281
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

۲۱۱.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : خَرَجَ الحُسَينُ عليه السلام وعَبدُ اللَّهِ بنُ الزُّبَيرِ - مِن لَيلَتِهِما إلى‏ مَكَّةَ ، فَأَصبَحَ النّاسُ فَغَدَوا عَلَى البَيعَةِ لِيَزيدَ ، وطُلِبَ الحُسَينُ عليه السلام وَابنُ الزُّبَيرِ فَلَم يوجَدا .
فَقالَ الِمسوَرُ بنُ مَخرَمَةَ : عَجِلَ أبو عَبدِ اللَّهِ ، وَابنُ الزُّبَيرِ الآنَ يَلفِتُهُ‏۱ويُزجيهِ‏۲ إلَى العِراقِ لِيَخلُوَ بِمَكَّةَ.۳

۲۱۲.تاريخ الطبري عن عقبة بن سمعان‏- مَولَى الرَّبابِ ابنَةِ امرِئِ القَيسِ الكَلبِيَّةِ امرَأَةِ الحُسَينِ عليه السلام -: خَرَجنا فَلَزِمنَا الطَّريقَ الأَعظَمَ ، فَقالَ للِحُسيَنِ عليه السلام أهلُ بَيتِهِ : لَو تَنَكَّبتَ الطّريقَ الأَعظَمَ كَما فَعَلَ ابنُ الزُّبَيرِ ، لا يَلحَقُكَ الطَّلَبُ . قالَ : لا وَاللَّهِ ، لا اُفارِقُهُ حَتّى‏ يَقضِيَ اللَّهُ ما هُوَ أحَبُّ إلَيهِ.۴

۲۱۳.تاريخ الطبري عن أبي سعد المقبري : نَظَرتُ إلَى الحُسَينِ عليه السلام داخِلاً مَسجِدَ المَدينَةِ ، وإنَّهُ لَيَمشي وهُوَ مُعتَمِدٌ عَلى‏ رَجُلَينِ يَعتَمِدُ عَلى‏ هذا مَرَّةً وعَلى‏ هذا مَرَّةً ، وهُوَ يَتَمَثَّلُ بِقَولِ ابنِ مُفَرِّغٍ :




لا ذَعَرتُ السَّوامَ‏۵في فَلَقِ الصُبحِ مُغيراً ولا دُعيتُ يَزيدا
يَومَ اُعطى‏ مِنَ المَهابَةِ ضَيماً وَالمَنايا يَرصُدنَني أن أحيدا
قالَ : فَقُلتُ في نَفسي : وَاللَّهِ ما تَمَثَّلَ بِهذَينِ البَيتَينِ إلّا لِشَي‏ءٍ يُريدُ . قالَ : فَما مَكَثَ إلّا يَومَينِ حَتّى‏ بَلَغَني أنَّهُ سارَ إلى‏ مَكَّةَ.۶

۲۱۴.الفتوح‏- في خُروجِ الحُسَينِ عليه السلام عَنِ المَدينَةِ -: فَجَعَلَ يَسيرُ وَيَقرَأُ هذِهِ الآيَةَ : «فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِ‏ّ نَجِّنِى مِنَ الْقَوْمِ الظَّلِمِينَ »۷ ، قالَ لَهُ ابنُ عَمِّهِ مُسلِمُ بنُ عَقيلِ بنِ أبي طالِبٍ : يَا بنَ

1.لَفَتَهُ عن رأيه : صرَفَه (الصحاح : ج ۱ ص ۳۶۴ «لفت») .

2.زَجاهُ : ساقه ودفَعه (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۳۳۸ «زجو») .

3.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۴۳ ، تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۱۵ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۰۷ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۶۲ وراجع : سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۲۹۵ .

4.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۵۱ .

5.السَّوام والسَّائِمَة : الإبل الراعية (لسان العرب : ج ۱۲ ص ۳۱۱ «سوم») .

6.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۴۲ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۶۸ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۳۱ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۰۴ ، تذكرة الخواصّ : ص ۲۳۷ عن أبي سعيد المقري ؛ الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۸۵ ، شرح الأخبار : ج ۳ ص ۱۴۴ ح ۱۰۸۶ كلاهما عن أبي سعيد المقبري وكلّها نحوه وراجع : مروج الذهب : ج ۳ ص ۶۴ ومثير الأحزان : ص ۳۸ .

