أبوكَ مِنهُم مِثلَ الَّذي تَلقى بَعدَهُ۱ .
ك - تَبكي عَلَيهِمُ السَّماءُ وَالأَرضُ
۱۱۷.شرح الأخبار عن الأصبغ بن نباتة : سِرنا مَعَ عَلِيٍّ عليه السلام إلى شاطِئِ الفُراتِ ، فَمَرَّ راهِبٌ ، فَقالَ لَهُ : يا راهِبُ ! أينَ العَينُ الَّتي هاهُنا ؟ قالَ : لا أعلَمُ بِها إلّا بِالخَبَرِ ، فَإِنَّهُ يُقالُ : إنَّهُ لا يَعلَمُ مَكانَها إلّا نَبِيٌّ أو وَصِيُّ نَبِيٍّ .
فَأَخَذَ عَلِيٌّ عليه السلام مَعَ الوادي ، وجَعَلَ يَنظُرُ يَميناً وشِمالاً ، ثُمَّ قالَ : اِحفِروا هاهُنا ، فَحَفَروا ، فَوَجَدوا حَجَراً ، فَقالَ : اِرفَعوهُ ، فَرَفَعوهُ ، فَإِذا عَينُ ماءٍ تَحتَهُ ، فَشَرِبنا وسَقَينا دَوابَّنا . ثُمَّ قالَ عَلِيٌّ عليه السلام لَنا : يُقتَلُ هاهُنا مِن آلِ مُحَمَّدٍ فِتيَةٌ تَبكي عَلَيهِمُ السَّماءُ وَالأَرضُ .۲
راجع : ص 957 (القسم السادس / الفصل الثاني / بكاء السماء والأرض) .
3 / 2
رُؤيا أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام في كَربَلاءَ
۱۱۸.كمال الدين عن ابن عبّاس : كُنتُ مَعَ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام في خُروجِهِ إلى صِفّينَ ، فَلَمّا نَزَلَ بِنينَوى ، وهُوَ شَطُّ الفُراتِ ، قالَ بِأَعلى صَوتِهِ : يَابنَ عَبّاسٍ ، أتَعرِفُ هذَا المَوضِعَ ؟ قالَ : قُلتُ : ما أعرِفُهُ يا أميرَ المُؤمِنينَ .
فَقالَ : لَو عَرَفتَهُ كَمَعرِفَتي لَم تَكُن تَجوزُهُ حَتّى تَبكِيَ كَبُكائي .
قالَ : فَبَكى طَويلاً حَتَّى اخضَلَّت۳لِحيَتُهُ ، وسالَتِ الدُّموعُ عَلى صَدرِهِ ، وبَكَينا مَعَهُ ، وهُوَ يَقولُ : أوهِ أوهِ۴ ! ما لي ولِآلِ أبي سُفيانَ ؟ ! ما لي ولِآلِ حَربٍ ، حِزبِ الشَّيطانِ ، وأولِياءِ الكُفرِ ؟ ! صَبراً يا أبا عَبدِ اللَّهِ ؛ فَقَد لَقِيَ أبوكَ مِثلَ الَّذي تَلقى مِنهُم .
1.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۱۶۲ .
2.شرح الأخبار : ج ۳ ص ۱۳۷ ح ۱۰۷۹ .
3.اخْضَلّ الشيءُ : أي ابْتَلّ (الصحاح : ج ۴ ص ۱۶۸۵ «خضل») .
4.أوْهِ : كلمة يقولها الرجل عند الشكاية والتوجّع ، وهي ساكنة الواو مكسورة الهاء ، وربّما قلبوا الواو ألِفاً ، فقالوا : آه (النهاية : ج ۱ ص ۸۲ «أوْهِ») .