إيضاح حول عبارة «أنا قتيل العبرة»
إضافة كلمة «قتيل» إلى «العبرة» هي من باب إضافة السبب إلى المسبّب ، وبناءً على ذلك ، فإنّ جملة «أنا قَتيلُ العَبَرةِ» تعني أنّ قتلي سبب للبكاء، ولذلك فإنّ الجملة المذكورة فسّرت كذلك في الروايات :
أنا قَتيلُ العَبرَةِ ، لا يَذكُرُني مُؤمِنٌ إلّا استَعبَرَ .۱لا يَذكُرُهُ مُؤمِنٌ إلاّ بَكى .۲
يقول العلّامة المجلسي في إيضاح الجملة المذكورة:
«أنا قَتيلُ العَبَرةِ» أي قتيلٌ منسوبٌ إلى العبرة والبكاء وسببٌ لها . أو اُقتل مع العبرة والحزن وشدّة الحال . والأوّل أظهر .۳
ويبدو أنّ الاحتمال الأوّل هو المتعيّن وليس هو الأظهر ، وذلك بسبب انطباقه مع الروايات التي أشرنا إليها ، وانسجامه مع منزلة الإمامة والعظمة الروحيّة للإمام الحسين عليه السلام، كما قال العلّامة المجلسي .
وفي الحقيقة فإنّ جملة «أنا قتيل العبرة» إشارة إلى ظاهرة تاريخيّة واجتماعيّة مهمّة ، وهي أنّ مقتل أيّ شخص لم يكن وسوف لا يكون محزناً ومبكياً طيلة التاريخ كمقتل سيّد الشهداء.
لقد قُتل اُناسٌ كثيرون على مرّ التاريخ ولكن لم يبكِ عليهم أحد، وقُتل الكثيرون ولكن البكاء عليهم كان موقّتاً ، وقُتل الكثيرون ولكنّهم لم يتركوا تأثيرهم إلّا على فئة خاصّة ، مع أنّه