7.القصص : ۲۱ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
280

أو لَيَقتُلَنَّكَ . فَلَبِثَ بِذلِكَ نَهارَهُ كُلَّهُ وأوَّلَ لَيلِهِ ، يَقولُ : الآنَ أجي‏ءُ ، فَإِذَا استَحَثّوهُ قالَ : وَاللَّهِ لَقَدِ استَرَبتُ بِكَثرَةِ الإِرسالِ وتَتابُعِ هذِهِ الرِّجالِ ، فَلا تُعجِلوني حَتّى‏ أبعَثَ إلَى الأَميرِ مَن يَأتيني بِرَأيِهِ وأمرِهِ . فَبَعَثَ إلَيهِ أخاهُ جَعفَرَ بنَ الزُّبيرِ ، فَقالَ : رَحِمَكَ اللَّهُ كُفَّ عَن عَبدِ اللَّهِ ؛ فَإِنَّكَ قَد أفزَعتَهُ وذَعَرتَهُ بِكَثرَةِ رُسُلِكَ وهُوَ آتيكَ غَداً إن شاءَ اللَّهُ ، فَمُر رُسُلَكَ فَليَنصَرِفوا عَنّا . فَبَعَثَ إلَيهِم فَانصَرَفوا .
وخَرَجَ ابنُ الزُّبَيرِ مِن تَحتِ اللَّيلِ ، فَأَخَذَ طَريقَ الفُرعِ‏۱ هُوَ وأخوهُ جَعفَرٌ لَيسَ مَعَهُما ثالِثٌ ، وتَجَنَّبَ الطَّريقَ الأَعظَمَ مَخافَةَ الطَّلَبِ ، وتَوَجَّهَ نَحوَ مَكَّةَ .
فَلَمّا أصبَحَ بَعَثَ إلَيهِ الوَليدُ فَوَجَدَهُ قَد خَرَجَ ، فَقالَ مَروانُ : وَاللَّهِ إن أخطَأَ مَكَّةَ فَسَرِّح في أثَرِهِ الرِّجالَ . فَبَعَثَ راكِباً مِن مَوالي بَني اُمَيَّةَ في ثَمانينَ راكِباً فَطَلَبوهُ فَلَم يَقدِروا عَلَيهِ فَرَجَعوا ، فَتَشاغَلوا عَن حُسَينٍ عليه السلام بِطَلَبِ عَبدِ اللَّهِ يَومَهُم ذلِكَ حَتّى‏ أمسَوا .
ثُمَّ بَعَثَ الرِّجالَ إلى‏ حُسَينٍ عليه السلام عِندَ المَساءِ ، فَقالَ : أصبِحوا ثُمَّ تَرَونَ ونَرى‏ . فَكَفّوا عَنهُ تِلكَ اللَّيلَةَ ولَم يُلِحّوا عَلَيهِ ، فَخَرَجَ حُسَينٌ عليه السلام مِن تَحتِ لَيلَتِهِ وهِيَ لَيلَةُ الأَحَدِ لِيَومَينِ بَقِيا مِن رَجَبٍ سَنَةَ سِتّينَ ، وكانَ مَخرَجُ ابنِ الزُّبَيرِ قَبلَهُ بِلَيلَةٍ ؛ خَرَجَ لَيلَةَ السَّبتِ.۲

۲۱۰.البداية والنهاية عن أبي مخنف : بَعَثَ الوَليدُ إلى‏ عَبدِ اللَّهِ بنِ الزُّبَيرِ فَامتَنَعَ عَلَيهِ وماطَلَهُ يَوماً ولَيلَةً ، ثُمَّ إنَّ ابنَ الزُّبَيرِ رَكِبَ في مَواليهِ وَاستَصحَبَ مَعَهُ أخاهُ جَعفَراً وسارَ إلى‏ مَكَّةَ عَلى‏ طَريقِ الفُرعِ ، وبَعَثَ الوَليدُ خَلفَ ابنِ الزُّبَيرِ الرِّجالَ وَالفُرسانَ فَلَم يَقدِروا عَلى‏ رَدِّهِ ... .
وأمَّا الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام فَإِنَّ الوَليدَ تَشاغَلَ عَنهُ بِابنِ الزُّبَيرِ وجَعَلَ كُلَّما بَعَثَ إلَيهِ يَقولُ : حَتّى‏ تَنظُرَ ونَنظُرَ . ثُمَّ جَمَعَ أهلَهُ وبَنيهِ ورَكِبَ لَيلَةَ الأَحَدِ لِلَيلَتَينِ بَقِيَتا مِن رَجَبٍ مِن هذِهِ السَّنَةِ [60 ه ]بَعدَ خُروجِ ابنِ الزُّبَيرِ بِلَيلَةٍ ، ولَم يَتَخَلَّف عَنهُ أحَدٌ مِن أهلِهِ سِوى‏ مُحَمَّدِ ابنِ الحَنَفِيَّةِ.۳

1.الفُرْعُ : قرية من نواحي المدينة ... بينها وبين المدينة ثمانية بُرُد على طريق مكّة (معجم البلدان : ج ۴ ص ۲۵۲) وراجع: الخريطة رقم ۳ في آخر الكتاب .

2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۴۰ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۳۰ وراجع : الأخبار الطوال : ص ۲۲۸ وتذكرة الخواصّ : ص ۲۳۶ .

3.البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۴۷ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1979221
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به