1345
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

فَأَسأَلُكَ يا إلهي وسَيِّدي مُتَضَرِّعاً إلَيكَ بِجودِكَ وكَرَمِكَ ، بَسطَ أمَلي وَالتَّجاوُزَ عَنّي ، وقَبولَ قَليلِ عَمَلي وكَثيرِهِ ، وَالزِّيادَةَ في أيّامي وتَبليغي ذلِكَ المَشهَدَ ، وأن تَجعَلَني مِمَّن يُدعى‏ فَيُجيبُ إلى‏ طاعَتِهِم ومُوالاتِهِم ونَصرِهِم ، وتُرِيَني ذلِكَ قَريباً سَريعاً في عافِيَةٍ إنَّكَ عَلى‏ كُلِّ شَي‏ءٍ قَديرٌ .
ثُمَّ ارفَع رَأسَكَ إلَى السَّماءِ وقُل :
أعوذُ بِكَ أن أكونَ مِنَ الَّذينَ لا يَرجونَ أيّامَكَ ، فَأَعِذني يا إلهي بِرَحمَتِكَ مِن ذلِكَ .
فَإِنَّ هذا أفضَلُ يَابنَ سِنانٍ ! مِن كَذا وكَذا حَجَّةً ، وكَذا وكَذا عُمرَةً تَتَطَوَّعُها وتُنفِقُ فيها مالَكَ وتَنصِبُ فيها بَدَنَكَ وتُفارِقُ فيها أهلَكَ ووَلَدَكَ .
وَاعلَم أنَّ اللَّهَ تَعالى‏ يُعطي مَن صَلّى‏ هذِهِ الصَّلاةَ في هذَا اليَومِ ودَعا بِهذا الدُّعاءِ مُخلِصاً ، وعَمِلَ هذَا العَمَلَ موقِناً مُصَدِّقاً عَشرَ خِصالٍ مِنها : أن يَقِيَهُ اللَّهُ ميتَةَ السَّوءِ ، ويُؤمِنَهُ مِنَ المَكارِهِ وَالفَقرِ ، ولا يُظهِرَ عَلَيهِ عَدُوّاً إلى‏ أن يَموتَ ، ويَقِيَهُ‏۱ اللَّهُ مِنَ الجُنونِ وَالجُذامِ وَالبَرَصِ في نَفسِهِ ووُلدِهِ إلى‏ أربَعَةِ أعقابٍ لَهُ ، ولا يَجعَلَ لِلشَّيطانِ ولِأَولِيائِهِ عَلَيهِ ولا عَلى‏ نَسلِهِ إلى‏ أربَعَةِ أعقابٍ سَبيلاً .
قالَ ابنُ سِنانٍ : فَانصَرَفتُ وأنَا أقولُ : الحَمدُ للَّهِ‏ِ الَّذي مَنَّ عَلَيَّ بِمَعرِفَتِكُم وحُبِّكُم ، وأسأَ لُهُ المَعونَةَ عَلَى المُفتَرَضِ عَلَيَّ مِن طاعَتِكُم بِمَنِّهِ ورَحمَتِهِ .۲

1.في المصدر : «ويوقيه» ، والتصويب من بحار الأنوار والمزار الكبير ومصباح الزائر .

2.مصباح المتهجّد : ص ۷۸۲ ، المزار الكبير : ص ۴۷۳ ح ۶ ، مصباح الزائر : ص ۲۶۱ ، الإقبال : ج ۳ ص ۶۵ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۳۰۳ ح ۴ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
1344

