267
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

فَقالَ الوَليدُ : اِنصَرِف يا أبا عَبدِ اللَّهِ مُصاحِباً عَلَى اسمِ اللَّهِ وعَونِهِ حَتّى‏ تَغدُوَ عَلَيَّ .۱

۱۹۳.الأمالي للصدوق عن عبداللَّه بن منصور عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه [زين العابدين ]عليهم السلام : لَمّا سَمِعَ عُتبَةُ۲ ذلِكَ [أي كَلامَ الحُسَينِ عليه السلام في مُخالَفَةِ يَزيدَ ]دَعَا الكاتِبَ وكَتَبَ :
بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، إلى‏ عَبدِ اللَّهِ يَزيدَ أميرِ المُؤمِنينَ ، مِن عُتبَةَ بنِ أبي سُفيانَ . أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ لَيسَ يَرى‏ لَكَ خِلافَةً ولا بَيعَةً ، فَرَأيَكَ في أمرِهِ ، وَالسَّلامُ .
فَلَمّا وَرَدَ الكِتابُ عَلى‏ يَزيدَ كَتَبَ الجَوابَ إلى‏ عُتبَةَ : أمّا بَعدُ ، فَإِذا أتاكَ كِتابي هذا فَعَجِّل عَلَيَّ بِجَوابِهِ ، وبَيِّن لي في كِتابِكَ كُلَّ مَن في طاعَتي أو خَرَجَ عَنها ، وَليَكُن مَعَ الجَوابِ رَأسُ الحُسَينِ بن عَلِيٍّ .
فَبَلَغَ ذلِكَ الحُسَينَ عليه السلام ، فَهَمَّ بِالخُروجِ مِن أرضِ الحِجازِ إلى‏ أرضِ العِراقِ .۳

۱۹۴.الفتوح : مَضى‏ مَروانُ مُغضَباً [بَعدَ أن وَبَّخَهُ الحُسَينُ عليه السلام ]حَتّى‏ دَخَلَ عَلَى الوَليدِ بنِ عُتبَةَ ، فَخَبَّرَهُ بِما سَمِعَ مِنَ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ . قالَ : فَعِندَها كَتَبَ الوَليدُ إلى‏ يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ يُخبِرُهُ بِما كانَ مِن أهلِ المَدينَةِ ، وما كانَ مِنِ ابنِ الزُّبَيرِ ... ثُمَّ ذَكَرَ لَهُ بَعدَ ذلِكَ أمرَ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ أنَّهُ لَيسَ يَرى‏ لَنا عَلَيهِ طاعَةً ولا بَيعَةً .
قالَ : فَلَمّا وَرَدَ الكِتابُ عَلَى يَزيدَ غَضِبَ لِذلِكَ غَضَباً شَديداً ، وكانَ إذا غَضِبَ انقَلَبَت عَيناهُ فَعادَ أحوَلَ . قالَ : فَكَتَبَ إلَى الوَليدِ بنِ عُتبَةَ :
مِن عَبدِ اللَّهِ يَزيدَ أميرِ المُؤمِنينَ إلَى الوَليدِ بنِ عُتبَةَ . أمّا بَعدُ ، فَإِذا وَرَدَ عَلَيكَ كِتابي هذا فَخُذِ البَيعَةَ ثانِياً عَلى‏ أهلِ المَدينَةِ بِتَوكيدٍ مِنكَ عَلَيهِم ، وذَر عَبدَ اللَّهِ بنَ الزُّبَيرِ ؛ فَإِنَّهُ لَن يَفوتَنا ولَن يَنجُوَ مِنّا أبَداً ما دامَ حَيّاً ، وَليَكُن مَعَ جَوابِكَ إلَيَّ رَأسُ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ ، فَإِن فَعَلتَ ذلِكَ فَقَد جَعَلتُ لَكَ أعِنَّةَ الخَيلِ ، ولَكَ عِندِي الجائِزَةُ والحَظُّ الأَوفَرُ ، وَالنِّعمَةُ واحِدَةً ، وَالسَّلامُ .
قالَ : فَلَمّا وَرَدَ الكِتابُ عَلَى الوَليدِ بنِ عُتبَةَ وَقَرَأَهُ تَعاظَمَ ذلِكَ وقالَ : لا وَاللَّهِ ، لا يَرانِيَ اللَّهُ قاتِلَ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ ، وأنَا لا أقتُلُ ابنَ بِنتِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ولَو أعطاني يَزيدُ الدُّنيا

1.مثير الأحزان : ص ۲۴ .

2.كذا والصواب : «الوليد بن عُتبة» .

