297
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

كِتاباً إلى‏ أهلِ العِراقِ بِذلِكَ.۱

۲۴۷.الملهوف‏- بَعدَ ذِكرِ الكُتُبِ الَّتي وَصَلَت مِن أهلِ الكوفَةِ لِلإِمامِ الحُسَينِ عليه السلام -:فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام لِهانِئِ بنِ هانِئٍ السَّبيعِيِّ وسَعيدِ بنِ عَبدِ اللَّهِ الحَنَفِيِّ : خَبِّراني مَنِ اجتَمَعَ عَلى‏ هذَا الكِتابِ الَّذي وَرَدَ عَلَيَّ مَعَكُما ؟ فَقالا : يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ! شَبَثُ بنُ رِبعِيٍّ ، وحَجّارُ بنُ أبجَرَ ، ويَزيدُ بنُ الحارِثِ ، ويَزيدُ بنُ رُوَيمٍ ، وعُروَةُ بنُ قَيسٍ ، وعَمرُو بنُ الحَجّاجِ ، ومُحَمَّدُ بنُ عُمَيرِ بنِ عُطارِدٍ .
قالَ : فَعِندَها قامَ الحُسَينُ عليه السلام فَصَلّى‏ رَكعَتَينِ بَينَ الرُّكنِ وَالمَقامِ وَسأَلَ اللَّهَ الخِيَرَةَ في ذلِكَ . ثُمَّ دَعا بِمُسلِمِ بنِ عَقيلٍ وأطلَعَهُ عَلَى الحالِ ، وكَتَبَ مَعَهُ جَوابَ كُتُبِهِم يَعِدُهُم بِالوُصولِ إلَيهِم ويَقولُ لَهُم ما مَعناهُ : قَد نَفَذتُ إلَيكُمُ ابنَ عَمّي مُسلِمَ بنَ عَقيلٍ لِيُعَرِّفَني ما أنتُم عَلَيهِ مِنَ الرَّأيِ.۲

۲۴۸.تذكرة الخواصّ عن ابن إسحاق : اِجتَمَعَتِ الرُّسُلُ كُلُّها بِمَكَّةَ عِندَهُ [أي عِندَ الحُسَينِ عليه السلام ]فَحينَئِذٍ بَعَثَ إلَيهِم مُسلِمَ بنَ عَقيلٍ وكَتَبَ مَعَهُ كِتاباً :
قَد بَعَثتُ إِلَيكُم أخي وَابنَ عَمّي وثِقَتي مِن أهلِ بَيتي ، وأمَرتُهُ أن يَكتُبَ إلَيَّ بِحالِكُم ، فَإِن كَتَبَ إلَيَّ أنَّهُ قَدِ اجتَمَعَ رَأيُ مَلَئِكُم وذِي الحِجا مِنكُم عَلى‏ مِثلِ ما قَدِمَت بِهِ رُسُلُكُم قَدِمتُ عَلَيكُم ، وإلّا لَم أقدَم ، وَالسَّلامُ .
ثُمَّ دَعا مُسلِمَ بنَ عَقيلٍ فَبَعَثَهُ مَعَ قَيسِ بنِ مُسهِرٍ الصَّيداوِيِّ وعُمارَةَ بنِ عَبدِ اللَّهِ السَّلولِيِّ وعَبدِ الرَّحمنِ بنِ عَبدِ اللَّهِ الأَرحَبِيِّ ، وأمَرَهُ بِكِتمانِ الأَمرِ.۳

۲۴۹.مثير الأحزان عن الشعبي : عِندَ ذلِكَ رَدَّ [ الإِمامُ الحُسَينُ عليه السلام ]جَوابَ كُتُبِهِم يُمَنّيهِم بِالقَبولِ ويَعِدُهُم بِسُرعَةِ الوُصولِ : وإنَّهُ قَد جاءَ ابنُ عَمّي مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ لِيُعَرِّفَني ما أنتُم عَلَيهِ مِن رَأيٍ جَميلٍ . ولَعَمري مَا الإِمامُ إلَّا العامِلُ بِالكِتابِ ، القائِمُ بِالقِسطِ ، الدّائِنُ بِدينِ الحَقِّ ، الحابِسُ نَفسَهُ في ذاتِ اللَّهِ . وأمَرَ مُسلِماً بِالتَّوَجُّهِ بِالكِتابِ إلَى الكوفَةِ.۴

۲۵۰.مقاتل الطالبيّين عن أبي إسحاق : لَمّا بَلَغَ أهلَ الكوفَةِ نُزولُ الحُسَينِ عليه السلام مَكَّةَ وأنَّهُ لَم يُبايِع لِيَزيدَ ، وَفَدَ

1.البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۵۲ .

2.الملهوف : ص ۱۰۶ ، مثير الأحزان : ص ۲۶ نحوه .