البَلاءَ وَاللَّأواءَ۱ وحَنادِسَ‏۲الأَباطيلِ وَالعَمى‏ عَنهُم ، وثَبِّت قُلوبَ شيعَتِهِم وحِزبِكَ عَلى‏ طاعَتِهِم ووِلايَتِهِم ونُصرَتِهِم ومُوالاتِهِم ، وأعِنهُم وَامنَحُهمُ الصَّبرَ عَلَى الأَذى‏ فيكَ ، وَاجعَل لَهُم أيّاماً مَشهودَةً وأوقاتاً مَحمودَةً مَسعودَةً يوشِكُ فيها۳ فَرَجُهُم ، وتوجِبُ فيها تَمكينَهُم ونَصرَهُم ، كَما ضَمِنتَ لِأَولِيائِكَ في كِتابِكَ المُنزَلِ ؛ فَإِنَّكَ قُلتَ وقَولُكَ الحَقُّ :«وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمْ وَ عَمِلُواْ الصَّلِحَتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِى ارْتَضَى‏ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن‏ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِى لَا يُشْرِكُونَ بِى شَيئاً» .۴
اللَّهُمَّ فَاكشِف غُمَّتَهُم يا مَن لا يَملِكُ كَشفَ الضُّرِّ إلّا هُوَ ، يا أحَدُ يا حَيُّ يا قَيّومُ ، وأنَا يا إلهي عَبدُكَ الخائِفُ مِنكَ وَالرّاجِعُ إلَيكَ ، السّائِلُ لَكَ المُقبِلُ عَلَيكَ ، اللاجِئُ إلى‏ فِنائِكَ ، العالِمُ بِأَنَّهُ لا مَلجَأَ مِنكَ إلّا إلَيكَ .
اللَّهُمَّ فَتَقَبَّل دُعائي ، وَاسمَع يا إلهي عَلانِيَتي ونَجوايَ ، وَاجعَلني مِمَّن رَضيتَ عَمَلَهُ وقَبِلتَ نُسُكَهُ ونَجَّيتَهُ بِرَحمَتِكَ إنَّكَ أنتَ العَزيزُ الكَريمُ . اللَّهُمَّ وصَلِّ أوَّلاً وآخِراً عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وبارِك عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وارحَم مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ ، بِأَكمَلِ وأفضَلِ ما صَلَّيتَ وبارَكتَ وتَرَحَّمتَ عَلى‏ أنبِيائِكَ ورُسُلِكَ ومَلائِكَتِكَ وحَمَلَةِ عَرشِكَ بِلا إلهَ إلّا أنتَ .
اللَّهُمَّ ولا تُفَرِّق بَيني وبَينَ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وعَلَيهِم ، وَاجعَلني يا مَولايَ مِن شيعَةِ مُحَمَّدٍ وعَلِيٍّ وفاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَينِ وذُرِّيَّتِهِمُ الطّاهِرَةِ المُنتَجَبَةِ ، وهَب لِيَ التَّمَسُّكَ بِحَبلِهِم وَالرِّضى‏ بِسَبيلِهِم وَالأَخذِ بِطَريقَتِهِم ، إنَّكَ جَوادٌ كَريمٌ .
ثُمَّ عَفِّر وَجهَكَ فِي الأَرضِ ، وُقل :
يا مَن يَحكُمُ ما يَشاءُ ويَفعَلُ ما يُريدُ ، أنتَ حَكَمتَ فَلَكَ الحَمدُ مَحموداً مَشكوراً ، فَعَجِّل يا مَولايَ فَرَجَهُم وفَرَجَنا بِهِم ؛ فَإِنَّكَ ضَمِنتَ إعزازَهُم بَعدَ الذِّلَّةِ ، وتَكثيرَهُم بَعدَ القِلَّةِ ، وإظهارَهُم بَعدَ الخُمولِ ، يا أصدَقَ الصّادِقينَ ويا أرحَمَ الرّاحِمينَ .

1.الَّلأْواءُ : الشِّدَّة وضيق المعيشة (لسان العرب : ج ۱۵ ص ۲۳۸ «لأي») .

2.حِنْدِسٌ : أي شديد الظُّلْمَة (النهاية : ج ۱ ص ۴۵۰ «حندس») .

3.في المصدر : «تها أوراقيها» بدل «يوشك فيها» ، وهي كما ترى ، والصواب ما أثبتناه كما في المصادر الاُخرى‏ .

4.النور : ۵۵ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1979709
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به