1419
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

وكُنتَ للَّهِ‏ِ طائِعاً ، ولِجَدِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وآلِهِ تابِعاً ، ولِقَولِ أبيكَ سامِعاً ، وإلى‏ وَصِيَّةِ أخيكَ مُسارِعاً ، ولِعِمادِ الدّينِ رافِعاً ، ولِلطُّغيانِ قامِعاً ، ولِلطُّغاةِ مُقارِعاً ، ولِلاُمَّةِ ناصِحاً . وفي غَمَراتِ المَوتِ سابِحاً ، ولِلفُسّاقِ مُكافِحاً ، وبِحُجَجِ اللَّهِ قائِماً ، ولِلإِسلامِ وَالمُسلِمينَ راحِماً ، ولِلحَقِّ ناصِراً ، وعِندَ البَلاءِ صابِراً ، ولِلدّينِ كالِئاً ،۱ وعَن حَوزَتِهِ مُرامِياً ، وعَن شَريعَتِهِ مُحامِياً .۲
تَحوطُ الهُدى‏ وتَنصُرُهُ ، وتَبسُطُ العَدلَ وتَنشُرُهُ ، وتَنصُرُ الدّينَ وتُظهِرُهُ ، وتَكُفُّ العابِثَ وتَزجُرُهُ ، وتَأخُذُ لِلدَّنِيِّ مِنَ الشَّريفِ ، وتُساوي فِي الحُكمِ بَينَ القَوِيِّ وَالضَّعيفِ .
كُنتَ رَبيعَ الأَيتامِ ، وعِصمَةَ الأَنامِ ، وعِزَّ الإِسلامِ ، ومَعدِنَ الأَحكامِ ، وحَليفَ الإِنعامِ ، سالِكاً طَرائِقَ جَدِّكَ وأبيكَ ، مُشَبَّهاً فِي الوَصِيَّةِ لِأَخيكَ ، وَفِيَّ الذِّمَمِ ،۳ رَضِيَّ الشِّيَمِ ،۴ ظاهِرَ الكَرَمِ ، مُتَهَجِّداً فِي الظُّلَمِ ، قَويمَ الطَّرائِقِ ، كَريمَ الخَلائِقِ ، عَظيمَ السَّوابِقِ ، شَريفَ النَّسَبِ ، مُنيفَ الحَسَبِ ، رَفيعَ الرُّتَبِ ، كَثيرَ المَناقِبِ ، مَحمودَ الضَّرائِبِ ، جَزيلَ المَواهِبِ ، حَليمٌ رَشيدٌ مُنيبٌ ، جَوادٌ عليمٌ شَديدٌ ، إمامٌ شَهيدٌ ، أوّاهٌ‏۵مُنيبٌ ، حَبيبٌ مَهيبٌ .
كُنتَ لِلرَّسولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وآلِهِ وَلَداً ، ولِلقُرآنِ مُنقِذاً ، ولِلاُمَّةِ عَضُداً ، وفِي الطّاعَةِ مُجتَهِداً ، حافِظاً لِلعَهدِ وَالميثاقِ ، ناكِباً۶ عَن سُبُلِ الفُسّاقِ ، باذِلاً لِلمَجهودِ ، طَويلَ الرُّكوعِ وَالسُّجودِ .
زاهِداً فِي الدُّنيا زُهدَ الرّاحِلِ عَنها ، ناظِراً إلَيها بِعَينِ المُستَوحِشينَ مِنها ، آمالُكَ عَنها مَكفوفَةٌ ، وهِمَّتُكَ عَن زينَتِها مَصروفَةٌ ، وألحاظُكَ عَن بَهجَتِها مَطروفَةٌ ، ورَغبَتُكَ فِي

1.كَلَأهُ : أي حفظه وحرسه (الصحاح : ج ۱ ص ۶۹ «كلأ») .

2.ليس في بحار الأنوار : «وعن شريعته محامياً» .

3.الذِّمّة والذِّمامُ : وهما بمعنى العهد والأمان والضمان والحرمة والحقّ (النهاية : ج ۲ ص ۱۶۸ «ذمم») .

4.الشِّيمَةُ : الخُلْقُ (الصحاح : ج ۵ ص ۱۹۶۴ «شيم») .

5.الأوّاهُ : المتأوّه المُتضَرِّع (النهاية : ج ۱ ص ۸۲ «أوه») .

