ما طَلَعَت عَلَيهِ الشَّمسُ وغَرَبَت عَنهُ مِن مالِ الدُّنيا ومُلكِها وأنّي قَتَلتُ حُسَيناً ، سُبحانَ اللَّهِ! أقتُلُ حُسَيناً أن قالَ : لا اُبايِعُ ؟! وَاللَّهِ إنّي لأََظُنُ۱ امرَءً يُحاسَبُ بِدَمِ حُسَينٍ لَخَفيفَ الميزانِ عِندَ اللَّهِ يَومَ القِيامَةِ .
فَقالَ لَهُ مَروانُ : فَإِذا كانَ هذا رَأيَكَ فَقَد أصَبتَ فيما صَنَعتَ . يَقولُ هذا لَهُ وهُوَ غَيرُ الحامِدِ لَهُ عَلى رَأيِهِ .۲
۱۹۶.الملهوف : قالَ مَروانُ لِلوَليدِ : عَصَيتَني ! فَقالَ : وَيحَكَ يا مَروانُ ! إنَّكَ أشَرتَ عَلَيَّ بِذَهابِ ديني ودنُيايَ ، وَاللَّهِ ما اُحِبُّ أنَّ مُلكَ الدُّنيا بِأَسرِها لي وأنَّني قَتَلتُ حُسَيناً ، وَاللَّهِ ما أظُنُّ أحَداً يَلقَى اللَّهَ بِدَمِ الحُسَينِ إلّا وهُوَ خَفيفُ الميزانِ ، لا يَنظُرُ اللَّهُ إلَيهِ يَومَ القِيامَةِ ولا يُزَكّيهِ ولَهُ عَذابٌ أليمٌ .۳
۱۹۷.الفتوح : قالَ مَروانُ بنُ الحَكَمِ لِلوَليدِ بنِ عُتبَةَ : عَصَيتَني حَتَّى انفَلَتَ الحُسَينُ مِن يَدِكَ ! أما وَاللَّهِ لا تَقدِرُ عَلى مِثلِها أبَداً ، ووَاللَّهِ لَيَخرُجَنَّ عَلَيكَ وعَلى أميرِ المُؤمِنينَ ، فَاعلَم ذلِكَ .
فَقالَ لَهُ الوَليدُ بنُ عُتبَةَ : وَيحَكَ ! أشَرتَ عَلَيَّ بِقَتلِ الحُسَينِ ، وفي قَتلِهِ ذَهابُ ديني ودُنيايَ . وَاللَّهِ ما اُحِبُّ أن أملِكَ الدُّنيا بِأَسرِها وأنّي قَتَلتُ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ ابنَ فاطِمَةَ الزَّهراءِ ، وَاللَّهِ ما أظُنُّ أحَداً يَلقَى اللَّهَ بِقَتلِ الحُسَينِ إِلّا وهُوَ خَفيفُ الميزانِ عِندَ اللَّهِ يَومَ القِيامَةِ ، لا يَنظُرُ إلَيهِ ولا يُزَكّيهِ ولَهُ عَذابٌ أليمٌ .
قالَ : فَسَكَتَ مَروانُ .۴
1 / 8
نِقاشٌ بَينَ مَروانَ وَالإِمام عليه السلام فِي الطَّريقِ
۱۹۸.الملهوف : أصبَحَ الحُسَينُ عليه السلام فَخَرَجَ مِن مَنزِلِهِ يَستَمِعُ الأَخبارَ ، فَلَقِيَهُ مَروانُ فَقالَ : يا أبا عَبدِ اللَّهِ ،
1.في المصدر : «لا أظنّ» ، والصواب ما أثبتناه كما في الكامل في التاريخ وغيره من المصادر .
2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۴۰ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۳۰ ، الأخبار الطوال : ص ۲۲۸ ، الإمامة والسياسة : ج ۱ ص ۲۲۷ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۴۷ والثلاثة الأخيرة نحوه ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۳۳ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۳۵ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۲۵ .
3.الملهوف : ص ۹۸ ، مثير الأحزان : ص ۲۴ وليس فيه ذيله من «لا ينظر» .
4.الفتوح : ج ۵ ص ۱۴ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۱۸۴ .