305
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

قالَ : ثُمَّ خَرَجَ فَتَقَدّى‏۱ فِي الطَّريقِ حَتَّى انتَهى‏ إلى‏ حُسَينٍ عليه السلام ، فَدَخَلَ في رَحلِهِ بِالأَبطَحِ ، وبَلَغَ الحُسَينَ عليه السلام مَجيؤُهُ ، فَجَعَلَ يَطلُبُهُ ، وجاءَ الرَّجُلُ إلى‏ رَحلِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَقيلَ لَهُ : قَد خَرَجَ إلى‏ مَنزِلِكَ . فَأَقبَلَ في أثَرِهِ ، ولَمّا لَم يَجِدهُ الحُسَينُ عليه السلام جَلَسَ في رَحلِهِ يَنتَظِرُهُ ، وجاءَ البَصرِيُّ فَوَجَدَهُ في رَحلِهِ جالِساً ، فَقالَ : «بِفَضْلِ اللَّهِ وَ بِرَحْمَتِهِ فَبِذَ لِكَ فَلْيَفْرَحُواْ»۲. قالَ : فَسَلَّمَ عَلَيهِ ، وجَلَسَ إلَيهِ ، فَخَبَّرَهُ بِالَّذي جاءَ لَهُ ، فَدَعا لَهُ بِخَيرٍ ، ثُمَّ أقبَلَ مَعَهُ حَتّى‏ أتى‏ فَقاتَلَ مَعَهُ ، فَقُتِلَ مَعَهُ هُوَ وَابناهُ .۳

1.تَقَدَّيتُ على فَرَسي ، وتَقَدّى‏ به بعيرُهُ : أي أسرَعَ (لسان العرب : ج ۱۵ ص ۱۷۲ «قدا») .

2.يونس : ۵۸ .

3.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۵۳ وراجع : الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۳۴ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
304

ووَديعَتُهُ في أرضِهِ ، تَفَرَّعتُم مِن زَيتونَةٍ أحمَدِيَّةٍ هُوَ أصلُها وأنتُم فَرعُها ، فَأَقدِم سَعِدتَ بِأَسعَدِ طائِرٍ ، فَقَد ذَلَّلتُ لَكَ أعناقَ بَني تَميمٍ وتَرَكتُهُم أشَدَّ تَتابُعاً لَكَ مِنَ الإِبِلِ الظِّماءِ يَومَ خِمسِها لِوُرودِ الماءِ ، وقَد ذَلَّلتُ لَكَ رِقابَ بَني سَعدٍ وغَسَلتُ لَكَ دَرَنَ صُدورِها بِماءِ سَحابَةِ مُزنٍ حَتَّى استَهَلَّ بَرقُها فَلَمَعَ .
فَلَمّا قَرَأَ الحُسَينُ عليه السلام الكِتابَ قالَ : آمَنَكَ اللَّهُ يَومَ الخَوفِ ، وأعَزَّكَ وأرواكَ يَومَ العَطَشِ الأَكبَرِ . فَلَمّا تَجَهَّزَ المُشارُ إلَيهِ لِلخُروجِ إلَى الحُسَينِ عليه السلام بَلَغَهُ قَتلُهُ قَبلَ أن يَسيرَ ، فَجَزِعَ مِنِ انقِطاعِهِ عَنهُ .
وأمَّا المُنذِرُ بنُ الجارودِ فَإِنَّهُ جاءَ بِالكِتابِ وَالرَّسولِ إلى‏ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ؛ لأَِنَّ المُنذِرَ خافَ أن يَكونَ الكِتابُ دَسيساً مِن عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ، وكانَت بَحرِيَّةُ بِنتُ المُنذِرِ زَوجَةً لِعُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ، فَأَخَذَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ الرَّسولَ فَصَلَبَهُ ، ثُمَّ صَعِدَ المِنبَرَ فَخَطَبَ وتَوَعَّدَ أهلَ البَصرَةِ عَلَى الخِلافِ وإثارَةِ الإِرجافِ ، ثُمَّ باتَ تِلكَ اللَّيلَةَ ، فَلمَّا أصبَحَ استَنابَ عَلَيهِم أخاهُ عُثمانَ بنَ زِيادٍ ، وأسرَعَ هُوَ إلى‏ قَصدِ الكوفَةِ .۱

3 / 5 - 3

لُحوقُ يَزيدَ بنِ نُبَيطٍ وَابنَيهِ بِالإِمامِ عليه السلام‏

۲۵۸.تاريخ الطبري عن أبي المخارق الراسبيّ : اِجتَمَعَ ناسٌ مِنَ الشّيعَةِ بِالبَصرَةِ في مَنزِلِ امرَأَةٍ مِن عَبدِ القَيسِ يُقالُ لَها مارِيَةُ ابنَةُ سَعدٍ - أو مُنقِذٍ - أيّاماً ، وكانَت تَشَيَّعُ ، وكانَ مَنزِلُها لَهُم مَألَفاً يَتَحَدَّثونَ فيهِ ، وقَد بَلَغَ ابنَ زِيادٍ إقبالُ الحُسَينِ عليه السلام ، فَكَتَبَ إلى‏ عامِلِهِ بِالبَصرَةِ أن يَضَعَ المَناظِرَ ويَأخُذَ بِالطَّريقِ .
قالَ : فَأَجمَعَ يَزيدُ بنُ نُبَيطٍ الخُروجَ - وهُوَ مِن عَبدِ القَيسِ - إلَى الحُسَينِ عليه السلام ، وكانَ لَهُ بَنونَ عَشَرَةٌ ، فَقالَ : أيُّكُم يَخرُجُ مَعي ؟ فَانتَدَبَ مَعَهُ ابنانِ لَهُ : عَبدُ اللَّهِ وعُبَيدُ اللَّهِ ، فَقالَ لأَِصحابِهِ في بَيتِ تِلكَ المَرأَةِ : إنّي قَد أزمَعتُ عَلَى الخُروجِ ، وأنَا خارِجٌ ، فَقالوا لَهُ: إنّا نَخافُ عَلَيكَ أصحابَ ابنِ زِيادٍ ، فَقالَ : إنّي وَاللَّهِ لَو قَدِ استَوَت أخفافُهُما بِالجَدَدِ۲ لَهانَ عَلَيَّ طَلَبُ مَن طَلَبَني .

1.الملهوف : ص ۱۰۹ ، مثير الأحزان : ص ۲۷ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۳۷ .

2.الجَدَد : وجهُ الأرض (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۲۸۱ «جدد») .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1971222
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به