215
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

عَن دارِ هِجرَتي ، واُبَشِّرُهُ بِالشَّهادَةِ ، فَيَرتَحِلُ عَنها إلى‏ أرضِ مَقتَلِهِ ، ومَوضِعِ مَصرَعِهِ ، أرضِ كَربٍ وبَلاءٍ ، وقَتلٍ وفَناءٍ ، تَنصُرُهُ عِصابَةٌ مِنَ المُسلِمينَ ، اُولئِكَ مِن سادَةِ شُهَداءِ اُمَّتي يَومَ القِيامَةِ ، كَأَنّي أنظُرُ إلَيهِ وقَد رُمِيَ بِسَهمٍ ، فَخَرَّ عَن فَرَسِهِ صَريعاً ، ثُمَّ يُذبَحُ كَما يُذبَحُ الكَبشُ مَظلوماً .۱

۹۸.كفاية الأثر عن عبداللَّه بن العبّاس : دَخَلتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله وَالحَسَنُ عليه السلام عَلى‏ عاتِقِهِ ، وَالحُسَينُ عليه السلام عَلى‏ فَخِذِهِ ، يَلثِمُهُما۲ ويُقَبِّلُهُما ، ويَقولُ : اللَّهُمَّ والِ مَن والاهُما ، وعادِ مَن عاداهُما ،۳ ثُمَّ قالَ : يَابنَ عَبّاسٍ ، كَأَنّي بِهِ وقَد خُضِبَت شَيبَتُهُ مِن دَمِهِ ، يَدعو فَلا يُجابُ ، ويَستَنصِرُ فَلا يُنصَرُ . قُلتُ : مَن يَفعَلُ ذلِكَ يا رَسولَ اللَّهِ ؟
قالَ : شِرارُ اُمَّتي ، ما لَهُم ؟ لا أنالَهُمُ اللَّهُ شَفاعَتي !۴

۹۹.كامل الزيارات عن مسمع بن عبد الملك عن أبي عبد اللَّه [الصادق‏] عليه السلام : كانَ الحُسَينُ عليه السلام مَعَ اُمِّهِ تَحمِلُهُ ، فَأَخَذَهُ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، فَقالَ : لَعَنَ اللَّهُ قاتِليكَ ، ولَعَنَ اللَّهُ سالِبيكَ ، وأهلَكَ اللَّهُ المُتَوازِرينَ عَلَيكَ ، وحَكَمَ اللَّهُ بَيني وبَينَ مَن أعانَ عَلَيكَ !
فَقالَت فاطِمَةُ : يا أبَه ، أيَّ شَي‏ءٍ تَقولُ ؟ قالَ : يا بِنتاه ، ذَكَرتُ ما يُصيبُهُ بَعدي وبَعدَكِ مِنَ الأَذى‏ وَالظُّلمِ وَالغَدرِ وَالبَغيِ ، وهُوَ يَومَئِذٍ في عُصبَةٍ كَأَنَّهُم نُجومُ السَّماءِ ، يَتَهادَونَ إلَى القَتلِ ، وكَأَنّي أنظُرُ إلى‏ مُعَسكَرِهِم ، وإلى‏ مَوضِعِ رِحالِهِم وتُربَتِهِم .
فَقالَت : يا أبَه ، وأينَ هذَا المَوضِعُ الَّذي تَصِفُ ؟ قالَ : مَوضِعٌ يُقالُ لَهُ كَربَلاءُ ، وهِيَ ذاتُ كَربٍ وبَلاءٍ عَلَينا وعَلَى الاُمَّةِ ، يَخرُجُ عَلَيهِم شِرارُ اُمَّتي ، ولَو أنّ أحَدَهُم شَفَعَ لَهُ مَن فِي السَّماواتِ وَالأَرَضينَ ما شُفِّعوا فيهِم ، وهُمُ المُخَلَّدونَ فِي النّارِ .
قالَت : يا أبَه ، فَيُقتَلُ ؟ قالَ : نَعَم يا بِنتاه ، وما قُتِلَ قِتلَتَهُ أحَدٌ كانَ قَبلَهُ ، وتَبكيهِ السَّماواتُ وَالأَرضونَ ، وَالمَلائِكَةُ وَالوَحشُ وَالحيتانُ فِي البِحارِ وَالجِبالُ ، لَو يُؤذَنُ لَها ما بَقِيَ عَلَى

1.الأمالي للصدوق : ص ۱۷۷ ح ۱۷۸ ، بشارة المصطفى : ص ۱۹۹ ، الفضائل : ص ۱۰ ، مثير الأحزان : ص ۲۲ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۲۸ ص ۳۹ ح ۱ .

2.اللَّثْمُ : القُبلة (الصحاح : ج ۵ ص ۲۰۲۷ «لثم») .

3.في المصدر : «عادهما» ، والتصويب من بحار الأنوار .

