181
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

وقد أخبرني بعض الشوام أنّ للسيدة رقيّة بنت الإمام عليّ كرّم اللَّه وجهه ضريحاً بدمشق الشام ، وأنّ جدران قبرها كانت قد تعيّبت ، فأرادوا إخراجها منه لتجديده فلم يتجاسر أحد أن ينزله من الهيبة ، فحضر شخص من أهل البيت يُدعى السيّد ابن مرتضى ، فنزل في قبرها ، ووضع عليها ثوباً لفّها فيه وأخرجها ، فإذا هي بنت صغيرة دون البلوغ ، وقد ذكرت ذلك لبعض الأفاضل فحدّثني به ناقلاً عن أشياخه .۱
وقد نصّت هذه الرواية على أنّ رقيّة بنت عليّ عليه السلام صاحبة المرقد ، وهي أوّل رواية أشارت إلى موضوع تعيّب القبر .

3 / 3 . رواية «منتخب التواريخ»

في النصف الأوّل من القرن الرابع عشر ذكر الشيخ محمّد هاشم الخراساني (المتوفّى 1352 ه ) في كتاب منتخب التواريخ (بالفارسية)۲قصّة تضرّر القبر بتفصيل أكثر ، فضلاً عن أنّه اعتبر هذا القبر لرقيّة بنت الحسين عليه السلام، وهذا ترجمة روايته :
وقد قال لي العالم الجليل الشيخ محمّد علي الشامي - الذي كان من جملة العلماء والدارسين في النجف الأشرف - : إنّ جدّي المباشر من طرف الاُمّ السيّد إبراهيم الدمشقي الذي ينتهي نسبه إلى السيّد المرتضى علم الهدى - وكان عمره الشريف ينيف على التسعين ، وكان رجلاً شريفاً ومحترماً للغاية - كانت له ثلاث بنات ولم يكن له أولاد ذكور، بأنّ ابنته الكبرى‏ رأت في المنام السيّدة رقيّة بنت الحسين عليه السلام وهي تقول : «قولي لأبيكِ أن يقول للوالي إنّ الماء جرى بين قبري ولحدي ، وإنّ جسمي قد تأذّى ، فقولي له أن يصلح قبري ولحدي» .
فقصّت ابنته الحلم على السيّد ، ولكنّه لم يعمل شيئاً خوفاً من أهل السنّة . وفي الليلة التالية رأت ابنة السيّد الوسطى الحلم نفسه وقصّته لأبيها ، فلم يفعل شيئاً في هذه المرّة أيضاً، وفي الليلة الثالثة رأت ابنة السيّد الصغرى الحلم ذاته وقصّته على الأب ، فلم يحرّك ساكناً في هذه المرّة أيضاً، وفي الليلة الرابعة رأى السيّد نفسه السيّدة رقيّة في منامه وهي تعاتبه

1.نور الأبصار : ص ۱۹۵ .

2.فرغ من تأليفه في ۱۳۴۹ ه .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
180

نُقل أنّ طفلة للإمام الحسين عليه السلام رحلت عن هذه الدنيا في خربة الشام بسبب رؤية رأس أبيها ، ولكنّ هناك اختلافاً بشأن اسمها : هل هي زبيدة ، أم رقيّة ، أم زينب ، أم سكينة؟۱
كما ذَكَر في الصفحات التالية نقلاً عن كتاب رياض الأحزان أنّ اسم هذه المخدّرة كان فاطمة .۲
وقد طُرحت في هذه الرواية عدّة أسماء لهذه الطفلة المتوفّاة في الشام، منها رقيّة .

2 / 6 . «رواية الإيقاد»

بعد بضع سنوات، ذكر شخص يُدعى محمّد علي‏شاه عبدالعظيمي (المتوفّى 1334 ه ) في كتاب الإيقاد لأوّل مرّة وبصراحة اسم الطفلة ، محدّداً عمرها بثلاث سنوات، وهذا هو نصّ ما ذكره :
كان للحسين عليه السلام بنت صغيرة يحبّها وتحبّه ، وقيل: كانت تُسمّى رقيّة ، وكان عمرها ثلاث سنين ، وكانت مع الأسرى في الشام... .۳
كان هذا استعراض ما ذُكر حول وفاة بنت للإمام الحسين عليه السلام في الشام .

3 . المرقد المنسوب إلى السيّدة رقيّة

3 / 1 . رواية «تسلية المجالس»

تعود أوّل وثيقة وصلتنا بشأن المرقد الحالي ، إلى القرن العاشر الهجري ، وما ذكره محمّد بن أبي طالب الحائري الكركي (كان حيّاً في 955 ه ) ، في كتاب تسلية المجالس :
لقد شاهدتُ في ... بلدة دمشق الشام شرقيّ مسجدها الأعظم خربةً - كانت فيما تقدّم مسجداً - مكتوب على صخرة عتبة بابها أسماء النبيّ وآله والأئمّة الاثني عشر عليهم السلام ، وبعدهم: هذا قبر السيّدة ملكة بنت الحسين عليه السلام ابن أميرالمؤمنين .۴

3 / 2 . رواية «نور الأبصار»

ذكر الشبلنجي في القرن الثالث عشر في كتاب نور الأبصار۵حول هذا المرقد قائلاً:

1.شعشعة الحسيني «بالفارسيّة» : ج ۲ ص ۱۷۱ .

2.شعشعة الحسيني «بالفارسيّة» : ج ۲ ص ۱۷۳ .

3.الإيقاد : ص ۱۷۹ .

4.تسلية المجالس : ج ۲ ص ۹۳ .

5.فرغ من تأليفه في ۱۲۹۰ ه .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1970319
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به