275
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

ولِقَتلِهِ زُلزِلتُمُ‏ولِقَتلِهِ انكَسَفَ القَمَرْ
وَاحمَرَّت آفاقُ السَّماءِ مِنَ العَشِيَّةِ وَالسَّحَرْ
وتَغَبَّرَت شَمسُ البِلادِ بِهِم وأظلَمَتِ الكُوَرْ
۱
ذاكَ ابنُ فاطِمَةَ المُصابُ بِهِ الخَلائِقُ وَالبَشَرْ
أورَثتَنا ذُلّاً بِهِ‏جَدعُ الاُنوفِ مَعَ الغُرَرْ
۲

2 / 3

اِقتِراحُ عُمَرَ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ ۳

۲۰۴.الملهوف عن محمّد بن عمر : سَمِعتُ أبي عُمَرَ بنَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام يُحَدِّثُ أخوالي آلَ عَقيلٍ ، قالَ : لَمَّا امتَنَعَ أخِي الحُسَينُ عليه السلام عَنِ البَيعَةِ لِيَزيدَ بِالمَدينَةِ دَخَلتُ عَلَيهِ فَوَجَدتُهُ خالِياً ، فَقُلتُ لَهُ : جُعِلتُ فِداكَ يا أبا عَبدِ اللَّهِ ، حَدَّثَني أخوكَ أبو مُحَمَّدٍ الحَسَنُ عَن أبيهِ عليهما السلام ، ثُمَّ سَبَقَتنِي الدَّمعَةُ وعَلا شَهيقي . فَضَمَّني إلَيهِ وقالَ : حَدَّثَكَ أنّي مَقتولٌ؟ فَقُلتُ : حوشيتَ يابنَ رَسولِ اللَّهِ . فَقالَ : سَأَلتُكَ بِحَقِّ أبيكَ ، بِقَتلي خَبَّرَكَ؟ فَقُلتُ : نَعَم ، فَلَولا ناوَلتَ وبايَعتَ !
فَقالَ : حَدَّثَني أبي أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله أخبَرَهُ بِقَتلِهِ وقَتلي ، وأنَّ تُربَتي تَكونُ بِقُربِ تُربَتِهِ ، فَتَظُنُّ أنَّكَ عَلِمتَ ما لَم أعلَمهُ! وإنَّهُ لا اُعطِي الدَّنِيَّةَ۴ عَن نَفسي أبَداً ، ولَتَلقَيَنَّ فاطِمَةُ أباها

1.الكُورة : المدينة والصُّقع ، الجمع كُوَر (القاموس المحيط : ج ۲ ص ۱۳۰ «كور») .

2.كامل الزيارات : ص ۱۹۵ ح ۲۷۵ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۸۸ ح ۲۶ .

3.عمر بن عليّ بن أبي طالب، يُكنّى أبا حفص ، وكان آخر من وُلِد من بني عليّ الذكور. اُمّه الصهباء الثعلبيّة (التغلبيّة) اُمّ حبيب ، تخلّف عمر عن أخيه الحسين عليه السلام ولم يسر معه إلى الكوفة . وذكر في الفتوح ومقتل الحسين للخوارزمي أنّه حضر واقعة الطفّ واستشهد فيها ، ولكنّ الأخبار تدلّ على خلاف ذلك ؛ لتصريح كثير من النسّابين بعدم حضوره في الطفّ ، ولم يذكره من استقصى‏ شهداء الطفّ من العامّة والخاصّة ، مضافاً إلى ما روي من أنّه لمّا بلغه قتل أخيه الحسين عليه السلام ، خرج في معصفرات له ، وجلس بفناء داره وقال: أنا الغلام الحازم ، ولو خرجت معهم لذهبت في المعركة وقُتلت. ومات بينبع وهو ابن سبع وسبعين أو خمس وسبعين سنة (راجع: الإرشاد: ج ۲ ص‏۱۵۰ وعمدة الطالب: ص ۳۶۱ و۳۶۲ والمجدي: ص ۱۵ والمناقب لابن شهر آشوب: ج ۴ص ۱۷۲ وبحار الأنوار: ج ۴۵ ص ۳۷ ومعجم رجال الحديث: ج ۱۳ ص ۴۵ وقاموس الرجال: ج‏۸ ص‏۲۱۲ ونسب قريش: ص‏۴۲ ومقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: ج ۲ ص ۲۸) .

