فَغَيَّبَ اللَّهُ سُبحانَهُ واحِداً مِنهُم ، فَشابَ رَأسُهُ مِنَ الحُزنِ ، وَاحدَودَبَ ظَهرُهُ مِنَ الغَمِّ وَالهَمِّ ، وذَهَبَ بَصَرُهُ مِنَ البُكاءِ ، وَابنُهُ حَيٌّ في دارِ الدُّنيا ؛ وأنَا رَأَيتُ أبي وأخي وسَبعَةَ عَشَرَ مِن أهلِ بَيتي صَرعى مَقتولينَ ، فَكَيفَ يَنقَضي حُزني ويَقِلُّ بُكائي؟۱
۲۰۵۵.الملهوف : قَد رُوِيَ عَن مَولانا زَينِ العابِدينَ عليه السلام - وهُو ذُو الحِلمِ الَّذي لا يَبلُغُ الوَصفُ إلَيهِ - إنَّهُ كانَ كَثيرَ البُكاءِ لِتِلكَ البَلوى ، عَظيمَ البَثِّ وَالشَّكوى.۲
۲۰۵۶.الدعوات : لَمّا بَعَثَ المُختارُ بِرَأسِ عُمَرَ بنِ سَعدٍ عَلَيهِ اللَّعنَهُ إلَيهِ ، وقالَ : لا تُعلِم أحَداً ما مَعَكَ حَتّى يَضَعَ الغِذاءَ ، فَدَخَلَ وقَد وُضِعَتِ المائِدَةُ ، فَخَرَّ زَينُ العابِدينَ عليه السلام ساجِداً ، وبَكى وأطالَ البُكاءَ ، ثُمَّ جَلَسَ .
فَقالَ : الحَمدُ للَّهِِ الَّذي أدرَكَ لي بِثَأري قَبلَ وَفاتي.۳
4 / 13
بُكاءُ الإِمامِ الباقِرِ عليه السلام
۲۰۵۷.مروج الذهب عن مُحَمَّد بن سليمان النوفلي : لَمّا قالَ الكُمَيتُ بنُ زَيدٍ الأَسَدِيُّ - مِن أسَدِ مُضَرَ بنِ نِزارٍ - الهاشِمِيّاتِ... فَحينَئِذٍ قَدِمَ المَدينَةَ ، فَأَتى أبا جَعفَرٍ مُحَمَّدَ بنَ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليهم السلام ، فَأَذِنَ لَهُ لَيلاً وأنشَدَهُ ، فَلَمّا بَلَغَ مِنَ الميمِيَّةِ قَولَهُ :
وقَتيلٍ بِالطَّفِّ غَودِرَ مِنهُمبَينَ غَوغاءِ۴اُمَّةٍ وطَغامِ۵
بَكى أبو جَعفَرٍ عليه السلام ، ثُمَّ قالَ : يا كُمَيتُ ! لَو كانَ عِندَنا مالٌ لَأَعطَيناكَ ، ولكِن لَكَ ما قالَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله لِحَسّانِ بنِ ثابِتٍ : لازِلتَ مُؤَيَّداً بِروحِ القُدُسِ ما ذَبَبتَ عَنّا أهلَ البَيتِ .۶
1.الملهوف : ص ۲۳۴ ، مسكّن الفؤاد : ص ۹۲ ، نزهة الناظر : ص ۹۴ ح ۳۱ ، أعلام الدين : ص ۳۰۰ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۷۸ ص ۱۶۱ ح ۲۱ .
2.الملهوف : ص ۲۳۳ .
3.الدعوات : ص ۱۶۲ ح ۴۴۹ .
4.غَوغَاءُ النّاس : أصل الغَوْغاء الجَراد حين يَخِفُّ للطيران ، ثمّ استعير للسّفلَة من الناس والمتسرّعين إلى الشرّ (النهاية : ج ۳ ص ۳۹۶ «غوغ») .
5.الطّغامُ : أوغاد الناس وأراذلهم (تاج العروس : ج ۱۷ ص ۴۴۱ «طغم») .
6.مروج الذهب : ج ۳ ص ۲۴۲ .