1343
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

ثُمَّ ارفَع يَدَيكَ وَاقنُت بِهذَا الدُّعاءِ ، وقُل وأنتَ تومِئُ إلى‏ أعداءِ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وعَلَيهِم :
اللَّهُمَّ ، إنَّ كَثيراً مِنَ الاُمَّةِ ناصَبَتِ المُستَحفَظينَ مِنَ الأَئِمَّةِ ، وكَفَرَت بِالكَلِمَةِ وعَكَفَت عَلَى القادَةِ الظَّلَمَةِ ، وهَجَرَتِ الكِتابَ وَالسُّنَّةَ ، وعَدَلَت عَنِ الحَبلَينِ الَّذَينِ أمَرتَ بِطاعَتِهِما وَالتَّمَسُّكِ بِهِما ، فَأَماتَتِ الحَقَّ وجارَت عَنِ القَصدِ ، ومالَأَتِ‏۱ الأَحزابَ وحَرَّفَتِ الكِتابَ ، وكَفَرَت بِالحَقِّ لَمّا جاءَها ، وتَمَسَّكَت بِالباطِلِ لَمَّا اعتَرَضَها ، وضَيَّعَت حَقَّكَ وأضَلَّت خَلقَكَ ، وقَتَلَت أولادَ نَبِيِّكَ وخِيَرَةَ عِبادِكَ وحَمَلَةَ عِلمِكَ ووَرَثَةَ حِكمَتِكَ ووَحيِكَ .
اللَّهُمَّ ، فَزَلزِل أقدامَ أعدائِكَ وأعداءِ رَسولِكَ وأهلِ بَيتِ رَسولِكَ ، اللَّهُمَّ ، وأخرِب دِيارَهُم وَافلُل سِلاحَهُم ، وخالِف بَينَ كَلِمَتِهِم وفُتَّ في أعضادِهِم ، وأوهِن كَيدَهُم وَاضرِبهُم بِسَيفِكَ القاطِعِ ، وَارمِهِم بِحَجَرِكَ الدّامِغِ ، وطُمَّهُم بِالبَلاءِ طَمّاً ، وقُمَّهُم‏۲ بِالعَذابِ قَمّاً ، وعَذِّبهُم عَذاباً نُكراً ، وخُذهُم بِالسِّنينَ‏۳وَالمَثُلاتِ‏۴الَّتي أهلَكتَ بِها أعداءَكَ ، إنَّكَ ذو نَقِمَةٍ مِنَ المُجرِمينَ ، اللَّهُمَّ ، إنَّ سُنَّتَكَ ضائِعَةٌ ، وأحكامَكَ مُعَطَّلَةٌ ، وعِترَةَ نَبِيِّكَ فِي الأَرضِ هائِمَةٌ .
اللَّهُمَّ ، فَأَعِنِ الحَقَّ وأهلَهُ وَاقمَعِ الباطِلَ وأهلَهُ ، ومُنَّ عَلَينا بِالنَّجاةِ وَاهدِنا إلَى الإِيمانِ ، وعَجِّل فَرَجَنا وَانظِمهُ بِفَرَجِ أولِيائِكَ ، وَاجعَلهُم لَنا وُدّاً وَاجعَلنا لَهُم وَفداً ، اللَّهُمَّ ، وأهلِك مَن جَعَلَ يَومَ قَتلِ ابنِ نَبِيِّكَ وخِيَرَتِكَ عيداً ، وَاستَهَلَّ بِهِ فَرَحاً ومَرَحاً ، وخُذ آخِرَهُم كَما أخَذتَ أوَّلَهُم ، وأضعِفِ اللَّهُمَّ العَذابَ وَالتَّنكيلَ عَلى‏ ظالِمِي أهلِ بَيتِ نَبِيِّكَ ، وأهلِك أشياعَهُم وقادَتَهُم ، وأبِر۵حُماتَهُم وجَماعَتَهُم .
اللَّهُمَّ ، وضاعِف صَلَواتِكَ ورَحمَتَكَ وبَرَكاتِكَ عَلى‏ عِترَةِ نَبِيِّكَ ، العِترَةِ الضّائِعَةِ الخائِفَةِ المُستَذَلَّةِ ، بَقِيَّةِ الشَّجَرَةِ الطَّيِّبَةِ الزّاكِيَةِ المُبارَكَةِ ، وأعلِ اللَّهُمَّ كَلِمَتَهُم ، وأفلِج‏۶ حُجَّتَهُم ، وَاكشِفِ

1.مالأته على الأمر : ساعدته عَلَيهِ وشايعته (لسان العرب : ج ۱ ص ۱۵۹ «ملأ») .

2.قُمَّهُم : أي استَأصِلْهُم ولا تدع أحداً منهم (راجع : لسان العرب : ج ۱۲ ص ۴۹۳ «قمم») .

3.السَّنَةُ : الجَدب (المصباح المنير : ص ۲۹۲ «سنه») .

4.المَثُلات : أي عُقوبات أمثالهم من المكذِّبين (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۶۷۱ «مثل») .