4.كفاية الأثر : ص ۱۶ ، مستدرك الوسائل : ج ۱۰ ص ۲۷۶ ح ۱۲۰۰۹ نقلاً عن الغيبة لابن شاذان ، بحار الأنوار : ج ۳۶ ص ۲۸۵ ح ۱۰۷ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
214

۹۴.عيون أخبار الرضا عليه السلام بإسناده عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله :إنَّ موسَى بنَ عِمرانَ سَأَلَ رَبَّهُ عزّ وجلّ ، فَقالَ : يا رَبِّ ، إنَّ أخي هارونَ ماتَ ، فَاغفِر لَهُ ، فَأَوحَى اللَّهُ تَعالى‏ إلَيهِ : يا موسى‏ ، لَو سَأَلتَني فِي الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ لَأَجَبتُكَ ما خَلا قاتِلَ الحُسَينِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام ، فَإِنّي أنتَقِمُ لَهُ مِن قاتِلِهِ ... .۱

۹۵.عيون أخبار الرضا عليه السلام بإسناده عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله :تُحشَرُ ابنَتي فاطِمَةُ يَومَ القِيامَةِ ، ومَعَها ثِيابٌ مَصبوغَةٌ بِالدَّمِ ، فَتَعَلَّقُ بِقائِمَةٍ مِن قَوائِمِ العَرشِ ، فَتَقولُ : يا عَدلُ ، احكُم بَيني وبَينَ قاتِلِ وُلدي .
قالَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : فَيَحكُمُ اللَّهُ تَعالى‏ لِابنَتي ورَبِّ الكَعبَةِ .۲

۹۶.الفتوح عن شرحبيل بن أبي عون : إنَّ المَلَكَ الَّذي جاءَ إلَى النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله إنَّما كانَ مَلَكَ البِحارِ ... ، ثُمَّ حَمَلَ ذلِكَ المَلَكُ مِن تُربَةِ الحُسَينِ عليه السلام في بَعضِ أجنِحَتِهِ ، فَلَم يَبقَ مَلَكٌ في سَماءِ الدُّنيا إلّا شَمَّ تِلكَ التُّربَةَ ، وصارَ فيها عِندَهُ أثَرٌ وخَبَرٌ .
قالَ : ثُمَّ أخَذَ النَّبِيُّ صلى اللَّه عليه وآله تِلكَ القَبضَةَ الَّتي أتاهُ بِهَا المَلَكُ ، فَجَعَلَ يَشُمُّها ، وهُوَ يَبكي ، ويَقولُ في بُكائِهِ : اللَّهُمَّ لا تُبارِك في قاتِلِ وَلَدِي ، وأصلِهِ نارَ جَهَنَّمَ .۳

2 / 14

إنباؤُهُ بِكَيفِيَّةِ شَهادَتِهِ

۹۷.الأمالي للصدوق عن ابن عبّاس عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله : إنّي لَمّا رَأَيتُهُ [أيِ الحُسَينَ عليه السلام ]تَذَكَّرتُ ما يُصنَعُ بِهِ بَعدي ، كَأَنّي بِهِ وقَدِ استَجارَ بِحَرَمي وقَبري ، فَلا يُجارُ ، فَأَضُمُّهُ في مَنامِهِ إلى‏ صَدري ، وآمُرُهُ بِالرَّحلَةِ

1.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۲ ص ۴۷ ح ۱۷۹ ، صحيفة الإمام الرضا عليه السلام : ص ۲۶۳ ح ۲۰۴ كلاهما عن أحمد بن عامر الطائي عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام ، الملهوف (طبعة أنوار الهدى) : ص ۸۳ عن طلحة عنه صلى اللَّه عليه و آله وليس فيه «فإنّي أنتقم له من قاتله» ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۰۰ ح ۴ ؛ المناقب لابن المغازلي : ص ۶۸ ح ۹۸ عن أحمد بن عامر عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام عنه صلى اللَّه عليه و آله ، الفردوس : ج ۱ ص ۲۲۷ ح ۸۶۹ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۸۵ كلاهما عن الإمام عليّ عليه السلام عنه صلى اللَّه عليه و آله .

2.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۲ ص ۲۶ ح ۶ ، صحيفة الإمام الرضا عليه السلام : ص ۸۹ ح ۲۱ كلاهما عن أحمد بن عامر الطائي عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۴۳ ص ۲۲۰ ح ۲ و ۳ ؛ المناقب لابن المغازلي : ص ۶۴ ح ۹۱ ، فرائد السمطين : ج ۲ ص ۲۶۵ ح ۵۳۳ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۵۲ كلّها عن أحمد بن عامر عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام عنه صلى اللَّه عليه و آله وراجع : المناقب لابن شهرآشوب : ج ۳ ص ۳۲۷ .

3.الفتوح : ج ۴ ص ۳۲۴ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۱۶۲ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1922497
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به