3.تذكرة الخواصّ : ص ۲۴۴ .

4.مثير الأحزان : ص ۲۶ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۳۷ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
296

۲۴۵.الفتوح : ذِكرُ كِتابِ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام إلى‏ أهلِ الكوفَةِ :
بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ‏
مِنَ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ إلَى المَلأَِ مِنَ المُؤمِنينَ ، سَلامٌ عَلَيكُم! أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ هانِئَ بنَ هانِئٍ وسَعيدَ بنَ عَبدِ اللَّهِ قَدِما عَلَيَّ بِكُتُبِكُم فَكانا آخِرَ مَن قَدِمَ عَلَىَّ مِن عِندِكُم ، وقَد فَهِمتُ الَّذي قَد قَصَصتُم وذَكَرتُم ولَستُ اُقَصِّرُ عَمّا أحبَبتُم ، وقَد بَعَثتُ إلَيكُم أخي وَابنَ عَمّي وثِقَتي مِن أهلِ بَيتي مُسلِمَ بنَ عَقيلِ بنِ أبي طالِبٍ ، وقَد أمَرتُهُ أن يَكتُبَ إلَيَّ بِحالِكُم ورَأيِكُم ورَأيِ ذَوِي الحِجا وَالفَضلِ مِنكُم ، وهُوَ مُتَوَجِّهٌ إلى‏ ما قِبَلَكُم إن شاءَ اللَّهُ تَعالى‏ وَالسَّلامُ ، ولا قُوَّةَ إلّا بِاللَّهِ ، فَإِن كُنتُم عَلى‏ ما قَدِمَت بِهِ رُسُلُكُم وقَرَأتُ في كُتُبِكُم فَقوموا مَعَ ابنِ عَمّي وبايِعوهُ وَانصُروهُ ولا تَخذُلوهُ . فَلَعَمري لَيسَ الإِمامُ العادِلُ بِالكِتابِ وَالعادِلُ بِالقِسطِ كَالَّذي يَحكُمُ بِغَيرِ الحَقِّ ولا يَهدي ولا يَهتَدي ، جَمَعَنَا اللَّهُ وإيّاكُم عَلَى الهُدى‏ ، وألزَمَنا وإيّاكُم كَلِمَةَ التَّقوى‏ ، إنَّهُ لَطيفٌ لِما يَشاءُ ، وَالسَّلامُ عَلَيكُم ورَحمَةُ اللَّهِ وبَرَكاتُهُ .
ثُمَّ طَوَى الكِتابَ وخَتَمَهُ ، ودَعا بِمُسلمِ بنِ عَقيلٍ فَدَفَعَ إلَيهِ الكِتابَ ، وقالَ لَهُ : إنّي مُوَجِّهُكَ إلى‏ أهلِ الكوفَةِ وهذِهِ كُتُبُهُم إلَيَّ ، وسَيَقضِي اللَّهُ مِن أمرِكَ ما يُحِبُّ ويَرضى‏ ، وأنَا أرجو أن أكونَ أنَا وأنتَ في دَرَجَةِ الشُّهَداءِ ، فَامضِ عَلى‏ بَرَكَةِ اللَّهِ حَتّى‏ تَدخُلَ الكوفَةَ، فَإِذا دَخَلتَها فَانزِل عِندَ أوثَقِ أهلِها ، وَادعُ النّاسَ إلى‏ طاعَتي وَاخذُلهُم عَن آلِ أبي سُفيانَ ، فَإِن رَأَيتَ النّاسَ مُجتَمِعينَ عَلى‏ بَيعَتي فَعَجِّل لي بِالخَبَرِ حَتّى‏ أعمَلَ عَلى‏ حَسَبِ ذلِكَ إن شاءَ اللَّهُ تَعالى‏ . ثُمَّ عانَقَهُ الحُسَينُ عليه السلام ووَدَّعَهُ وبَكَيا جَميعاً.۱

۲۴۶.البداية والنهاية : اِجتَمَعَتِ الرُّسُلُ كُلُّها بِكُتُبِها عِندَ الحُسَينِ عليه السلام ... فَعِندَ ذلِكَ بَعَثَ ابنَ عَمِّهِ مُسلِمَ بنَ عَقيلِ بنِ أبي طالِبٍ إلَى العِراقِ ، لِيَكشِفَ لَهُ حَقيقَةَ هذَا الأَمرِ وَالاِتِّفاقِ ، فَإِن كانَ مُتَحَتِّماً وأمراً حازِماً مُحكَماً بَعَثَ إلَيهِ لِيَركَبَ في أهلِهِ وذَويهِ ، ويَأتِيَ الكوفَةَ لِيَظفَرَ بِمَن يُعاديهِ ؛ وكَتَبَ مَعَهُ

1.الفتوح : ج ۵ ص ۳۰ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۱۹۵ نحوه .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1977246
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به