5.أبارَهُ اللَّهُ : أهْلَكَهُ (لسان العرب : ج‏۴ ص‏۸۶ «بور») .

6.أفلَجَ اللَّه حجّته : أظهرها (المصباح المنير : ص ۴۸۰ «فلج») .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
1342

تَقرَأُ فِي الاُولى‏ سورَةَ الحَمدِ و«قُلْ يَأَيُّهَا الْكَفِرُونَ»۱ ، وفِي الثّانِيَةِ : الحَمدَ و«قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ»۲ ، ثُمَّ تُصَلّي رَكعَتَينِ اُخرَيَينِ ، تَقرَأُ فِي الاُولى‏ : الحَمدَ وسورَةَ الأَحزابِ ، وفِي الثّانِيَةِ : الحَمدَ و«إِذَا جَآءَكَ الْمُنَفِقُونَ»۳ ، أو ما تَيَسَّرَ مِنَ القُرآنِ .
ثُمَّ تُسَلِّمُ‏۴وتُحَوِّلُ وَجهَكَ نَحوَ قَبرِ الحُسَينِ عليه السلام ومَضجَعِهِ ، فَتُمَثِّلُ لِنَفسِكَ مَصرَعَهُ ومَن كانَ مَعَهُ مِن وُلدِهِ وأهلِهِ ، وتُسَلِّمُ وتُصَلّي عَلَيهِ ، وتَلعَنُ قاتِليهِ وتَبرَأُ مِن أفعالِهِم ، يَرفَعُ اللَّهُ عزّ وجلّ لَكَ بِذلِكَ فِي الجَنَّةِ مِنَ الدَّرَجاتِ ، ويَحُطُّ عَنكَ مِنَ السَّيِّئاتِ .
ثُمَّ تَسعى‏ مِنَ المَوضِعِ الَّذي أنتَ فيهِ - إن كانَ صَحراءَ أو فَضاءً أو أيَّ شَي‏ءٍ كانَ - خُطُواتٍ ، تَقولُ في ذلِكَ : «إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّآ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ»۵ ، رِضىً بِقَضاءِ اللَّهِ وتَسليماً لِأَمرِهِ ، وَليَكُن عَلَيكَ في ذلِكَ الكَآبَةُ وَالحُزنُ ، وأكثِر مِن ذِكرِ اللَّهِ سُبحانَهُ وَالاِستِرجاعِ في ذلِكَ اليَومِ .
فَإِذا فَرَغتَ مِن سَعيِكَ وفِعلِكَ هذا ، فَقِف في مَوضِعِكَ الَّذي صَلَّيتَ فيهِ ، ثُمَّ قُل :
اللَّهُمَّ عَذِّبِ الفَجَرَةَ الَّذينَ شاقّوا رَسولَكَ وحارَبوا أولِياءَكَ ، وعَبَدوا غَيرَكَ وَاستَحَلّوا مَحارِمَكَ ، وَالعَنِ القادَةَ وَالأَتباعَ ومَن كانَ مِنهُم فَخَبَ‏۶وأوضَعَ مَعَهُم أو رَضِيَ بِفِعلِهِم لَعناً كَثيراً . اللَّهُمَّ وعَجِّل فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجعَل صَلَواتِكَ عَلَيهِ وعَلَيهِم ، وَاستَنقِذهُم مِن أيدِي المُنافِقينَ المُضِلّينَ وَالكَفَرَةِ الجاحِدينَ ، وَافتَح لَهُم فَتحاً يَسيراً ، وأتِح لَهُم رَوحاً وفَرَجاً قَريباً ، وَاجعَل لَهُم مِن لَدُنكَ عَلى‏ عَدُوِّكَ وعَدُوِّهِم سُلطاناً نَصيراً .

1.الكافرون : ۱ .

2.الإخلاص : ۱ .

3.المنافقون : ۱ .

4.في الإقبال : «ثمّ تسلّم وتحوّل وجهك نحو قبر أبي عبد اللَّه عليه السلام وتمثّل بين يديك مصرعه ، وتفرغ ذهنك وجميع بدنك وتجمع له عقلك ، ثمّ تلعن قاتله ألف مرّة ، يُكتب لك بكلّ لعنة ألف حسنة ، ويُمحى عنك ألف سيّئة ، ويُرفع لك ألف درجة في الجنّة . ثمّ تسعى من الموضع الذي صلّيت فيه سبع مرّات وأنت تقول في كلّ مرّة من سعيك : «إنّا للَّه وإنّا إليه راجعون ، رِضىً بقضاء اللَّه وتسليماً لأمره» سبع مرّات وأنت في كلّ ذلِكَ عليك الكآبة والحزن ثاكلاً حزيناً متأسّفاً . فإذا فرغت من ذلِكَ وقفت في موضعك الذي صلّيت فيه وقلت سبعين مرّة . . .» . وذكر نحو الدعاء الآتي .

5.البقرة : ۱۵۶ .

6.الخَبَبُ : ضرب من العَدو (النهاية : ج ۲ ص ۳ «خبب») .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2001816
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به