صادِي الحَشا وحُسامُهُ رَيّانُ مِنماءِ الطُّلى۱وَغِرارُهُ۲لَم يَبرُدِ
يَشكو لِخَيرِ أبٍ ظَماهُ ومَا اشتَكىظَمَأَ الحَشى إلّا إلَى الظّامِي الصَّدي
فَانصاعَ يُؤثِرُهُ عَلَيهِ بِريقِهِلَو كانَ ثَمَّةَ ريقُهُ لَم يَجمُدِ
كُلٌّ حَشاشَتُهُ كَصالِيَةِ الغَضاولِسانُهُ ظَمِئٌ كَشِقَّةِ مِبرَدِ۳
۲۱۴۳.ديوان الجواهري [مِن قَصيدَةٍ عَصماءَ لمحمّد مهدي الجَواهِرِيِّ يَرثي بِها سَيِّدَ الشُّهداءِ عليه السلام۴:
فِداءً لِمَثواكَ مِن مَضجَعِتَنَوَّرَ بِالأَبلَجِ۵الأَروَعِ
بِأَعبقَ مِن نَفحاتِ الجنانِ روحَاً۶، ومِن مِسكِها أضوَعِ۷
ورَعياً لِيَومِكَ يَومِ «الطُّفوفِ»۸وسَقيَاً لِأَرضِكَ مِن مَصرَعِ...
ويا عِظَةَ الطّامِحينَ العِظامِللِاهينَ عَن غَدِهِم قُنَّعِ
تَعالَيت مِن مُفزِعِ لِلحُتوفِ۹وبورِكَ قَبرُكَ مِن مَفزَعِ
تَلوذُ الدُّهورُ فَمِن سُجَّدٍعَلى جانِبَيهِ، ومِن رُكَّعِ
شَمَمتُ ثَراكَ فَهَبَّ النَّسيمُنَسِيمُ الكَرامَةِ مِن بَلقَعِ۱۰
1.الطُّلى : الأعناق (الصحاح : ج ۶ ص ۲۴۱۴) .
2.الغرارُ : حدُّ السيف والرمح والسهم (لسان العرب : ج ۵ ص ۱۶ «غرر») .
3.أدب الطفّ : ج ۹ ص ۲۲۸ ، رياض المدح والرثاء : ص ۸۴ .
4.]ألقاها الشاعر في حفلٍ أُقيم في كربلاء يوم ۲۶ / ۱۱ / ۱۹۴۷ لذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام المصادف ل ۱۳ / محرّم / ۱۳۶۷ ه ق . وقد كُتب خمسة عشر بيتاً من هذا القصيدة بالذهب على الباب الرئيسي الذي يؤدّي إلى الرواق الحسيني .
وقد أوردنا هذه القصيدة في مراثي القرن الخامس عشر باعتبار وفاة الشاعر ، وإلّا فإنّ من حقّها أن تُذكر في مراثي القرن الرابع عشر .
5.الأبلجُ : المُشرقُ المضيء ( مجمع البحرين : ج ۱ ص ۱۸۱ « بلج » ) .
6.رَوحاً : أي نسيم الريح ( النهاية : ج ۲ ص ۲۷۲ « روح » ) .
7.ضاعَ المِسكُ يضوعُ : فاحت رائحته وانتشرت ( مجمع البحرين : ج ۲ ص ۱۰۸۸ « ضوع » ) .
8.الطفوفُ : جمع طفّ وهو ساحل البحر وجانب البرّ ، ومنه حديث مقتل الحسين عليه السلام : إنّه يُقتل بالطفّ ، سمّي به لأنّه طرف البرّ ممّا يلي الفرات ، وكانت تجري يومئذٍ قريباً منه ( النهاية : ج ۳ ص ۱۲۹ « طفف » ) .
9.الحَتفُ : الموت والجمع الحُتوف ( مجمع البحرين : ج ۱ ص ۳۵۸ « حتف » ) .
10.البَلقعُ : هي الأرض القفر التي لا شيء بها ( النهاية : ج ۱ ص ۱۵۳ « بلقع » ) .