197
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله فاطِمَةَ عليها السلام بِقَتلِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَبَكَت ، فَقالَ :
يا فاطِمَةُ ، اصبِري وسَلِّمي ، قالَت : صَبَرتُ وسَلَّمتُ يا رَسولَ اللَّهِ ، فَأَينَ يَكونُ قَتلُهُ ؟ قالَ : يُقتَلُ بِأَرضٍ يُقالُ لَها كَربَلاءُ ، في غُربَةٍ مِنَ الأَهلِ وَالعَشيرَةِ ، يَزورهُ - يا فاطِمَةُ قَومٌ .۱

راجع : ص 187 (سيّد الشهداء من الأوّلين والآخرين)
و ص 214 (إنباؤه بكيفيّة شهادته) .

2 / 6

إنباؤُهُ اُمَّ سَلَمَةَ بِشَهادَتِهِ‏

۴۴.تاريخ دمشق عن داوود : قالَت اُمُّ سَلَمَةَ : دَخَلَ الحُسَينُ عليه السلام عَلى‏ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله فَفَزِعَ ، فَقالَت اُمُّ سَلَمَةَ : ما لَكَ يا رَسولَ اللَّهِ ؟ قالَ : إنَّ جِبريلَ عليه السلام أخبَرَني أنَّ ابني هذا يُقتَلُ ، وأنَّهُ اشتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلى‏ مَن يَقتُلُهُ .۲

۴۵.تاريخ دمشق عن اُمّ سلمة : دَخَلَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله بَيتي ، فَقالَ : لا يَدخُل عَلَيَّ أحَدٌ .
قالَت : فَسَمِعتُ صَوتَهُ ، فَدَخَلتُ فَإِذا عِندَهُ حُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام ، وإذا هُوَ حَزينٌ - أو قالَت : يَبكي - فَقُلتُ : ما لَكَ يا رَسولَ اللَّهِ ؟
قاَل : حَدَّثَني جِبريلُ أنَّ اُمَّتي تَقتُلُ هذا بَعدي .
فَقُلتُ : ومَن يَقتُلُهُ ؟ فَتَناوَلَ مَدَرَةً۳ ، فَقالَ : أهلُ هذِهِ المَدَرَةِ يَقتُلونَهُ .۴

۴۶.الإرشاد عن اُمّ سلمة : بَينا رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ذاتَ يَومٍ جالِسٌ وَالحُسَينُ عليه السلام جالِسٌ في حِجرِهِ ، إذ هَمَلَت عَيناهُ بِالدُّموعِ ، فَقُلتُ لَهُ : يا رَسولَ اللَّهِ ، ما لي أراكَ تَبكي جُعِلتُ فِداكَ ؟

1.فضل زيارة الحسين عليه السلام : ص ۳۴ .

2.تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۱۹۳ ح ۳۵۲۹ ، تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۰۹ ، كنز العمّال : ج ۱۲ ص ۱۲۷ ح ۳۴۳۱۷ .

3.المَدَر : قطع الطين اليابس ، والمدرة : الموضع الذي يؤخذ منه المدر (لسان العرب : ج ۵ ص ۱۶۲ «مدر») .

4.تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۱۹۲ ح ۳۵۲۷ ؛ المناقب للكوفي : ج ۲ ص ۲۴۸ ح ۷۱۴ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
196

ثُمَّ اُغمِيَ عَلَيهِ ، فَجاءَ الحَسَنُ وَالحُسَينُ عليهما السلام يَصيحانِ ويَبكِيانِ ، حَتّى‏ وَقَعا عَلى‏ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، فَأَرادَ عَلِيٌّ عليه السلام أن يُنَحِّيَهُما عَنهُ ، فَأَفاقَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله .
ثُمَّ قالَ : يا عَلِيُّ ، دَعني أشُمُّهُما ويَشُمّانّي ، وأتَزَوَّدُ مِنهُما ويَتَزَوَّدانِ مِنّي ، أما إنَّهُما سَيُظلَمانِ بَعدي ، ويُقتَلانِ ظُلماً ، فَلَعنَةُ اللَّهِ عَلى‏ مَن يَظلِمُهُما ، يَقولُ ذلِكَ ثَلاثاً .۱

