إنّي لَكَ ناصِحٌ فَأَطِعني تُرشَد .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : وما ذاكَ ؟ قُل حَتّى أسمَعَ . فَقالَ مَروانُ : إنّي آمُرُكَ بِبَيعَةِ يَزيدَ أميرِ المُؤمِنينَ ؛ فَإِنَّه خَيرٌ لَكَ في دينِكَ ودُنياكَ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : «إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّآ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ»۱ ، وعَلَى الإِسلامِ السَّلامُ ، إذ قَد بُلِيَتِ الاُمَّةُ بِراعٍ مِثلِ يَزيدَ ، ولَقَد سَمِعتُ جَدّي رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله يَقولُ : «الخِلافَةُ مُحَرَّمَةٌ عَلى آلِ أبي سُفيانَ» . وطالَ الحَديثُ بَينَهُ وبَينَ مَروانَ حَتَّى انصَرَفَ مَروانُ وهُوَ غَضبانُ .۲
۱۹۹.الفتوح : أصبَحَ الحُسَينُ عليه السلام مِنَ الغَدِ [فَ۳خَرَجَ مِن مَنزِلِهِ لِيَستَمِعَ الأَخبارَ ، فَإِذا هُوَ بِمَروانَ بنِ الحَكَمِ قَد عارَضَهُ في طَريقِهِ ، فَقالَ : أبا عَبدِ اللَّهِ إنّي لَكَ ناصِحٌ فَأَطِعني تُرشَد وتُسَدَّد .
فَقالَ الحُسَينُ : وما ذلِكَ ؟ قُل حَتّى أسمَعَ . فَقالَ مَروانُ : أقولُ إنّي آمُرُكَ بِبَيعَةِ أميرِ المُؤمِنينَ يَزيدَ ؛ فَإِنَّهُ خَيرٌ۴ لَكَ في دينِكَ ودُنياكَ .
قالَ : فَاستَرجَعَ الحُسَينُ عليه السلام ، وقالَ : «إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّآ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ» ، وعَلَى الإِسلامِ السَّلامُ ، إذ قَد بُلِيَتِ الاُمَّةُ بِراعٍ مِثلِ يَزيدَ .
ثُمَّ أقبَلَ الحُسَينُ عليه السلام عَلى مَروانَ وقالَ : وَيحَكَ! أتَأمُرُني بِبَيعَةِ يَزيدَ وهُوَ رَجُلٌ فاسِقٌ ؟! لَقَد قُلتَ شَطَطاً۵ مِنَ القَولِ يا عَظيمَ الزَّلَلِ ، لا ألومُكَ عَلى قَولِكَ لأَِنَّكَ اللَّعينُ الَّذي لَعَنَكَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وأنتَ في صُلبِ أبيكَ الحَكَمِ بنِ أبِي العاصِ ؛ فَإِنَّ مَن لَعَنَهُ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله لا يُمكِنُ لَهُ ولا مِنهُ إلّا أن يَدعُوَ إلى بَيعَةِ يَزيدَ .
ثُمَّ قالَ : إلَيكَ عَنّي يا عَدُوَّ اللَّهِ ؛ فَإِنّا أهلُ بَيتِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وَالحَقُّ فينا ، وبِالحَقِّ تَنطِقُ ألِسنَتُنا ، وقَد سَمِعتُ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله يَقولُ : «الخِلافَةُ مُحَرَّمَةٌ عَلى آلِ أبي سُفيانَ وعَلَى الطُّلَقاءِ أبناءِ الطُّلَقاءِ ، فَإِذا رَأَيتُم مُعاوِيَةَ عَلى مِنبَري فَابقُروا۶ بَطنَهُ» ، فَوَاللَّهِ لَقَد رَآهُ أهلُ المَدينَةِ عَلى
1.البقرة : ۱۵۶ .
2.الملهوف: ص ۹۸ ، مثير الأحزان : ص ۱۴ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۲۶ .
3.]ما بين المعقوفين اُضيفت لاقتضاء السياق .
4.في الطبعة المعتمدة : «خولك» ، والتصويب من طبعة دار الفكر .
5.الشَّطَط : الجَور والظلم والبُعد من الحقّ (النهاية : ج ۲ ص ۴۷۵ «شطط») .
6.في المصدر : «فافقروا» ، والصواب ما أثبتناه كما في مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي .