289
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

مُظاهِرٍ۱ ، وشيعَتِهِ مِنَ المُؤمِنينَ وَالمُسلِمينَ مِن أهلِ الكوفَةِ .
سَلامٌ عَلَيكَ ، فَإِنّا نَحمَدُ إلَيكَ اللَّهَ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ . أمّا بَعدُ ، فَالحَمدُ للَّهِ‏ِ الَّذي قَصَمَ عَدُوَّكَ الجَبّارَ العَنيدَ ، الَّذِي انتَزى‏ عَلى‏ هذِهِ الاُمَّةِ ، فَابتَزَّها أمرَها وغَصَبَها فَيئَها وتَأَمَّرَ عَلَيها بِغَيرِ رِضىً مِنها ، ثُمَّ قَتَلَ خِيارَها وَاستَبقى‏ شِرارَها ، وجَعَلَ مالَ اللَّهِ دُولَةً بَينَ جَبابِرَتِها وأغنِيائِها ، فَبُعداً لَهُ كَما بَعُدَت ثَمودُ . إنَّهُ لَيسَ عَلَينا إمامٌ ، فَأَقبِل لَعَلَّ اللَّهَ أن يَجمَعَنا بِكَ عَلَى الحَقِّ ، وَالنُّعمانُ بنُ بَشيرٍ في قَصرِ الإِمارَةِ لَسنا نَجتَمِعُ مَعَهُ في جُمُعَةٍ ولا نَخرُجُ مَعَهُ إلى‏ عيدٍ ، ولَو قَد بَلَغَنا أنَّكَ قَد أقبَلتَ إلَينا أخرَجناهُ حَتّى‏ نُلحِقَهُ بِالشّامِ إن شاءَ اللَّهُ ، وَالسَّلامُ ورَحمَةُ اللَّهِ عَلَيكَ .
قالَ : ثُمَّ سَرَّحنا بِالكِتابِ مَعَ عَبدِاللَّهِ بنِ سَبعٍ الهَمْدانِيِّ وعَبدِ اللَّهِ بنِ والٍ وأمَرناهُما بِالنَّجاءِ۲ ، فَخَرَجَ الرَّجُلانِ مُسرِعَينِ حَتّى‏ قَدِما عَلى‏ حُسَينٍ لِعَشرٍ مَضَينَ مِن شَهرِ رَمَضانَ بِمَكَّةَ .
ثُمَّ لَبِثنا يَومَينِ ، ثُمَّ سَرَّحنا إلَيهِ قَيسَ بنَ مُسهِرٍ الصَّيداوِيَّ ، وعَبدَ الرَّحمنِ بنَ عَبدِ اللَّهِ بنِ الكَدِنِ الأَرحَبِيَّ ، وعُمارَةَ بنَ عُبَيدٍ السَّلولِيَ‏۳ ، فَحَمَلوا مَعَهُم نَحواً مِن ثَلاثٍ وخَمسينَ صَحيفَةً مِنَ الرَّجُلِ والاِثنَينِ وَالأَربَعَةِ .
قالَ : ثُمَّ لَبِثنا يَومَينِ آخَرَينِ ، ثُمَّ سَرَّحنا إلَيهِ هانِئَ بنَ هانِئٍ السَّبيعِيَّ وسَعيدَ بنَ عَبدِ اللَّهِ الحَنَفِيَّ ، وكَتَبنا مَعَهُما :
بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ‏
لِحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ مِن شيعَتِهِ مِنَ المُؤمِنينَ وَالمُسلِمينَ ، أمّا بَعدُ ، فَحَيَّهَلا۴ ؛ فَإِنَّ النّاسَ يَنتَظِرونَكَ ،

1.راجع : ص ۷۱۵ (القسم الخامس / الفصل الثالث / حبيب بن مظاهر) .

2.النجاء : السرعة (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۳۹۳ «نجو») .

3.الظاهر أنّه عمارة بن عبد السلولي الكوفي، فما عنونه بعضهم من أنّه عمارة بن عبيد السلولي وكذا عمارة بن عبداللَّه السلولي ، الظاهر أنّه تصحيف ؛ لكثرة ضبط اسمه في كتب المتقدّمين من الفريقين كما ضبطناه. كما أنّ الظاهر اتّحاد هذا العنوان مع عمارة بن عبد الكوفي المذكور في كتب رجال السنّة ، وفيها أنّه من أصحاب علي عليه السلام ، وروى عنه أبو إسحاق السبيعي ، وثّقه أكثر أئمّة الرجال كابن حنبل وابن حبّان وابن حجر والعجلي وغيرهم . روي عنه حديث علّة تسبيح فاطمة (راجع: الطبقات الكبرى: ج‏۶ ص‏۲۲۷ ومعرفة الثقات: ج ۲ ص ۱۶۲ وتهذيب الكمال: ج ۲۱ ص ۲۵۲ والثقات لابن حبّان: ج ۵ ص‏۲۴۴ والجرح والتعديل: ج ۶ ص ۳۶۷ وعلل الشرائع: ص ۳۶۶ ح ۱) .