3.الأمالي للصدوق : ص ۲۱۶ ح ۲۳۹ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۱۲ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
266

قالَ : فَالتَفَتَ إلَيهِ الحُسَينُ عليه السلام ، وقالَ : وَيلي عَلَيكَ يَابنَ الزَّرقاءِ ! أتَأمُرُ بِضَربِ عُنُقي ؟! كَذَبتَ وَاللَّهِ ! وَاللَّهِ لَو رامَ ذلِكَ أحَدٌ مِنَ النّاسِ لَسَقَيتُ الأَرضَ مِن دَمِهِ قَبلَ ذلِكَ ، وإن شِئتَ ذلِكَ فَرُم ضَربَ عُنُقي إن كنُتَ صادِقاً .
قالَ : ثُمَّ أقبَلَ الحُسَينُ عليه السلام عَلَى الوَليدِ بنِ عُتبَةَ ، وقالَ : أيُّهَا الأَميرُ ، إنّا أهلُ بَيتِ النُّبُوَّةِ ومَعدِنُ الرِّسالَةِ ومُختَلَفُ المَلائِكَةِ ومَحَلُّ الرَّحمَةِ ، وبِنا فَتَحَ اللَّهُ وبِنا خَتَمَ ، ويَزيدُ رَجُلٌ فاسِقٌ ، شارِبُ خَمرٍ ، قاتِلُ النَّفسِ المُحَرَّمَةِ ، مُعلِنٌ بِالفِسقِ ، مِثلي لا يُبايِعُ لِمِثلِهِ ، ولكِن نُصبِحُ وتُصبِحونَ وَننتَظِرُ وتَنتَظِرونَ أيُّنا أحَقُّ بِالخِلافَةِ وَالبَيعَةِ .
قالَ : وسَمِعَ مَن بِالبابِ الحُسَينَ عليه السلام فَهَمّوا بِفَتحِ البابِ وإشهارِ السُّيوفِ ، فَخَرَجَ إلَيهِم الحُسَينُ عليه السلام سَريعاً فَأَمَرَهُم بِالاِنصِرافِ إلى‏ مَنازِلِهِم ، وأقبَلَ الحُسَينُ عليه السلام إلى‏ مَنزِلِهِ .۱

۱۹۲.مثير الأحزان‏- في خَبَرِ استِدعاءِ الإِمامِ الحُسَينِ عليه السلام وعَبدِ اللَّهِ بنِ الزُّبَيرِ وعَبدِ اللَّهِ بنِ مُطيعٍ وعَبدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ وعَبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي بَكرٍ مِن قِبَلِ الوَليدِ -:فَحَضَروا فَنَعى‏ إلَيهِم مُعاوِيَةَ وأمَرَهُم بِالبَيعَةِ ، فَبَدَرَهُم بِالكَلامِ عَبدُ اللَّهِ بنُ الزُّبَيرِ ، فَخافَهُ أن يُجيبوا بِما لا يُريدُ ، فَقالَ : إنَّكَ وَليتَنا فَوَصَلتَ أرحامَنا وأحسَنتَ السّيرَةَ فينا ، وقَد عَلِمتَ أنَّ مُعاوِيَةَ أرادَ مِنَّا البَيعَةَ لِيَزيدَ فَأَبَينا ولَسنا [نَأمَنُ‏۲ أن يَكونَ في قَلبِهِ عَلَينا ، ومَتى‏ بَلَغَهُ أنّا لَم نُبايِع إلّا في ظُلمَةِ لَيلٍ وتَغلِقُ عَلَينا باباً لَم يَنتَفِع هُوَ بِذلِكَ ؟ ولكِن تُصبِحُ وتَدعُو النّاسَ وَتأمُرُهُم بِبَيعَةِ يَزيدَ ونَكونُ أَوَّلَ مَن يُبايِعُ .
قالَ : وأنَا أنظُرُ إلى‏ مَروانَ وقَد أسَرَّ إلَى الوَليدِ أنِ اضرِب رِقابَهُم ، ثُمَّ قالَ جَهراً : لا تَقبَل عُذرَهُم وَاضرِب رِقابَهُم ، فَغَضِبَ الحُسَينُ وقالَ : وَيلي عَلَيكَ يَابنَ الزَّرقاءِ ! أنتَ تَأمُرُ بِضَربِ عُنُقي ؟ ! كَذَبتَ ولَؤُمتَ ، نَحنُ أهلُ بَيتِ النُّبُوَّةِ ومَعدِنُ الرِّسالَةِ ، ويَزيدُ فاسِقٌ ، شارِبُ الخَمرِ ، وقاتِلُ النَّفسِ ، ومِثلي لا يُبايِعُ لِمِثلِهِ ، ولكِن نُصبِحُ وتُصبِحونَ [ونَنظُرُ وتَنظُرونَ‏۳ أيُّنا أحَقُّ بِالخِلافَةِ وَالبَيعَةِ .

1.الفتوح : ج ۵ ص ۱۳ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۱۸۳ .

2.]أثبتنا الزيادة من نُقولٍ اُخرى ؛ إذ لا يصحّ السياق بدونها .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1976797
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به