ولا رَأيَ لَهُم في غَيرِكَ ، فَالعَجَلَ العَجَلَ ، وَالسَّلامُ عَلَيكَ .
وكَتَبَ شَبَثُ بنُ رِبعِيٍّ ، وحَجّارُ بنُ أبجَرَ ، ويَزيدُ بنُ الحارِثِ بنِ يَزيدَ بنِ رُوَيمٍ ، وعَزرَةُ بنُ قَيسٍ ، وعَمرُو بنُ الحَجّاجِ الزُّبَيدِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُمَيرٍ التَّميمِيُّ :
أمّا بَعدُ ، فَقَدِ اخضَرَّ الجَنابُ۱وأينَعَتِ الثِّمارُ وطَمَّتِ۲ الجِمامُ۳ ، فَإِذا شِئتَ فَاقدَم عَلى جُندٍ لَكَ مُجَنَّدٍ ،۴ وَالسَّلامُ عَلَيكَ .
وتَلاقَتِ الرُّسُلُ كُلُّها عِندَهُ ، فَقَرَأَ الكُتُبَ وسَأَلَ الرُّسُلَ عَن أمرِ النّاسِ .۵
۲۳۵.الفتوح : اِجتَمَعَتِ الشّيعَةُ في دارِ سُلَيمانَ بنِ صُرَدٍ الخُزاعِيِّ ، فَلَمّا تَكامَلوا في مَنزِلِهِ قامَ فيهِم خَطيباً ، فَحَمِدَ اللَّهَ وأثنى عَلَيهِ وصَلّى عَلَى النّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله وعَلى أهلِ بَيتِهِ ، ثُمَّ ذَكَرَ أميرَ المُؤمِنينَ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ ، فَتَرَحَّمَ عَلَيهِ وذَكَرَ مَناقِبَهُ الشَّريفَةَ ، ثُمَّ قالَ :
يا مَعشَرَ الشّيعَةِ ! إنَّكُم قَد عَلِمتُم بِأَنَّ مُعاوِيَةَ قَد صارَ إلى رَبِّهِ ، وقَدِمَ عَلى عَمَلِهِ ، وسَيَجزيهِ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالى بِما قَدَّمَ مِن خَيرٍ أو شَرٍّ ، وقَد قَعَدَ في مَوضِعِهِ ابنُهُ يَزيدُ - زادَهُ اللَّهُ خِزياً - وهذَا الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام قَد خالَفَهُ وصارَ إلى مَكَّةَ خائِفاً مِن طَواغيتِ آلِ أبي سُفيانَ ، وأنتُم شيعَتُهُ وشيعَةُ أبيهِ مِن قَبلِهِ ، وقَدِ احتاجَ إلى نُصرَتِكُمُ اليَومَ ، فَإِن كُنتُم تَعلَمونَ أنَّكُم ناصِروهُ ومُجاهِدو عَدُوِّهِ فَاكتُبوا إلَيهِ ، وإن خِفتُمُ الوَهنَ وَالفَشَلَ فَلا تَغُرُّوا الرَّجُلَ مِن نَفسِهِ .
فَقالَ القَومُ : بَل نَنصُرُهُ ونُقاتِلُ عَدُوَّهُ ، ونَقتُلُ أنفُسَنا دونَهُ حَتّى يَنالَ حاجَتَهُ . فَأَخَذَ عَلَيهِم سُلَيمانُ بنُ صُرَدٍ بِذلِكَ ميثاقاً وعَهداً أنَّهُم لا يَغدِرونَ ولا يَنكِثونَ .
1.الجَنَابُ : الفِناء وما قَرُب من محلّة القوم ، يقال : أخصب جناب القوم (الصحاح : ج ۱ ص ۱۰۲ «جنب») .
2.كلّ شيء كثُر حتّى علا وغلب فقد طمَّ (الصحاح : ج ۵ ص ۱۹۷۶ «طمم») .
3.الجَمُّ : ما اجتمع من ماء البئر ، والجُمّةُ : المكان الذي يجتمع فيه ماؤه ، والجمع : الجِمام (الصحاح : ج ۵ ص ۱۸۸۹ و ۱۸۹۰ «جمم») .
4.هذه الكلمات كناية عن استعداد الكوفة الكامل لاستقبال الإمام عليه السلام .
5.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۵۲ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۳۳ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۳۶ ، مثير الأحزان : ص۲۵ ، المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۸۹ ، روضة الواعظين : ص ۱۹۰ كلّها نحوه وفيها «مئة وخمسين» بدل «ثلاث وخمسين» ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۳۲ وراجع : الإمامة والسياسة : ج ۲ ص ۷ و إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۳۶ .