231
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

فَنَزَلَ إلى‏ شَجَرَةٍ يُصَلّي إلَيها ، فَأَخَذَ تُربَةً مِنَ الأَرضِ ، فَشَمَّها ، ثُمَّ قالَ : واهاً لَكِ تُربَةً ! لَيُقتَلَنَّ بِكَ قَومٌ يَدخُلونَ الجَنَّةَ بِغَيرِ حِسابٍ .
قالَ : فَقَفَلنا مِن غَزاتِنا ، وقُتِلَ عَلِيٌّ ، ونَسيتُ الحَديثَ .
قالَ : فَكُنتُ فِي الجَيشِ الَّذينَ ساروا إلَى الحُسَينِ عليه السلام ، فَلَمَّا انتَهَيتُ إلَيهِ نَظَرتُ إلَى الشَّجَرَةِ ، فَذَكَرتُ الحَديثَ ، فَتَقَدَّمتُ عَلى‏ فَرَسٍ لي ، فَقُلتُ : اُبَشِّرُكَ ابنَ بِنتِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وحَدَّثتُهُ الحَديثَ ، قالَ : مَعَنا أو عَلَينا ؟ قُلتُ : لا مَعَكَ ولا عَلَيكَ ، تَرَكتُ عِيالاً وتَرَكتُ‏۱ .
قالَ : أمّا لا ، فَوَلِّ فِي الأَرضِ ؛ فَوَالَّذي نَفسُ حُسَينٍ بِيَدِهِ ، لا يَشهَدُ قَتلَنَا اليَومَ رَجُلٌ إلّا دَخَلَ جَهَنَّمَ .
قالَ : فَانطَلَقتُ هارِباً مُوَلِّياً فِي الأَرضِ حَتّى‏ خَفِيَ عَلَيَّ مَقتَلُهُ .۲

3 / 4

إنباؤُهُ حُذَيفَةَ بنَ اليَمانِ بِشَهادَةِ الحُسَينِ عليه السلام

۱۲۳.الغيبة للنعماني عن عمرو بن سعد عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلاملِحُذَيفَةَ بنِ اليَمانِ -: فَوَالَّذي نَفسُ عَلِيٍّ بِيَدِهِ ، لا تَزالُ هذِهِ الاُمَّةُ بَعدَ قَتلِ الحُسَينِ ابني في ضَلالٍ وظُلمٍ ، وعَسفٍ‏۳ وجَورٍ ، وَاختِلافٍ فِي الدّينِ ، وتَغييرٍ وتَبديلٍ لِما أنزَلَ اللَّهُ في كِتابِهِ ، وإظهارِ البِدَعِ ، وإبطالِ السُّنَنِ ، وَاختِلالٍ وقِياسِ مُشتَبِهاتٍ ، وتَركِ مُحكَماتٍ ، حَتّى‏ تَنسَلِخَ مِنَ الإِسلامِ ، وتَدخُلَ فِي العَمى‏ وَالتَّلَدُّدِ۴ وَالتَّكَسُّعِ .
ما لَكَ يا بَني اُمَيَّةَ ! لا هُديتَ يا بَني اُمَيَّةَ ، وما لَكَ يا بَنِي العَبّاسِ ! لَكَ الأَتعاسُ ، فما في بني اُمَيَّةَ إلّا ظالِمٌ ، ولا في بَنِي العَبّاسِ إلّا مُعتَدٍ مُتَمَرِّدٌ عَلَى اللَّهِ بِالمَعاصي ، قَتّالٌ لِوُلدي ، هَتّاكٌ لِسِتري وحُرمتي .

1.حُذف المفعول هنا ، أي : وتركتُ اُموراً اُخرى‏ كثيرة .

2.تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۱۱ ، تهذيب التهذيب : ج ۱ ص ۵۹۰ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۲۲ ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۶۱۹ .

3.عَسَف عن الطريق : مال وعدل ، أو خبطه على غير هداية (القاموس المحيط : ج ۳ ص ۱۷۵ «عسف») .

4.تَلَدَّدَ : تَلَفَّت يميناً وشمالاً وتحيّر متبلّداً (لسان العرب : ج ۳ ص ۳۹۰ «لدد») .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
230

فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : مَعَنا أنتَ أو عَلَينا ؟ فَقُلتُ : يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ، لا مَعَكَ ولا عَلَيكَ ، تَرَكتُ أهلي ووُلدي أخافُ عَلَيهِم مِن ابنِ زِيادٍ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : فَوَلِّ هَرَباً حَتّى‏ لا تَرى‏ لَنا مَقتَلاً ؛ فَوَالَّذي نَفسُ مُحَمَّدٍ۱ صلى اللَّه عليه وآله بِيَدِهِ ، لا يَرى‏ مَقتَلَنَا اليَومَ رَجُلٌ ولا يُغيثُنا إلّا أدخَلَهُ اللَّهُ النّارَ .
قالَ : فَأَقبَلتُ فِي الأَرضِ هارِباً حَتّى‏ خَفِيَ عَلَيَّ مَقتَلُهُ .۲

۱۲۱.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) عن أبي عبيد الضبّيّ : دَخَلنا عَلى‏ أبي هَرْثَمٍ الضَّبِّيِّ حينَ أقبَلَ مِن صِفّينَ - وهُوَ مَعَ عَلِيٍّ عليه السلام - وهُوَ جالِسٌ عَلى‏ دُكّانٍ‏۳ ، ولَهُ امرَأَةٌ يُقالُ لَها : جَرداءُ ، هِيَ أشَدُّ حُبّاً لِعَلِيٍّ عليه السلام ، وأشَدُّ لِقَولِهِ تَصديقاً .
فَجاءَت شاةٌ فَبَعَرَت ، فَقالَ : لَقَد ذَكَّرَني بَعرُ هذِهِ الشّاةِ حَديثاً لِعَلِيٍّ عليه السلام ، قالوا : وما عِلمُ عَلِيٍّ بِهذا ؟
قالَ : أقبَلنا مَرجِعَنا مِن صِفّينَ ، فَنَزَلنا كَربَلاءَ ، فَصَلّى‏ بِنا عَلِيٌّ صَلاةَ الفَجرِ بَينَ شَجَراتٍ ودَوحاتِ حَرمَلٍ ، ثُمَّ أخَذَ كَفّاً مِن بَعرِ الغِزلانِ ، فَشَمَّهُ ، ثُمَّ قالَ : أوِّه ، أوِّه ! يُقتَلُ بِهذَا الغائِطِ۴ قَومٌ يَدخُلونَ الجَنَّةَ بِغَيرِ حِسابٍ .
قالَ : قالَت جَرداءُ : وما تُنكِرُ مِن هذا ؟ هُوَ أعلَمُ بِما قالَ مِنكَ . نادَت بِذلِكَ وهِيَ في جَوفِ البَيتِ .۵

۱۲۲.تهذيب الكمال عن هرثمة بن سلمى : خَرَجنا مَعَ عَلِيٍّ عليه السلام في بَعضِ غَزوِهِ ، فَسارَ حَتَّى انتَهى‏ إلى‏ كَربَلاءَ ،

1.الظاهر أنّ الصحيح هو «حسين» لا «محمّد» كما جاء في رواية اُخرى عنه (راجع : ح ۱۲۲).

2.وقعة صفّين : ص ۱۴۰ ، الأمالي للصدوق : ص ۱۹۹ ح ۲۱۳ عن هرثمة بن أبي مسلم ، الملاحم والفتن : ص ۳۳۵ ح ۴۸۸ عن هرثمة بن سلمى ، شرح الأخبار : ج ۳ ص ۱۴۱ ح ۱۰۸۳ عن هزيمة بن سلمة وكلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۱ ص ۳۳۷ ح ۵۸ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۳ ص ۱۶۹ .

3.الدُكّان : الدَكّةُ المبنيّة للجلوس عليها (النهاية : ج ۲ ص ۱۲۸ «دكن») .

4.الغَائِطُ : المُطمَئِنّ الواسع من الأرض (المصباح المنير : ص ۴۵۷ «غوط») .

5.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۳۲ ح ۴۲۰ ، تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۱۰ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۱۹۸ كلاهما عن أبي عبد اللَّه الضبّي وفيهما «ابن هرثم» ؛ المناقب للكوفي ج ۲ ص ۲۶ ح ۵۱۴ ، شرح الأخبار : ج ۳ ص ۱۳۶ ح ۱۰۷۷ كلاهما نحوه وراجع : المصنّف لابن أبي شيبة : ج ۸ ص ۶۳۳ ح ۲۶۰ ومقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۱۶۵ و كفاية الطالب : ص ۴۲۷ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1926979
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به