ثُمَّ إنِّي انتَبَهتُ وأنَا مِنهُ عَلى وَجَلٍ لِما رَأَيتُ ؛ فَقالَ لَهُ الحارِثُ : كَلّا يا أميرَ الُمؤمِنينَ ، لا يَكونُ إلّا خَيراً .
فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ عليه السلام : هَيهاتَ يا حارِثُ ، سَبَقَت كَلِمَةُ اللَّهِ ، ونَفَذَ قَضاؤُهُ ، وقَد أخبَرَني حَبيبي مُحَمَّدٌ صلى اللَّه عليه وآله أنَّ ابني يَقتُلُهُ يَزيدُ ، زادَهُ اللَّهُ فِي النّارِ عَذاباً .۱
ب - يَذبَحُهُ لَعينُ هذِهِ الاُمَّةِ
۱۳۵.الفتوح عن زهير بن الأرقم : لَمّا اُصيبَ عَلِيٌّ عليه السلام بِضَربَةِ ابنِ مُلجَمٍ ، دَخَلتُ عَلَيهِ وَقَد ضَمَّ الحُسَينَ عليه السلام إلى صَدرِهِ وهُوَ يُقَبِّلُهُ ، ويَقولُ لَهُ : يا ثَمَرَتي ورَيحانَتي ، وثَمَرَةَ نَبِيِّ اللَّهِ وصَفِيَّهُ ، وذَخيرَةَ خَيرِ العالَمينَ مُحَمَّدِ بنِ عَبدِ اللَّهِ ، كَأَنّي أراكَ وقَد ذُبِحتَ عَن قَليلٍ ذَبحاً ! قالَ : فَقُلتُ : ومَن يَذبَحُهُ يا أميرَ المُؤمِنينَ ؟
فَقالَ : يَذبَحُهُ لَعينُ هذِهِ الاُمَّةِ ، ثُمَّ لا يَتوبُ اللَّهُ عَلَيهِ ، ويَقبِضُهُ إذا قَبَضَهُ وهُوَ مَلآنُ مِنَ الخَمرِ سَكرانُ .
قالَ زُهَيرٌ : فَبَكَيتُ ، فَقالَ لي عَلِيٌّ عليه السلام : لا تَبكِ يا زُهَيرُ ، فَالَّذي قُضِيَ كائِنٌ .۲
ج - سِنانُ بنُ أنَسٍ
۱۳۶.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد عن فضيل عن محمّد بن عليّ [الباقر] عليه السلام :لَمّا قالَ عَلِيٌّ عليه السلام : «سَلوني قَبلَ أن تَفقِدوني ، فَوَ اللَّهِ ، لا تَسأَلونَني عَن فِئَةٍ تُضِلُّ مِئَةً وتَهدي مِئَةً ، إلّا أنبَأتُكُم بِناعِقَتِها وسائِقَتِها» قامَ إلَيهِ رَجُلٌ ، فَقالَ : أخبِرني بِما في رَأسي ولِحيَتي من طاقَةِ شَعرٍ .
فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ عليه السلام : وَاللَّهِ ، لَقَد حَدَّثَني خَليلي أنَّ عَلى كُلِّ طاقَةِ شَعرٍ مِن رَأسِكَ مَلَكاً يَلعَنُكَ ، وأنَّ عَلى كُلِّ طاقَةِ شَعرٍ مِن لِحيَتِكَ شَيطاناً يُغويكَ ، وأنَّ في بَيتِكَ سَخلاً۳ يَقتُلُ ابنَ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله .