ فَتَلبَسَها وتَتَسَلَّبَ ، قُلتُ : ومَا التَّسَلُّبُ؟۳
قالَ : تُحَلِّلُ أزرارَكَ ، وتَكشِفُ عَن ذِراعَيكَ كَهَيئَةِ أصحابِ المَصائِبِ ، ثُمَّ تَخرُجُ إلى‏ أرضٍ مُقفِرَةٍ أو مَكانٍ لا يَراكَ بِهِ أحَدٌ ، أو تَعمِدُ إلى‏ مَنزِلٍ لَكَ خالٍ ، أو في خَلوَةٍ مُنذُ حينِ يَرتَفِعُ النَّهارُ ، فَتُصَلّي أربَعَ رَكَعاتٍ تُحسِنُ رُكوعَها وسُجودَها وخُشوعَها ، وتُسَلِّمُ بَينَ كُلِّ رَكعَتَينِ ،

1.في الإقبال : «فقلت : بلى يا سيّدي وإنّما أتيتك مقتبساً منك فيه علماً ومستفيداً منك لتفيدني فيه . قال : سل عمّا بدا لك وعمّا شئت . قلت : ما تقول يا سيّدي في صومه . . .».

2.المَلْحَمَةُ : الوقعة العظيمة (الصحاح : ج ۵ ص ۲۰۲۷ «لحم») .

3.يمكننا أن نستنتج من هذا النصّ أنّ العزاء على سيّد الشهداء وأصحابه الأبرار إذا كان بالنحو المتعارف فهو مطلوب في كلّ زمان . جدير بالذكر أنّ لفظ «التسلّب» في اللغة بمعنى : لبس السِّلاب ، وهي ثياب المأتم السود (راجع : لسان العرب : ج‏۱ ص‏۴۷۳ «سلب») .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
1340

3 / 2 - 4

شِدَّةُ الحُزنِ وَالبُكاءِ

۱۹۸۷.الأمالي للصدوق عن إبراهيم بن أبي محمود عن الرضا عليه السلام : كانَ أبي صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيهِ إذا دَخَلَ شَهرُ المُحَرَّمِ لا يُرى‏ ضاحِكاً ، وكانَتِ الكَآبَةُ تَغلِبُ عَلَيهِ حَتّى‏ يَمضِيَ مِنهُ عَشَرَةُ أيّامٍ ، فَإِذا كانَ يَومُ العاشِرِ ، كانَ ذلِكَ اليَومُ يَومَ مُصيبَتِهِ وحُزنِهِ وبُكائِهِ ، ويَقولُ : هُوَ اليَومُ الَّذي قُتِلَ فيهِ الحُسَينُ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيهِ.۱

۱۹۸۸.الكافي عن عبد الملك عن أبي عبد اللَّه [الصادق‏] عليه السلام : أمّا يَومُ عاشوراءَ فَيَومٌ اُصيبَ فيهِ الحُسَينُ عليه السلام . . . وما هُوَ إلّا يَومُ حُزنٍ ومُصيبَةٍ دَخَلَت عَلى‏ أهلِ السَّماءِ ، وأهلِ الأَرضِ ، وجَميعِ المُؤمِنينَ.۲

3 / 2 - 5

التَّعزِيَةُ بِالمَأثورِ

۱۹۸۹.كامل الزيارات عن مالك الجهني عن أبي جعفر الباقر عليه السلام- في إقامَةِ المَأتَمِ في يَومِ عاشوراءَ لِلإِمامِ الحُسَينِ عليه السلام -: قُلتُ : فَكَيفَ يُعَزّي بَعضُهُم بَعضاً؟
قالَ‏[ عليه السلام‏] : يَقولونَ : عَظَّمَ اللَّهُ اُجورَنا بِمُصابِنا بِالحُسَينِ عليه السلام ، وجَعَلَنا وإيّاكُم مِنَ الطّالِبينَ بِثَأرِهِ مَعَ وَلِيِّهِ الإِمامِ المَهدِيِّ مِن آلِ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله.۳

3 / 2 - 6

الصَّلاةُ وَالدُّعاءُ وَالزِّيارَةُ بِالمَأثورِ

۱۹۹۰.مصباح المتهجّد عن عبد اللَّه بن سنان : دَخَلتُ عَلى‏ سَيِّدي أبي عَبدِ اللَّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ عليه السلام في يَومِ

1.الأمالي للصدوق : ص ۱۹۰ ح ۱۹۹ ، الإقبال : ج ۳ ص ۲۸ ، روضة الواعظين : ص ۱۸۷ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۲۸۴ ح ۱۷ .

2.الكافي : ج ۴ ص ۱۴۷ ح ۷ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۹۵ ح ۴۰ .

3.كامل الزيارات : ص ۳۲۶ ح ۵۵۶ ، مصباح المتهجّد : ص ۷۷۳ عن صالح بن عقبة عن أبيه ، بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۲۹۰ ح ۱ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1970441
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به