4.حَيَّهَلْ وحَيَّهلاً وحَيَّهلا : منوّناً وغير منوّن ، كلُّه : كلمة يستحثّ بها ، وهما كلمتان جُعِلَتا كلمة واحدة ، ومعنى حيّ : اعجَل ، وهلا : حثٌّ واستعجال (لسان العرب : ج ۱۴ ص ۲۲۱ و ۲۲۲ «حيا») .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
288

3 / 3

كُتُبُ أهلِ الكوفَةِ إلَى الإِمامِ عليه السلام يَدعونَهُ فيهالِلْقِيامِ

۲۳۴.تاريخ الطبري عن محمّد بن بشر الهمداني : اِجتَمَعَتِ الشّيعَةُ في مَنزِلِ سُلَيمانَ بنِ صُرَدٍ ، فَذَكَرنا هَلاكَ مُعاوِيَةَ فَحَمِدنَا اللَّهَ عَلَيهِ ، فَقالَ لَنا سُلَيمانُ بنُ صُرَدٍ : إنَّ مُعاوِيَةَ قَد هَلَكَ ، وإنَّ حُسَيناً عليه السلام قَد تَقَبَّضَ عَلَى القَومِ بِبَيعَتِهِ ، وقَد خَرَجَ إلى‏ مَكَّةَ وأنتُم شيعَتُهُ وشيعَةُ أبيهِ ، فَإِن كُنتُم تَعلَمونَ أنَّكُم ناصِروهُ ومُجاهِدو عَدُوِّهِ فَاكتُبوا إلَيهِ ، وإن خِفتُمُ الوَهَلَ‏۱ وَالفَشَلَ فَلا تَغُرُّوا الرَّجُلَ مِن نَفسِهِ . قالوا : لا، بَل نُقاتِلُ عَدُوَّهُ ، ونَقتُلُ أنفُسَنا دونَهُ . قالَ : فَاكتُبوا إلَيهِ . فَكَتَبوا إلَيهِ :
بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ‏
لِحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ مِن : سُلَيمانَ بنِ صُرَدٍ۲ ، وَالمُسَيَّبِ بنِ نَجَبَةَ۳ ، ورِفاعَةَ بنِ شَدّادٍ۴ ، وحَبيبِ بنِ

1.وَهِلَ : ضَعُفَ وفزع (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۶۶ «وهل») .

2.سليمان بن صرد بن الجون الخزاعي أبو مطرف ، من صحابة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله ، وأحد وجوه الشيعة البارزين في الكوفة ، تخلّف عن الإمام عليّ عليه السلام يوم الجمل فلامه الإمامُ وعنّفه ، ولكنّه كان أمير ميمنته على الرجالة يوم صفّين . ولّاه الإمامُ عليه السلام على منطقة الجبل، ومدح صلابته في الدين . وفي أيّام الإمام الحسن المجتبى عليه السلام كان من أصحابه . ولمّا نقض معاوية الصلح ، قدّم سليمان اقتراحاً إلى الإمام عليه السلام بإخراج عامل معاوية من الكوفة، فلم يوافق الإمام على ذلك . جمع أهلَ الكوفة بعد هلاك معاوية ، وكتب إلى الإمام الحسين عليه السلام يدعوه إلى الكوفة ، لكنّه تخلّف عن بيعته ولم يشهد معه واقعة الطفّ . ولمّا هلك يزيد، جمع شيعة الكوفة ونظّم ثورة التوّابين على ابن زياد رافعاً شعاره المعروف: «يا لثارات الحسين» . وكانت هذه الثورة حماسيّة عاطفيّة. وانهزم سليمان أمام عبيد اللَّه بن زياد بعد قتال شديد ، ورزقه اللَّه الشهادة ، وكان هذا في سنة ۶۵ ه .ق ، وله من العمر ۹۳ سنة. (الطبقات الكبرى: ج ۴ ص ۲۹۲، تهذيب الكمال: ج ۱۱ ص ۴۵۴ ، تاريخ الطبري: ج ۵ ص‏۳۵۲ و ۵۵۲ و۵۸۳، الاستيعاب : ج ۲ ص ۲۱۰ ، الفتوح: ج‏۲ ص ۴۹۲؛ وقعة صفّين: ص ۶ و۲۰۵، رجال الطوسي: ص ۴۰ و ۶۶ و ۹۴ ، تنزيه الأنبياء: ص ۱۷۱) وراجع : موسوعة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في الكتاب والسنّة والتاريخ: ج ۷ ص ۳۴۶ .

3.المسيّب بن نُجبة بن ربيعة الفزاري ، له إدراك ، وقد شهد القادسية وفتوح العراق . كان مع الإمام عليّ عليه السلام في مشاهده ، وقُتل يوم عين الوردة مع التوّابين سنة خمس وستّين ، فبعث الحصين بن نمير برأسه مع أدهم بن محرز الباهلي إلى عبيد اللَّه بن زياد (الطبقات الكبرى: ج ۶ ص ۲۱۶ ، الإصابة: ج ۶ ص ۲۳۴) .

4.رفاعة بن شدّاد البجلي أبو عاصم الكوفي ، من خيار أصحاب عليّ عليه السلام ، وكان من التوّابين ومن رؤسائهم . حضر يوم عين الوردة فقاتل مع المختار حتّى قُتل سنة ۶۶ ه (تهذيب التهذيب : ج ۲ ص ۱۷۰ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۶۲۵) .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1970179
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به