كلام حول مدى قيمة الزيارتين المنسوبتين إلى الناحية المقدسة
هناك زيارتان أدرجنا نصّيهما في بداية هذا الفصل تُنسبان إلى الناحية المقدّسة ،۱وبما أنّه ورد فيهما الإشارة إلى مصائب سيّد الشهداء وأصحابه وخاصّة الزيارة الاُولى ، فإنّ الخطباء وذاكري المصائب يستندون إليهما ، ولذلك فإنّ معرفة مدى قيمتهما تحظى بأهمّية كبيرة، ولكن علينا أوّلاً قبل التطرّق لهذا الموضوع الالتفات إلى بعض الملاحظات :
1 . رغم أنّ كلتا الزيارتين تُنسبان إلى الناحية المقدّسة، إلّا أنّ الزيارة المعروفة بزيارة الناحية المقدّسة هي الزيارة الاُولى من هاتين الزيارتين ، وقد وردت في الكتاب الموسوم ب « المزار الكبير » لابن المشهدي۲ .۳
2 . روى العلّامة المجلسي رحمه اللَّه عليه في بحار الأنوار۴الزيارة الاُولى من كتاب المزار للشيخ المفيد أيضاً ، إلّا أنّها غير موجودة في النسخ الموجودة حالياً من كتاب المزار للمفيد .
3 . ذُكر قسم من هذه الزيارة في الزيارة المنسوبة إلى السيّد المرتضى دون نسبتها إلى الناحية المقدّسة ، وقد ذكرناها في الفصل الرابع عشر . ويقول العلّامة المجلسي في هذا المجال :
أمّا الاختلاف الواقع بين تلك الزيارة وبين ما نُسب إلى السيّد المرتضى ، فلعلّه مبنيّ على
1.الناحية المقدّسة اصطلاح استعمله الإماميّة من النصف الأوّل من القرن الثالث الهجري للتعبير عن الإمام الهادي والإمام العسكري والإمام المهدي عليهم السلام حينما كانوا يروون عنهم أو يتكلّمون حولهم بدلاً من التصريح بأسمائهم الشريفة ؛ وذلك بسبب الأوضاع السياسيّة والاجتماعيّة الصعبة آنذاك ، وثمّ استُعمل في التعبير عن الإمام المهدي عليه السلام في عصر الغيبة الصغرى .
2.وهو محمّد بن جعفر المشهدي الحائري (المتوفّي حدود سنة ۵۷۴ ه ق) .
3.المزار الكبير: ص ۴۹۶ - ۵۱۳ .
4.بحار الأنوار: ج ۱۰۱ ص ۳۱۷ .