4.في المصدر : «الدنيا» ، والتصويب من بعض النسخ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
274

اُمِّهِ ، فَصَلّى‏ عِندَ قَبرِها ووَدَّعَها .
ثُمَّ قامَ عَن قَبرِها وصارَ إلى‏ قَبرِ أخيهِ الحَسَنِ عليه السلام فَفَعَلَ مِثلَ ذلِكَ ، ثُمَّ رَجَعَ إلى‏ مَنزِلِهِ .۱

۲۰۲.المناقب لابن شهر آشوب : كانَ الحُسَينُ عليه السلام يُصَلّي يَوماً إذ وَسِنَ‏۲ ، فَرَأَى النَّبِيَّ صلى اللَّه عليه وآله في مَنامِهِ يُخبِرُهُ بِما يَجري عَلَيهِ ، فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : لا حاجَةَ لي فِي الرُّجوعِ إلَى الدُّنيا فَخُذني إلَيكَ ، فَيَقولُ : لا بُدَّ مِنَ الرُّجوعِ حَتّى‏ تَذوقَ الشَّهادَةَ۳ .

2 / 2

نِياحَةُ نِساءِ بَني عَبدِ المُطَّلِبِ عِندَ شُخوصِهِ

۲۰۳.كامل الزيارات عن جابر عن محمّد بن عليّ [الباقر] عليه السلام : لَمّا هَمَّ الحُسَينُ عليه السلام بِالشُخوصِ عَنِ المَدينَةِ أقبَلَت نِساءُ بَني عَبدِ المُطَّلِبِ فَاجتَمَعنَ لِلنِّياحَةِ ، حَتّى‏ مَشى‏ فيهِنَّ الحُسَينُ عليه السلام .
فَقالَ : أنشُدُكُنَّ اللَّهَ أن تُبدينَ هذَا الأَمرَ مَعصِيَةً للَّهِ‏ِ ولِرَسولِهِ .۴
فَقالَت لَهُ نِساءُ بَني عَبدِ المُطَّلِبِ : فَلِمَن نَستَبقِي النِّياحَةَ وَالبُكاءَ ؟ ! فَهُوَ عِندَنا كَيَومَ ماتَ فيهِ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وعَلِيٌّ وفاطِمَةُ ورُقَيَّةُ وزَينَبُ واُمُّ كُلثومٍ ؟ فَنَنشُدُكَ اللَّهَ جَعَلَنَا اللَّهُ فِداكَ مِنَ المَوتِ يا حَبيبَ الأَبرارِ مِن أهلِ القُبورِ .
وأقبَلَت بَعضُ عَمّاتِهِ تَبكي وتَقولُ : أشهَدُ يا حُسَينُ ، لَقَد سَمِعتُ الجِنَّ ناحَت بِنَوحِكَ وهُم يَقولونَ :




فَإِنَّ قَتيلَ الطَّفِّ مِن آلِ هاشِمٍ‏أذَلَّ رِقاباً مِن قُرَيشٍ فَذَلَّتِ‏
حَبيبُ رَسولِ اللَّه لَم يَكُ فاحِشاًأبانَت مُصيبَتُكَ الاُنوفَ وجَلَّتِ‏
وقُلنَ أيضاً :




أبكي حُسَيناً سَيِّداًولِقَتلِهِ شابَ الشَّعَرْ

1.الفتوح : ج ۵ ص ۱۸ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۱۸۶ ؛ بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۲۷ .

2.الوَسَنُ : أوَّلُ النوم (النهاية : ج ۵ ص ۱۸۶ «وسن») .

3.المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۸۸ .

4.إنّ خروج الإمام عليه السلام من المدينة كان على نحو السرّيّة ، ولهذا منع النساء من النياحة؛ لئلّا يُفشى‏ أمرُه .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1970415
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به