177
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

2 . وفاةُ ابنةٍ للإمام الحسين عليه السلام في خربة الشام‏

2 / 1 . رواية «كامل بهائي»

تُظهر الدراسات أنّ أوّل كتاب ذكر حادثة استشهاد طفلة في الشام هو كتاب كامل بهائي (بالفارسية) لعمادالدين الطبري ( المتوفّى حوالي 700 ه ) ، وهذا هو ترجمة ما ذكره :
جاء في الحاوية۱ أنّ نساء أهل بيت النبوّة كنّ يخفين في حال الأسر أمرَ الرجال الذين كانوا قد استشهدوا في كربلاء على أبنائهنّ وبناتهنّ ، وكنّ يعلّلن الأطفال بأنّ آباءهم قد سافروا وسيعودون ، حتّى جي‏ء بهم إلى بيت يزيد، وكانت هناك طفلة صغيرة عمرها كان أربع سنوات ، استيقظت ذات ليلة من نومها وسألَت : أين أبي الحسين ؛ فقد رأيتُه في المنام في هذه الساعة وقد بدا عليه الاضطراب الشديد؟! فأجهشَت النساءُ والأطفال بالبكاء ، وارتفع العويل والبكاء ، وكان يزيد نائماً فاستيقظ من النوم، وسأل عن ذلك، فأخبروه بما حدث، فأمر اللعينُ في الحال أن يُؤخذ رأس أبيها ويوضع إلى جانبها ، فأتى الملاعين بالرأس ووضعوه إلى جانب تلك الفتاة الّتي لها من العمر أربع سنوات، فسألت: ما هذا؟ فقال الملاعين: هذا رأس أبيكِ، فخافت البنت وصرخت وتألّمت ، فلم تبقَ إلّا أيّاماً قليلة وفاضت روحها .۲
وهذا النصّ يختلف في بعض الجهات عمّا اشتهر بشأن وفاة السيّدة رقية ؛ ذلك لأنّ اسم البنت لم يحدّد في هذا النصّ، وذكر أنّ عمرها كان أربع سنوات لا ثلاث، واعتبر موضع وفاتها بيت يزيد لا الخربة ، وذكر أنّ وفاتها كانت بعد بضعة أيّام من رؤية رأس الإمام الحسين عليه السلام لا عند رؤيته .

2 / 2 . رواية «روضة الشهداء»

الذي أورد هذه الحادثة بعد عماد الدين الطبري على ما وجدنا هو الملّا حسين الكاشفي السبزواري (المتوفّى 910 ه ) في كتابه روضة الشهداء (بالفارسية) ، وقد ذكرها بتفصيل أكثر، ولكنّه لم يذكر هو أيضاً اسم الطفلة ، وحدّد عمرها بأربع سنوات أيضاً ، وذكر أنّ قصر يزيد هو

1.الظاهر أنّ المراد : كتاب الحاوية للقاسم بن محمّد بن أحمد السنّي (الفوائد الرضويّة : ص ۱۱۲) .

2.كامل بهائي «بالفارسيّة» : ج ۲ ص ۱۷۹ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
176

2 . سكينة، اُمّها الرباب بنت امرئ القيس بن عدي.
3 . زينب - ماتت صغيرة - اُمّها شهربانو بنت يزدجرد.
4 . اُمّ كلثوم - ماتت صغيرة - اُمّها شهربانو بنت يزدجرد.۱
وكما نلاحظ فإنّه لم يذكر رقيّة خلال إحصائه لبنات الإمام عليه السلام ، رغم أنّه ذكر أنّ عددهنّ يبلغ أربعاً، ولكنّه يكتب في بيانه للأولاد الذين تبقّوا من ذرّية الإمام قائلاً :
ولم يبق من أولاده - يعني الحسين عليه السلام - إلاّ زين العابدين عليه السلام وفاطمة وسكينة ورقيّة .۲
ومن الممكن أن يقال : إنّ رقيّة هي نفسها اُمّ كلثوم ، ولكن هذا الاحتمال لا ينسجم مع جملة «ولم يَبقَ من أولاده...» ؛ ذلك لأنّ هذه العبارة تشعر بأنّ رقيّة عاشت لسنوات طويلة بعد حادثة كربلاء والأسر إلى الشام، مثل فاطمة وسكينة. إلّا إذا قلنا: إنّه يقصد المتبقين بعد يوم عاشوراء .
وأمّا النقل الآخر الذي يشير إلى اسم رقيّة، فهو ما جاء في بعض نسخ كتاب الملهوف من أنّ الإمام الحسين عليه السلام قد قال لأهل بيته :
يا أُختاه، يا أُمَّ كُلثومٍ، وأنتِ يا زَينَبُ، وأنتِ يا رُقَيَّةُ ، وأنتِ يا فاطِمَةُ ، وأنتِ يا رَبابُ، اُنظُرنَ إذا أنَا قُتِلتُ فَلا تَشققُنَ عَلَيَّ جَيباً ، ولا تَخمِشنَ عَلَيَّ وَجهاً ، ولا تَقُلنَ عَلَيَّ هَجراً .۳
ويمكن القول بشأن هذه الرواية :
أوّلاً : إنّ هذا النصّ لا يوجد في الكثير من نسخ الملهوف .
ثانياً : لا توجد في الرواية المذكورة إشارة إلى أنّ رقية هي ابنة الإمام عليه السلام .
ثالثاً : من المحتمل أن يكون المخاطَب بهذا الكلام هي رقية بنت الإمام علي عليه السلام ، وزوجة مسلم بن عقيل ؛۴ لأنّ أولاد مسلم كانوا يرافقون الإمام، ومن المحتمل قويّاً حضور زوجته أيضاً في كربلاء .

1.لباب الأنساب : ج ۱ ص ۳۴۹ .

2.لباب الأنساب : ج ۱ ص ۳۵۵ .

3.الملهوف : ص ۱۴۱ .

4.راجع : ص ۴۱۶ (القسم الرابع / الفصل الرابع / شهادة مسلم بن عقيل) وص ۱۰۷۰ (القسم السادس / الفصل السادس / كلام حول الأسرى ومن تبقّى بعد واقعة كربلاء) .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1926908
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به