155
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

الفصل الأوّل : الولادة

1 / 1

الاُسرة

الاُسرة : هي أوّل ما يعكس شخصية أفراد المجتمع وأخلاقهم وثقافاتهم . وفي الغالب تمتدّ جذور الحكماء في الأجداد والاُسر الحكيمة ، و الأنبياء وأوصياؤهم الذين يتسنّمون ذروة الحكمة ، ينحدرون من سلالة الأبرار والصالحين . ولا نجد أحداً من رجال العالم بإمكانه بلوغ شرف الإمام الحسين عليه السلام وأخيه الإمام الحسن عليه السلام وكرامة اُسرتهما ، حيث إنّ جدّهما خاتم الأنبياء ووالدهما سيّد الأوصياء واُمّهما فاطمة الزهراء سيّدة نساء العالمين...
نقرأ في زيارة سيّد الشهداء التي رويت عن الإمام الصادق عليه السلام :
أشهَدُ أنَّكَ كُنتَ نوراً فِي الأَصلابِ الشّامِخَةِ ، وَالأَرحامِ المُطَهَّرَةِ ، لَم تُنَجِّسكَ الجاهِلِيَّةُ بِأَنجاسِها ، ولَم تُلبِسكَ مِن مُدلَهِمّاتِ ثِيابِها .1
وعلى العكس من ذلك الأشرار وأصحاب الخصال الذميمة ، فإنّهم يتربّون عادة في الأحضان السقيمة والملوّثة ، وتمتدّ جذورهم في الاُصول غير الصالحة والاُسر الخبيثة .
وتفيد روايات المصادر المعتبرة بأنّ الإمام الحسين عليه السلام تحدّث في يوم عاشوراء خلال خطبة ملحمية حول تأثير اُسرة ابن زياد الملوّثة في تخيير الإمام بين القتل وقبول ذلّة مبايعة يزيد ، ودور طهارة اُسرته عليه السلام في امتناعه عن قبول الذلّة :
ألا وإنَّ الدَّعِيَّ ابنَ الدَّعِيِّ قَد رَكَزَ بَينَ اثنَتَينِ ، بَينَ السَّلَّةِ وَالذِّلَّةِ ، وهَيهاتَ مِنّا الذِّلَّةُ ، يَأبَى اللَّهُ لَنا ذلِكَ ورَسولُهُ وَالمُؤمِنونَ ، وحُجورٌ طابَت ، وحُجورٌ طَهُرَت ، واُنوفٌ حَمِيَّةٌ ونُفوسٌ

1.مصباح المتهجّد : ص ۷۱۷ ، المزار للشهيد الأوّل : ص ۱۱۷ ، بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۱۹۷ ح ۳۲ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
154
  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1922386
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به