الأَرضِ مُتَنَفِّسٌ ، ويَأتيهِ قَومٌ مِن مُحِبّينا ، لَيسَ فِي الأَرضِ أعلَمُ بِاللَّهِ ولا أقوَمُ بِحَقِّنا مِنهُم ، ولَيسَ عَلى ظَهرِ الأَرضِ أحَدٌ يَلتَفِتُ إلَيهِ غَيرُهُم ، اُولئِكَ مَصابيحُ في ظُلُماتِ الجَورِ ، وهُمُ الشُّفَعاءُ ، وهُم وارِدونَ حَوضي غَداً ، أعرِفُهُم إذا وَرَدوا عَلَيَّ بِسيماهُم ، وأهلُ كُلِّ دينٍ يَطلُبونَ أئِمَّتَهُم ، وهمُ يَطلُبونَنا ولا يَطلُبونَ غَيرَنا ، وهُم قِوامُ الأَرضِ ، بِهِم يَنزِلُ الغَيثُ .۱
2 / 15
إنباؤُهُ بِمَزارِهِ وزُوّارِهِ
۱۰۰.الإرشاد : إنَّ النَّبِيَّ صلى اللَّه عليه وآله كانَ ذاتَ يَومٍ جالِساً وحَولَهُ عَلِيٌّ وفاطِمَةُ وَالحَسَنُ وَالحُسَينُ عليهم السلام ، فَقالَ لَهُم : كَيفَ بِكُم إذا كُنتُم صَرعى وقُبورُكُم شَتّى ؟
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : أنَموتُ مَوتاً أو نُقتَلُ ؟ فَقالَ : بَل تُقتَلُ يا بُنَيَّ ظُلماً ، ويُقتَلُ أخوكَ ظُلماً ، وتُشَرَّدُ ذَرارِيُّكُم فِي الأَرضِ .
فَقالَ الحُسَينِ عليه السلام : ومَن يَقتُلُنا يا رَسولَ اللَّهِ ؟ قالَ : شِرارُ النّاسِ ، قالَ : فَهَل يَزُورُنا بَعدَ قَتِلنا أحَدٌ ؟ قالَ : نَعَم ، طائِفَةٌ مِن اُمَّتي يُريدونُ بِزِيارَتِكُم بِرّي وصِلَتي ، فَإِذا كانَ يَومُ القِيامَةِ جِئتُهُم إلَى المَوقِفِ حَتّى آخُذَ بِأَعضادِهِم فَاُخَلِّصُهُم مِن أهوالِهِ وشَدائِدِهِ .۲
۱۰۱.كامل الزيارات عن محمّد بن الحسين بن عليّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام :زارَنا رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ذاتَ يومٍ ، فَقَدَّمنا إلَيهِ طَعاماً ، وأهدَت إلَينا اُمُّ أيمَنَ صَحفَةً مِن تَمرٍ ، وقَعباً مِن لَبَنٍ وزَبَدٍ ، فَقَدَّمنا إلَيهِ ، فَأَكَلَ مِنهُ ، فَلَمّا فَرَغَ قُمتُ وسَكَبتُ عَلى يَدَي رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ماءً ، فَلَمّا غَسَلَ يَدَيهِ مَسَحَ وَجهَهُ ولِحيَتَهُ بِبِلَّةِ يَدَيهِ ، ثُمَّ قامَ إلَى مَسجِدٍ في جانِبِ البَيتِ ، وصَلّى وخَرَّ ساجِداً ، فَبَكى وأطالَ البُكاءَ ، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ ، فَمَا اجتَرى مِنّا أهلَ البَيتِ أحَدٌ يَسأَلُهُ عَن شَيءٍ .
فَقامَ الحُسَينُ عليه السلام يَدرُجُ حَتّى صَعِدَ عَلى فَخِذَي رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، فَأَخَذَ بِرَأسِهِ إلى صَدرِهِ ووَضَعَ ذَقَنَهُ عَلى رَأسِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، ثُمَّ قالَ : يا أبَه ، ما يُبكيكَ ؟ فَقالَ لَهُ : يا بُنَيَّ ، إنّي نَظَرتُ إلَيكُم اليَومَ ، فَسُرِرتُ بِكُم سُروراً لَم اُسَرَّ بِكُم مِثلَهُ قَطُّ ، فَهَبَطَ إلَيَّ جَبرَئيلُ ، فَأَخبَرَني أنَّكُم