6.نَكَبَ عنه : عَدَلَ (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۱۳۴ «نكب») .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
1418

السَّليبِ ، السَّلامُ عَلَى الثَّغرِ المَقروعِ بِالقَضيبِ ، السَّلامُ عَلَى الوَدَجِ‏۱المَقطوعِ ،۲ السَّلامُ عَلَى الرَّأسِ المَرفوعِ ، السَّلامُ عَلَى الأَجسامِ العارِيَةِ فِي الفَلَواتِ تَنهَشُهَا الذِّئابُ العادِياتُ ، وتَختَلِفُ إلَيهَا السِّباعُ الضّارِياتُ .
السَّلامُ عَلَيكَ يا مَولايَ ، وعَلَى المَلائِكَةِ المَرفوفينَ حَولَ قُبَّتِكَ ، الحافّينَ بِتُربَتِكَ ، الطّائِفينَ بِعَرصَتِكَ ، الوارِدينَ لِزِيارَتِكَ ، السَّلامُ عَلَيكَ فَإِنّي قَصَدتُ إلَيكَ ورَجَوتُ الفَوزَ لَدَيكَ .
السَّلامُ عَلَيكَ سَلامَ العارِفِ بِحُرمَتِكَ ، المُخلِصِ في وِلايَتِكَ ، المُتَقَرِّبِ إلَى اللَّهِ بِمَحَبَّتِكَ ، البَري‏ءِ مِن أعدائِكَ ، سَلامَ مَن قَلبُهُ بِمُصابِكَ مَقروحٌ ، ودَمعُهُ عِندَ ذِكرِكَ مَسفوحٌ ، سَلامَ المَفجوعِ المَحزونِ ، الوالِهِ‏۳المُستَكينِ . سَلامَ مَن لَو كانَ مَعَكَ بِالطُّفوفِ لَوَقاكَ بِنَفسِهِ حَدَّ السُّيوفِ ، وبَذَلَ حُشاشَتَهُ‏۴دونَكَ لِلحُتوفِ‏۵ ، وجاهَدَ بَينَ يَدَيكَ ، ونَصَرَكَ عَلى‏ مَن بَغى‏ عَلَيكَ ، وفَداكَ بِروحِهِ وجَسَدِهِ ومالِهِ ووَلَدِهِ ، وروحُهُ لِروحِكَ فِداءٌ ، وأهلُهُ لِأَهلِكَ وِقاءٌ .
فَلَئِن أخَّرَتنِي الدُّهورُ ، وعاقَني عَن نَصرِكَ المَقدورُ ، ولَم أكُن لِمَن حارَبَكَ مُحارِباً ، ولِمَن نَصَبَ لَكَ العَداوَةَ مُناصِباً ، فَلَأَندُبَنَّكَ صَباحاً ومَساءً ، ولَأَبكِيَنَّ عَلَيكَ بَدَلَ الدُّموعِ دَماً ، حَسرَةً عَلَيكَ وتَأَسُّفاً عَلى‏ ما دَهاكَ وتَلَهُّفاً ، حَتّى‏ أموتَ بِلَوعَةِ المُصابِ وغُصَّةِ الاِكتِيابِ .
أشهَدُ أنَّكَ قَد أقَمتَ الصَّلاةَ وآتَيتَ الزَّكاةَ ، وأمَرتَ بِالمَعروفِ ونَهَيتَ عَنِ المُنكَرِ وَالعُدوانِ ، وأطَعتَ اللَّهَ وما عَصَيتَهُ ، وتَمَسَّكتَ بِهِ وبِحَبلِهِ فَأَرضَيتَهُ وخَشيتَهُ ، وراقَبتَهُ وَاستَجَبتَهُ ، وسَنَنتَ السُّنَنَ ، وأطفَأتَ الفِتَنَ ، ودَعَوتَ إلَى الرَّشادِ ، وأوضَحتَ سُبُلَ السَّدادِ ، وجاهَدتَ فِي اللَّهِ حَقَّ الجِهادِ .

1.الأوْداجُ : هي ما أحاط بالعنق من العروق (النهاية : ج ۵ ص ۱۶۵ «ودج») .

2.ليس في بحار الأنوار : «السلام على‏ الودج المقطوع» .

3.والِهٌ : إذا ذهب عقله من فرح أو حزن (المصباح المنير : ص ۶۷۲ «وَلِهَ») .

4.الحُشاشَة : روح القلب ، ورَمَق من حياة النفس (لسان العرب : ج ۶ ص ۲۸۴ «حشش») .

5.الحَتْفُ : الهلاك (النهاية : ج ۱ ص ۳۳۷ «حتف») .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1979082
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به