الجَوابَ ، وقالَ : قَد جَرَّبنا آلَ أبِي الحَسَنِ فَلَم نَجِد عِندَهُم إيالَةً۱لِلمُلكِ ، ولا جَمعاً لِلمالِ ، ولا مَكيدَةً فِي الحَربِ.۲
3 / 5 - 2
جَوابُ يَزيدَ بنِ مَسعودٍ۳ عَلى كِتابِ الإِمامِ عليه السلام
۲۵۷.الملهوف : كَتَبَ يَزيدُ إلى عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ - وكانَ والِياً عَلَى البَصرَةِ - بِأَنَّهُ قَد وَلّاهُ الكوفَةَ وضَمَّها إلَيهِ ، ويُعَرِّفُهُ أمرَ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ وأمرَ الحُسَينِ عليه السلام ، ويُشَدِّدُ عَلَيهِ في تَحصيلِ مُسلِمٍ وقَتلِهِ ، فَتَأَهَّبَ عُبَيدُ اللَّهِ لِلمَسيرِ إلَى الكوفَةِ .
وكانَ الحُسَينُ عليه السلام قَد كَتَبَ إلى جَماعَةٍ مِن أشرافِ البَصرَةِ كِتاباً مَعَ مَولىً لَهُ اسمُهُ سُلَيمانُ ويُكَنّى أبا رَزينٍ ، يَدعوهُم فيهِ إلى نُصرَتِهِ ولُزومِ طاعَتِهِ ، مِنهُم : يَزيدُ بنُ مَسعودٍ النَهشَلِيُّ ، وَالمُنذِرُ بنُ الجارودِ العَبدِيُّ . فَجَمَعَ يَزيدُ بنُ مَسعودٍ بَني تَميمٍ وبَني حَنظَلَةَ وبَني سَعدٍ ، فَلَمّا حَضَروا قالَ : يا بَني تَميمٍ ! كَيفَ تَرَونَ مَوضِعي مِنكُم وحَسَبي فيكُم ؟ فَقالوا : بَخٍّ بَخٍّ ، أنتَ واللَّهِ فِقرَةُ الظَّهرِ ورَأسُ الفَخرِ ، حَلَلتَ فِي الشَّرَفِ وَسَطاً وتَقَدَّمتَ فيهِ فَرَطاً .
قالَ : فَإِنّي قَد جَمَعتُكُم لأَِمرٍ اُريدُ أن اُشاوِرَكُم فيهِ وأستَعينُ بِكُم عَلَيهِ . فَقالوا : وَاللَّهِ إنّا نَمنَحُكَ النَّصيحَةَ ونَجهَدُ لَكَ الرَّأيَ ، فَقُل نَسمَع .
فَقالَ : إنَّ مُعاوِيَةَ قَد ماتَ فَأَهوِن بِهِ وَاللَّهِ هالِكاً ومَفقوداً ، ألا وإنَّهُ قَدِ انكَسَرَ بابُ الجَورِ وَالإِثمِ ، وتَضَعضَعَت أركانُ الظُّلمِ ، وقَد كانَ أحدَثَ بَيعَةً عَقَدَ بِها أمراً وظَنَّ أنَّهُ قَد أحكَمَهُ ، وهَيهاتَ وَالَّذي أرادَ ، اجتَهَدَ وَاللَّهِ فَفَشِلَ ، وشاوَرَ فَخُذِلَ ، وقَد قامَ ابنُهُ يَزيدُ شارِبُ الخُمورِ ورَأسُ الفُجورِ ، يَدَّعِي الخِلافَةَ عَلَى المُسلِمينَ ، ويَتَأَمَّرُ عَلَيهِم بِغَيرِ رِضىً مِنهُم ، مَعَ قَصرِ حِلمٍ
1.الإيالة : السياسة (النهاية : ج ۱ ص ۸۵ «أيل») .
2.عيون الأخبار لابن قتيبة : ج ۱ ص ۲۱۱ وراجع: الفائق في غريب الحديث : ج۱ ص۶۰ .
3.يزيد بن مسعود بن خالد النهشلي من أشراف البصرة، لم نعثر على ترجمته ، إلّا أنّه يظهر من رسالة الحسين عليه السلام إليه ، و دعوته لأشراف قبائل بني تميم وبني سعد وتوصيفه لحسين بن علي عليه السلام أنّه كان حسن الاعتقاد. دعا له الحسين عليه السلام حينما وصل كتاب النهشلي إليه. ثمّ تجهّز للخروج إلى الحسين عليه السلام فبلغه قتله عليه السلام ، فجزع لذلك (راجع: الملهوف: ص ۱۱۰ - ۱۱۳ ومثير الأحزان: ص ۲۷ - ۲۹ ومستدركات علم الرجال: ج ۸ ص ۲۶۰ ) .