۴۱.مسند زيد عن زيد بن عليّ عن أبيه عن جدّه عليّ عليهما السلام : لَمّا ثَقُلَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله في مَرَضِهِ ، وَالبَيتُ غاصٌّ بِمَن فيهِ ، قالَ : اُدعو لِيَ الحَسَنَ وَالحُسَينَ ، فَدَعَوتُهُما ، فَجَعَلَ يَلثِمُهُما حَتّى‏ اُغمِيَ عَلَيهِ ، قالَ: فَجَعَلَ عَلِيٌّ عليه السلام يَرفَعُهُما عَن وَجهِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، قالَ : فَفَتَحَ عَينَيهِ ، فَقالَ : دَعهُما يَتَمَتَّعانِ مِنّي وأتَمَتَّعُ مِنهُما ؛ فَإِنَّهُ سَيُصيبُهُما بَعدي أثَرَةٌ .۲

۴۲.شرح الأخبار : إنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله لَمَّا احتُضِرَ ، دَعا بِالحَسَنِ وَالحُسَينِ عليهما السلام فَوَضَعَهُما عَلى‏ وَجهِهِ ، وجَعَلَ يُقَبِّلُهُما حَتّى‏ اُغمِيَ عَلَيهِ ، فَأَخَذَهُما عَلِيٌّ عليه السلام عَن وَجهِهِ ، فَفَتَحَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله عَينَيهِ ، وقالَ لِعَلِيٍّ عليه السلام : دَعهُما يَستَمتِعانِ مِنّي وأستَمتِعُ مِنهُما ، فَإِنَّهُ سَيُصيبُهُما بَعدي أثَرَةٌ - أرادَ بِالأَثَرَةِ مَا استَأثَرَ بِهِ أهلُ التَّغَلُّبِ مِن حَقِّهِما ، فَأَخَذوهُ لِأَنفُسِهِم ، فَأَثَروهُ بِهِ عَلَيهِما أثَرَةً بِغَيرِ حَقٍّ - .۳

2 / 5

إنباؤُهُ فاطِمَةَ عليها السلام بِشَهادَتِهِ‏

۴۳.فضل زيارة الحسين عليه السلام عن حسن بن زيد عن جعفر بن محمّد عن أبيه [الباقر ]عليهما السلام عن اُمّ سلمة۴: أخبَرَ رَسولُ

1.الأمالي للصدوق : ص ۷۳۶ ح ۱۰۰۴ ، روضة الواعظين : ص ۸۶ ، المناقب لابن شهرآشوب : ج ۱ ص ۲۳۷ نحوه وليس فيه ذيله من «أما إنّهما» ، بحار الأنوار : ج ۲۲ ص ۵۱۰ ح ۹ .

2.مسند زيد : ص ۴۰۴ ، الحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۱۳ ؛ مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۱۱۴ .

3.شرح الأخبار : ج ۳ ص ۹۹ ح ۱۰۲۹ .

4.اُمّ سلمة ، هند بنت أبي اُميّة بن المغيرة القرشيّة المخزوميّة ، اشتهرت بكنيتها . كان أبوها من الأجواد . هاجرت مع زوجها أبي سلمة الى الحبشة ثمّ هاجرت إلى المدينة ، وكانت أوّل ظعينة دخلت إلى المدينة مهاجرة . لمّا مات زوجها من الجراحة التي أصابته في اُحد ، تزوّجها النبيّ صلى اللَّه عليه و آله في سنة (۴ ه) ، روت عن النبيّ صلى اللَّه عليه و آله ، وكانت من الفقهاء الصحابيات ، وقصّة الكساء المعروفة وقعت في بيتها ، فقال لها النبي صلى اللَّه عليه و آله : «إنّك على خير» ، وكانت ذات جمال بارع ورأي ثاقب .كانت من المعروفين بمحبّة أهل البيت عليهم السلام وولائهم . استودعها الحسين عليه السلام صحيفة مختومة وسلاح النبيّ صلى اللَّه عليه و آله وغيرهما من ميراث النبيّ صلى اللَّه عليه و آله ، ثمّ قبضها بعد ذلك عليّ بن الحسين عليه السلام . توفّيت في خلافة يزيد بن معاوية سنة (۶۱ ه) ، ودُفنت بالبقيع (راجع : الطبقات الكبرى: ج ۸ ص ۸۶ - ۹۶ وسير أعلام النبلاء : ج ۲ ص ۲۰۱ - ۲۱۰ والإصابة : ج ۸ ص ۳۴۲ و ۴۰۴ والكافي : ج ۱ ص ۲۳۵ ح‏۷ و۸ وص ۲۸۷ ح ۱ والأمالي للطوسي : ص ۳۶۸ ح ۷۸۳) .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1970347
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به